علامات يوم القيامة الكبرى التي ظهرت

يعدّ الساعة من الأمور التي ذكرها الله عز وجل في العديد من الآيات القرآنية، وذكرها أيضًا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالتفصيل، حيث أخبرنا عن جميع العلامات التي ستحدث قبل قيام الساعة، وتم تقسيم هذه العلامات إلى قسمين، علامات صغرى حدث منها الكثير حتى الآن، وعلامات قيام الساعة الكبرى التي لم تظهر حتى الآن، ولكن الرسول الكريم أخبرنا عن جميع العلامات بالتفصيل سواء كانت صغرى أو كبرى.

علامات يوم القيامة الكبرى

تشير علامات يوم القيامة الكبرى إلى العلامات التي تحدث قبل يوم القيامة بأيام أو ساعات قليلة، وتوجد العديد من علامات الساعة التي ظهرت وأخرى لم تظهر بعد، ولا يزال ظهور تلك العلامات مستمرًا، ومن بين العلامات الكبرى:

فتنة المسيح الدخال

إحدى علامات الساعة الكبرى هي ظهور الدجال، وهو الأمر الذي ذكره لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سيظهر رجل من المشرق ويمشي في الأرض ويدعي بأنه إله، ولكن لن يتمكن من دخول المسجد الحرام أو المدينة المنورة أو مكة المكرمة أو جبل طور، بينما سيتجه إلى جميع البلدان الأخرى.

• لم ينجُ الرجل من فتنته إلا المؤمنون، لأن فتنته كانت عظيمة جدًا بسبب بعض الصلاحيات التي وهبها الله عز وجل له، وهذا ما يجعل الكثير من الناس يفتنون به ويتبعونه، ويكون هذا الرجل مبصرًا للمؤمنين ويرون حقيقته الكافرة، بينما يفتن به غير المؤمنين.
• يطلق على الدجال لقب المسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة، أو لأنه يمسح الأرض لمدة أربعين يومًا، والدجال هو الضال الكاذب والأعور.
• وفي الأحاديث النبوية وصُف الدجال وتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته منه، ومن تلك الأحاديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: إني لأنذركم منه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور.
• وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “صرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أخبركم عن الدجال حديثًا ما حدثه نبي قومه؟ إنه أعور، ويأتي معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وأنا أحذركم منه كما حذر نوح قومه.

نزول سيدنا عيسى عليه السلام

العلامة الثانية التي تأتي بعد علامة ظهور الدجال هي نزول النبي عيسى عليه السلام، حيث سيهدف إلى دعوة الناس إلى الله، ومحاربة الدجال وهزيمته، ونشر العدل في الأرض والخير في كل مكان، مما يؤدي إلى وفرة الأموال والثمار.

• نزول سيدنا عيسى عليه السلام إلى الأرض هي علامة على قرب يوم القيامة، وذُكرت هذه العلامة في العديد من النصوص والكتب الدينية، وهي أن عيسى عليه السلام سيعود إلى الأرض مرة أخرى ليقتل الدجال وينهي الفساد، ويحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
• يبقى سيدنا عيسى عليه السلام في الأرض مدة ما يشاء، ثم يقوم الله سبحانه وتعالى بأخذ روحه ودفنه.
• ذُكرت تلك العلامة في القرآن الكريم في ثلاث آيات مختلفة تدل على نزول عيسى عليه السلام، ويُعَدُّ قول الله تعالى “وإنه لعِلمٌ للساعة” دليلاً على أن نزول عيسى عليه السلام يُعَدُّ من علامات الساعة الكبرى. 
• وعندما تواجهون الذين كفروا في المعركة، فاضربوا أعناقهم حتى تستسلموهم، ثم أوثقوهم جيدا، وبعد ذلك يمكن إما تحريرهم أو إطلاق سراحهم مقابل فدية، وذلك حتى تضع الحرب أوزارها. 
• وفي الآية الثالثة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: `وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا`.

ظهور يأجوج ومأجوج

تشير هذه العلامة إلى ظهور يأجوج ومأجوج، وذكر الرسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العلامة في بعض أحاديثه النبوية الشريفة، كما ذُكرت قبيلتي يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم، وعند حدوث علامات الساعة الكبرى، سيتم ظهور هذه القبائل مرة أخرى.

• يتم حماية المؤمنين منهم في جبل الطور مع سيدنا عيسى عليه السلام، وذلك لحين إخراجهم تمامًا، حيث يتولى الملائكة الذين يكلفهم الله عز وجل بذلك.
• ثم سوف تمطر السماء بعد ذلك لتنظيف الأرض من آثار قبيلتي يأجوج ومأجوج ومن آثار الفساد الذي انتشر أثناء وجودهم بكثرة.
• وقد ذكر العديد من الناس أن يأجوج ومأجوج هما من أجيج النار وهو الاشتعال بها، بينما ذكر البعض الآخر أنهما من الأجاج وهو الماء ذو الملوحة الشديدة.
• ذُكِرَتْ في سورة الكهف بعض الآيات التي تدل على ظهور يأجوج ومأجوج وأنها من العلامات الكبرى. فقال الله تعالى: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ). 

خروج الدابة

تتمثل هذه العلامة في ظهور دابة، وقد شرح النبي الكريم في بعض أحاديثه النبوية الشريفة أن هذه العلامة هي من علامات الساعة الكبرى، حيث تظهر إما قبل ظهور الشمس من المغرب أو بعدها مباشرة ولكنهما في كل الأحوال متتاليان مع بعضهما البعض.

• وسيخرج هذا الوحش على الناس ويتكلم إليهم، ويعرض أخطائهم وظلمهم وابتعادهم عن الله، وسيظهر هذا الوحش في زمن ملئ بالظلم.
• وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الدابة بأنها ستكون لها ريش كبير ولحية، وأذن شبيهة بأذن الفيل، بالإضافة إلى وجود قرون كبيرة مثل قرن الإبل، وستقوم هذه الدابة بوضع نقطة بيضاء على المؤمنين ونقطة سوداء على الكافرين لتمييزهم..
• وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: `وإذا وقع القول عليهم، أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم، تقول لهم إن الناس لم يكونوا يوقنون بآياتنا`.
• وجاء في حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: طلب النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلينا أثناء جلسة تذاكر، وسألنا: “ماذا تتذاكرون؟.”، فأجبنا: “نتذكر الساعة”، فقال: “لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات”، ثم ذكر العشر آيات التي تشمل الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، وظهور يأجوج ومأجوج، وحدوث ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك تنبعث نار من اليمن تطرد الناس إلى محل سكناهم.

خروج دخان كثير

تُعد هذه العلامة من بين العلامات الأخيرة التي تشير إلى قيام الساعة، حيث تتمثل في خروج دخان كثيف يغمر الأرض، وذلك بسبب كثرة المعاصي، وتم ذكر هذه العلامة أيضًا في القرآن الكريم، وتم تعظيم دور الدخان في الآية التي ذُكرت فيها هذه العلامة.

• في القرآن الكريم، قال الله تعالى في سورة الدخان: (فترقب يوما يأتي السماء به دخان مبين، يغشى الناس، هذا عذاب أليم. ربنا، اكشف عنا العذاب إننا مؤمنون. كيف يذكرون؟ ولقد جاءهم رسول مبين). 
• وورد حديث حذيفة بن أسيد الغفاري المتقدم، قال: في إحدى المناسبات، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ساعة القيامة، فقال: “ماذا تذاكرون؟.”، فأجبنا: “نذكر ساعة القيامة”، فذكر الدخان والدجال والدابة، وقال إن العشر آيات التي تسبق ساعة القيامة ستظهر قبلها.
• حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بادروا بالأعمال الصالحة في ستة: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال.

طلوع الشمس من المغرب

تتمثل هذه العلامة في ظهور الشمس من الاتجاه الغربي، وتعد هذه العلامة من آخر العلامات الكبرى، وبعد هذه اللحظة يتم إغلاق باب التوبة للمذنبين ولا ينفع الكافرين، وذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه النبوية الشريفة كيفية استئذان الشمس من الله عز وجل في الرجوع فترجع.

• وفي اليوم الذي تقوم فيه الساعة، يستأذن الشمس الله عز وجل بالعودة للمغرب، لكن الله لا يسمح لها بذلك، وعندما يأتي الليل، يأذن لها بالذهاب، ولكن الشمس لا تشرق من الشرق، بل تشرق من الغرب.
• قال الله تعالى: هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك؟ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. قل: انتظروا، إنا منتظرون.
• في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، وعندما تطلع ويراها الناس، يؤمن الناس جميعاً، وهذا الوقت لا ينفع الإيمان إذا لم يكن قد آمن الشخص من قبل أو حصل على خير في إيمانه`.
• روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `إن الله يمد يده في الليل ليتوب المسيء نهارا، ويمد يده في النهار ليتوب المسيء ليلا، حتى تشرق الشمس من مغربها`.
• في حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه، ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “فتح الله باباً قبل المغرب، عرضه سبعون عاماً للتوبة، لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه.

علامات يوم القيامة الكبرى بالترتيب

تظهر علامات الساعة الكبرى بالترتيب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية، والذي ورد في القرآن الكريم، وهي كالتالي:

1. فتنة المسيح الدجال.
2. نزول عيسى ابن مريم عليه السلام.
3. ظهور يأجوج ومأجوج.
4. ظهور دابة تكلم الناس.
5. الدخان.
6. طلوع الشمس من مغربها.
7. خسف بالمشرق.
8. خسف بالمغرب.
9. خسف بجزيرة العرب.
10. تنبعث نار من اليمن تطرد الناس إلى محل سكناهم.

أسئلة شائعة