الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

طاعة نوح عليه السلام لأمر ربه وبناء السفينة

mowsoa | موسوعة الشرق الأوسط

أرسل الله سبحانه وتعالى جميع الرسل بمعجزات تتناسب مع قومهم على مدار العصور، ولكل معجزة من معجزات الأنبياء ورسالتهم دروس مستفادة، فيقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 33 من سورة آل عمران: “إن الله اصطفى آدم و نوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين”، فنحن هنا أمام الدروس المستفادة من طاعة نوح عليه السلام لأمر ربه وبناء السفينة ، تلك المعجزة التي نجى به ومن آمن به من الطوفان، فمن خلال الموسوعة سنتعرف على المزيد من المعلومات عن طاقة سيدنا نوح لأمر ربه وصبره لمئات من السنوات على دعوة قومه، ومن ثم نختم هذا المحتوى بالاطلاع على العبر المستفادة من قصة سيدنا نوح عليه السلام.

جدول المحتويات

طاعة نوح عليه السلام لأمر ربه وبناء السفينة

سيدنا نوح عليه السلام هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس بن يرد بن مهلائيل، أو قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، أبو البشر، أو مهلاييل بن قينان.

  • ظل يدعو قومه وقرابته لمدة تسعمائة وخمسين عاماً، ولم ييأس واستمر على الدعوة كما أمره الله تبارك وتعالى.
  • أمر الله عز وجل سيدنا نوح عليه السلام ببناء السفينة، وتماشى نبيه مع هذا الأمر وبدأ في بناء السفينة على اليابسة، وقد استغرب قومه هذا الفعل وسخروا منه، ولكن لهذا الفعل حكمة من الله سبحانه وتعالى.
  • وكانت نتيجة طاعة نوح عليه السلام لأمر ربه وبناء السفينة؛ النجاة من هلاك الطوفان هو ومن آمن معه من قومه.
  • يذكر الله تبارك وتعالى في الآية رقم 36/ 37 من سورة هود: `وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون، واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون`.
  • بعد مرور حوالي تسعمائة وخمسين عاما على آية رقم 76/77 من سورة الأنبياء التي تقول: “ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين”، فإنها لا تزال تحث على الدعوة إلى الله.

قصة سيدنا نوح عليه السلام بدلالات من القرآن الكريم

بدأت قصة سيدنا نوح عليه السلام، وفقًا لقوله تعالى في الآية 59 من سورة الأعراف، بدعوته قومه قائلًا: `يا قوم، اعبدوا الله، ليس لكم إله غيرُه، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم`.

  • أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه نوح عليه السلام لإصلاح وهداية أقوامه الذين كانوا يعبدون الأصنام، وظل نوح يدعوهم لمدة تقرب من تسعمائة وخمسين سنة، وذكر الله في سورة العنكبوت الآية 14: “ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا.
  • رفض قوم نوح الدعوة واستمروا في عبادة الأصنام، قائلين `لا تتركوا آلهتكم ولا تتركوا وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً`، كما ذكر الله عز وجل في الآية 23 من سورة نوح.
  • يجب الإشارة إلى أن شعب نوح لم يقتصر على رفض الدعوة فقط، بل قاموا باتهام سيدنا نوح -عليه السلام- ومن آمن به بأنهم من الضعفاء في الثروة والعقل، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الآية 27 في سورة هود، حيث قال الملأ الذين كفروا من قوم نوح: “ما نراك إلا بشرًا مثلنا، وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بأفكارهم، ولا نرى لكم علينا من الفضل، بل نعتقد أنكم كاذبون.
  • لم ييأس نوح عليه السلام وظل يدعو قومه، وفي الآية 5: يتضمن دعاء نوح عليه السلام لربه في الآية 12 من سورة نوح:
  • قلت يومًا: يا رب، دعوت شعبي ليلاً ونهارًا، ولم يجدوا في دعائي سوى الفرار. وكلما دعوتهم ليتوبوا وأستغفروا، وجدتهم يصرخون في آذانهم ويتجنبون دعوتي، ويصرون على الذنوب والاستكبار. وبعد ذلك، دعوتهم بصوت عالٍ وأخبرتهم بأسراري الخاصة، ونصحتهم بالتوبة والاستغفار، وأخبرتهم أن الله هو الغفور الرحيم، الذي يرسل المطر ويمدد بالأموال والأولاد، ويجعل لهم الجنة والأنهار.
  • وهددوه هم ومن آمنوا معه بالأذى في حال استمراره بالدعوة، فدعا نوح ربه وقال: `رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، فإنك إذا تركتهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً`.
  • رد الله على دعاء نوح وأمره بصنع الفلك ليكون وسيلة للنجاة من عذاب الله الذي سيأتي على الكافرين، وأمره بجمع زوجين من كل نوع من الحيوانات في الفلك ليحافظ على الأنواع ويمكنها من التكاثر والحياة بعد الطوفان. ويذكر ذلك في الآية 36/37 من سورة هود حيث قال الله “وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلا تحزن بما كانوا يفعلون، واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون.
  • أطاع نوح عليه السلام أمر الله عز وجل ببناء الفلك، وحمل فيه من كل زوجين اثنين ومن آمن به، وهنا بدأ دعاء نوح لربه والإشارات إلى الطوفان الذي حدث بسبب ماء أنزله الله عز وجل من السماء، وذلك كما ورد في سورة هود الآية 40: 43:
  • فيما بعد أمرنا وجاء الفيض فحمّل في السفينة من كل نوع زوجين وعائلة إلا من سبق عليه القول ومن آمن، ولم يؤمن معه إلا قليل. وقال: اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها، إن ربي لغفور رحيم. وهي تجري بهم في موج كالجبال، ونادى نوح ابنه وهو في معزل: يا بني، اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. فقال: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء. قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم. وحال بينهما الموج، فكان من المغرقين.
  • كان ابن نوح وزوجته من الكافرين، فدعا نوح ربه أن ينجي ولده وزوجته من الطوفان، وفي الآية 45/46 من سورة هود يقول نوح: “ربي إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين”، فأجابه الله: “يا نوح، إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح، فلا تسألنِ ما ليس لك به علم، إني أعظك أن تكون من الجاهلين.
  • يعتبر هذا الطوفان عذابًا وهلاكًا لمن كفر بالله وظل على عبادة الأصنام، ولمن رفض إنذار نوح وكذبه وهدده بالأذى هو ومن معه.
  • بعد هلاك الكافرين وغرقهم بالطوفان، أمر الله عز وجل في الآية 44 من سورة هود بأن تبتلع الأرض ماءها وترفع السماء، وأن ينحسر الماء ويتم القضاء على الأمر ويستوي الأمر على الجبل الأعلى، ويقال بعد ذلك للقوم الظالمين ابتعدوا.
  • عندما ارتفعت مياه الطوفان، استقرت سفينة نوح على جبل الجودي. وأمر الله نوح نبيه بالنزول بسلام، هو وجميع من كانوا معه في السفينة. ويقول الله تعالى في الآيتين 76 و 77 من سورة الأنبياء: “وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا سَوْءًا فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ.

صفات سيدنا نوح عليه السلام

وصف الله عز وجل سيدنا نوح عليه السلام بأنه كان عبدًا شاكرًا، ويمكننا التعرف على هذه الصفة من خلال قوله عز وجل في الآية 3 من سورة الإسراء “ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا”، حيث كان يحمد الله على كل فعل يقوم به.

  • لقد كان سيدنا نوح مستمرًا في الشكر والصبر، رغم سخرية قومه منه وعدم استجابتهم لدعوته لمدة تصل إلى 950 عامًا.
  • تتضمن سور الشعرى، والمؤمنون، وهود، والأنبياء، ويونس، والصافات، والعنكبوت، والأعراف، وسورة نوح قصة النبي نوح عليه السلام.
  • ومن بين الرسل الأولى العزم، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ونوح، وموسى، وإبراهيم، وعيسى عليهم السلام.
  • فضل الله عز وجل بعض الرسل على البعض، ويتضح ذلك من قوله تعالى في الآية 253 من سورة البقرة: `تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ`.

العبر المستفادة من قصة سيدنا نوح عليه السلام

بعد أن قرأنا بعض الآيات المتعلقة بقصة سيدنا نوح عليه السلام في القرآن الكريم، وتعلمنا أن النجاة من الطوفان جاءت نتيجة طاعة نوح عليه السلام لأمر الله وبناء السفينة، يجب علينا الآن دراسة الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من تلك القصة.

  • يتضمن الإيمان بالله وحده لا شريك له، والعودة إلى الهدى والرشاد والابتعاد عن الشرك والضلال.
  • يفضل حب الله وطاعته على أي شخص آخر، حتى على ابنه وزوجته.
  • يجب الالتزام بالدعوة، حيث دعا نوح عليه السلام قومه بالدعوة ليلاً ونهارًا، وسرًا وجهارًا لمدة تسعمئة وخمسين عامًا.
  • يتم إبطال ابتلاءات الكفار والمكذبين ونصحهم وتحذيرهم، وإقناعهم بعبادة الله بكل الوسائل الممكنة.
  • نحمد الله ونشكره على نعمه في السراء والضراء.
  • الصبر على تحمل أذى المشركين في سبيل الدعوة للرجوع إلى الله عز وجل وترك عبادة الأصنام.
  • الثقة الكاملة بأن الله سينقذ الإنسان من المخاطر والعقوبات البشرية.
  • ينبغي للفرد الاستعانة بذكر الله في جميع الأوقات، سرًا وجهارًا، في السراء والضراء.

المصادر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى