الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

صحب النبي عليه السلام عمه ابا طالب في رحلة تجارية الى بلاد

mowsoa | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال من الموسوعة، سنوضح مكانة الرحلة التجارية التي قام بها عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أبو طالب، والتي سافر فيها إلى بلاد بعيدة. وكان أبو طالب شقيق عبد الله بن عبد المطلب ووالد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورعى النبي بعد وفاة والديه حيث كان جده عبد المطلب هو من رعاه في البداية. وعند وفاة جده، تولى أبو طالب رعاية النبي وهو في الثامنة من عمره، وأحبه كثيرًا وكان ينام بجانبه ويدعمه، وقد حماه من أذى قريش. وفي هذا المقال سنتحدث عن أحداث الرحلة التي قام بها أبو طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم.

جدول المحتويات

صحب النبي عليه السلام عمه ابا طالب في رحلة تجارية الى بلاد

  • كانت أول رحلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الشام مع عمه أبو طالب، وكان يبلغ آنذاك من العمر 12 عامًا، وكان عمه يعتاد أن يأخذه معه إلى كل مكان يذهب إليه.
  • وكان السبب وراء هذه الرحلة هو سفر أبو طالب للتجارة في بلاد الشام، وعند وصولهم إلى البصرة، التقوا بالراهب بحيرا الذي سأل أبو طالب عن الولد الذي كان معه، فأخبره أبو طالب بأنه ابنه، لكن بحيرا لم يصدق ذلك، فأخبره أبو طالب بأنه ابن أخيه وأنه يحبه بشدة وأنه مثل ابنه.
  • حذّر أبو طالب بحيرا من اليهود وأخبره أنهم سيحاولون الإيقاع بابن أخيه، وأشار إلى أن هذا الغلام سيكون شخصية مرموقة، وعاد أبو طالب إلى مكة برفقة ابن أخيه.
  • فقد قال ابنُ إسحاق: حدث يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قائلًا: كان رجلًا من لهب – الذي يقال إنه من قبيلة أزدشنوءة – يعيش في مكة ويعتاف له رجال قريش عندما يصل إليهم. فجاء به أبو طالب وهو غلام بصحبة أشخاص آخرين، وعندما نظر الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شغله شيء ما ولم يعتن به. وبعدما انتهى الرجل من شغله، قال أبو طالب: “أنا احتاج هذا الغلام”، ولكن عندما شعر الرجل بحرص أبي طالب على الغلام، قرر أبو طالب إخفاءه عن الرجل وقال: “ردوا الغلام الذي رأيتموه لي، فسوف يكون له مصيرًا كبيرًا.” ومن ثم انطلق أبو طالب.

صفات أبو طالب عم الرسول

  • بعد وفاة جد الرسول عبد المطلب، قام أبو طالب بتربية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان واحدًا من الأعمام الأربعة التي شملتهم هذه المهمة، وهم حمزة والعباس وأبو لهب وأبو طالب.
  • رغم عدم امتلاك أبي طالب بن عبد المطلب الكثير من المال، كان يحظى بمكانة عالية في قومه، فكانوا يطيعونه ويحترمونه ويحبونه، كما كان يتميز بالكرم الشديد بين قومه.
  • كان ناصر بن عبدالمطلب يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة، وكان له مواقف كثيرة في ذلك، وكان صديقه وأبوه، وكان يعلق به ويحبه بشدة، وكان أبوه يمدح الرسول ويشعر به الشعر.
  • نظراً لشدة حب أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، كان يأخذه معه في كل مكان ويشاركه في جميع أعماله، بما في ذلك التجارة التي سمحت له بالسفر إلى عدة أماكن.
  • كان أبو طالب يخاف على ابن أخيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشدة من قبيلة قريش، ولذلك دافع عنه أمامهم ورفض أن يسلمه لهم، كما حماه من شرورهم ورغبتهم في قتله.

موقف أبو طالب من دعوة الرسول

  • كان أبو طالب بن عبد المطلب من أكثر الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، وكان يحميه ويدافع عنه أمام أهل قريش الذين كانوا يرغبون في التخلص منه، حتى يفقد النبي أهم داعميه.
  • وعلى الرغم من الضغوط التي تعرض لها أبو طالب ليتخلى عن النبي أو يسلمه لقريش، فقد رفض مطالبهم بشدة وبشكل قاطع.
  • على الرغم من ذلك، رفض أبو طالب اعتناق الإسلام وأصر على البقاء على ما اعتاد عليه آباؤه وأجداده.
  • نظرًا لحب النبي لعمه، كان يتمنى بشدة أن يقبل الإسلام حتى يلتقيا في الجنة، لكنه لم ينجح في ذلك حتى في اللحظات الأخيرة من حياة عمه.

متى توفي أبو طالب عم الرسول

  • توفي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو طالب، في العام الثالث قبل الهجرة، وسُمي هذا العام بعام الحزن، لأن النبي فقد فيه أحب الناس إليه، عمه أبو طالب، وزوجته خديجة بنت خويلد.
  • عندما اقترب أجل أبي طالب وكان يعاني من المرض، طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق الشهادتين قبل وفاته ليموت مسلمًا.
  • روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في كتب البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي، أنه عند وفاة أبي طالب، جاءه النبي صلى الله عليه وسلم، ووجد معه أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال لهما: “أي عم، قللا: لا إله إلا الله، فإني أحاج لكما بها يوم القيامة”. فقال أبو جهل وعبد الله: “أترغب عن دين عبد المطلب؟”. وظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهما للاسلام ويعيد عليهما تلك المقالة حتى قال أبو طالب في آخر كلامه: “أنا على ملة عبد المطلب”. ولم يقل: “لا إله إلا الله”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم “والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك”. فنزلت الآية: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. ونزلت في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء}.

هل أسلم أبو طالب قبل موته

  • لا، توفي أبو طالب كافرًا بعد أن رفض الإقرار بالشهادة قبل وفاته.
  • وقد قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِعَمِّهِ: قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله علىٰ ذٰلك الجزع لأقررت بها عينك، فأنزل الله: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.
  • وبسبب المواقف العظيمة التي قدمها أبو طالب للنبي، فقد حصل على الشفاعة وتخفيف العذاب عنه في النار. وروى البخاري من حديث عباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ماذا أنت فاعل مع عمك؟ فإنه كان يحبك ويغضب لأجلك. فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: إنه في أشد النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
  • ورد في صحيح مسلم عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر عمه، فقال: ربما تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يصل إلى كعبيه ويغلي منه دماغه.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تم فيه الإجابة عن سؤال عم أبي طالب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلة تجارية إلى بلاد معينة، وتم تناول صفات ومواقف أبي طالب، عم الرسول، وكذلك تم تقديم المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى