شرح من صام رمضان ايمانا
نسمع كثيرًا عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: `من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه`، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم. وبالتأكيد، يرغب جميع المسلمين في الحصول على هذا الأجر العظيم، ولكنهم لا يعرفون كيفية أن يكون صيامهم إيمانًا واحتسابًا. تساعد موسوعتنا في رفع الحرج عنكم من خلال هذه المقالة، وتوضح لكم تفسير هذا الحديث بشكل مفصل. تابعونا.
من صام رمضان ايمانا واحتسابا
فرض الله عز وجل الصوم على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، بعد مضي حوالى خمسة عشر عاما من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأن الله عز وجل يعلم طبيعة الإنسان، فلم يكن الصوم إلزاميا في البداية، بل كان اختياريا، حيث يصوم من يستطيع، ومن لا يستطيع يكفيه كفارة. وبعد ذلك، أمر الله بفرض الصوم على جميع المسلمين، وجاء ذلك في قوله `شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه`. وهناك استثناءات لحالات السفر أو المرض. ومنذ ذلك الحين، أصبح الصوم أحد الأركان الأساسية للإسلام، فلا يكتمل إسلام الشخص بدونه.
والصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضا صوم الجوارح عن كل ما يغضب الله عز وجل. وقد أخبرنا رسول الله أنه لكي يحصل المسلم على الأجر الكامل، يجب أن يصوم بإيمان واحتساب؛ ليغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ربما تسأل الآن كيف يصوم الإنسان بإيمان واحتساب. ليس الأمر صعبًا على الإطلاق. الصيام بإيمان يعني الثقة الكاملة بأن الله أمر بهذا الفريضة، وأن الرسول أقامها كما يجب. والاحتساب يعني حساب الأجر والمكافأة من الله تعالى، لأن الصيام يجب أن يكون لله وحده، دون نفاق أو رياء أو خوف من انتقادات الناس.
وكذلك ينبغي على المسلم ألا يستخف بصيامه أو ينتظر انتهاءه، بل ينبغي له استغلال تلك الفرصة الروحانية ليستمد من فضلها ويزيد أجره ومكافأته عند الله عز وجل. إذا صام المسلم على هذا النحو وابتعد عن الكبائر، فسيغفر الله له جميع خطاياه. والله تعالى هو الأعلى والأعلم.
لذا، ينبغي على المسلمين عدم إفساد صيامهم بالذنوب أو الأخطاء، وأن يكونوا صائمين خالصين لوجه الله عز وجل، ولا ينسوا أن الريان هو باب خاص في الجنة لدخول المسلمين الذين صاموا.