الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

شرح أركان الإسلام الخمس

أركان الإسلام | موسوعة الشرق الأوسط

دعونا نتعرف في هذا المقال على أركان الإسلام، فالإسلام هو خاتم الأديان التي أنزلها الله لتخرج العباد من ظلمات الكفر والضلال، إلى نور الهداية والإيمان.

وُضع الإسلام لتنظيم حياة البشر والكون، ولجعل العبد أقرب إلى ربه، لذلك يجب أن يكون لدينا بعض الأسس والأركان التي نتبعها لنحصل على رضا الله في الدنيا والآخرة، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليوضح لنا مبادئ الإسلام من خلال السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم.

يُعرَّف من خلال مقال اليوم في موسوعة عن الأركان التي يرتكز عليها الدين الإسلامي، ويتعين على كل مسلم الالتزام بها وتطبيقها في حياته.

جدول المحتويات

أركان الإسلام

الإسلام له أحكام وقواعد يجب على كل مسلم اتباعها ليحظى بالخير والنعيم في الدنيا والآخرة، حيث حددها الله سبحانه وتعالى وأمرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم في خمسة أركان، فمَن يرغب في أن يكون عبدًا شاكرًا وطائعًا لله حقًا، فعليه التمسك بهذه الأحكام والقواعد، حيث يستقيم إسلامه وتصح عقيدته، ومَن يتركها يخسر دينه ويصبح من النادمين في الحياة وبعد الموت.

تم تسمية أركان الإسلام بذلك لأن الركن هو الأساس والقاعدة التي يقوم عليها الإسلام، فإذا كان الركن صحيحًا، فإن الدين يكون سليمًا وينجح، وإذا كان الركن خاطئًا، فإن الدين يفشل ويتهاوى.

أركان الإسلام الخمسة

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان” حَدَّثَهُ البخاري ومسلم.

1- الشهادتان

يُعد الشهادتان (أشهد أن لا إله إلا الله) هما المفتاح الذي يدخل به الفرد إلى الإسلام، ويعني أنه لا يوجد معبود سوى الله ولا يستحق أحد العبادة غيره، وأنه ليس هناك خالق لهذا الكون سواه، وليس كلامًا فحسب بل يجب أن يصدق به الفرد بقلبه ويتمتع جوارحه بشهادته.

يتمثل الشق الثاني في قول (أشهد أن محمدًا رسول الله)، وهو إيمان الفرد بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي المختار الذي أرسله الله بهذا الدين ليؤمن به جميع البشر، ويبشرهم وينذرهم، ويصح هذا الإيمان باتباع أوامره وتجنب نواهيه، وأكد الله عز وجل ذلك في القرآن الكريم في سورة الحشر: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (7)

2- إقام الصلاة

الصلاة هي عماد الدين والصلة التي تربط بين العبد وربه. وأول ما يحاسب عليه الفرد يوم القيامة هو الصلاة، فإذا صلحت الصلاة، صلح عمل الفرد كله، وإذا فسدت الصلاة، فسد عمل الفرد كله. فرض الله علينا أداء خمس صلوات في اليوم، وهي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. على كل فرد منا أن يؤدي كل فرض في وقته المحدد وبالشكل الذي وضحه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم. وعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”، وهذا مروي عن البخاري.

3- إيتاء الزكاة

الزكاة هي العبادة المالية التي فرضها الله على عبادهم لتطهير أموالهم وأنفسهم من الغل والحقد، ولنشر المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة: `خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها` (الآية 103)

حدد الله سبحانه وتعالى المقدار المخصص للزكاة لمن ملك النصاب كما حدد الفئات التي تستحق الزكاة، وذكرهم في سورة التوبة: `إنما ٱلصدقٰت للفقراء وٱلمسٰكين وٱلعٰملين عليها وٱلمؤلفة قلوبهم وفي ٱلرقاب وٱلغٰرمين وفي سبيل ٱلله وٱبن ٱلسبيل ۖ فريضة من ٱلله ۗ وٱلله عليم حكيم (60)`

4- صوم رمضان

الفرض في الصيام هو صيام شهر رمضان، ففي هذا الشهر يكثر فيه العمل الصالح، فيبذل المؤمن قصارى جهده ويتقرب إلى الله بالطاعة والإحسان وقيام الليل وقراءة القرآن مع الصيام لينال رضا الله ورحمته وغفرانه. فقد جعل الله سبحانه وتعالى أول هذا الشهر رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتقا من النار، لذا على كل شخص أن يستغل هذه الفرصة وأن لا يفوتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري)

عندما فرض الله الصيام على المسلمين، كانت رحمته بعباده أنه أسقط هذا الفرض عن كل من لا يستطيع الصوم بسبب مرض كبير أو السفر. وقد قال تعالى في سورة البقرة: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدد من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون.” (185)

5- الحج

الحج فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر بدنيًا وماديًا، ونظرًا لارتفاع تكلفته في هذا الوقت، فقد قال الله عز وجل في سورة آل عمران: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، فجاء هذا الفرض لتزكية نفوس البشر وتعليمهم مبادئ الصبر على الطاعة وعبادة الله حقًا، ولذلك فإن أجره عظيم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”، وقد رواه البخاري ومسلم.

وبهذا نكون أجملنا لكم أركان الإسلام الخمسة التي على كل مسلم أن يضعها نُصب عينه، ولا يغفل عنها ففيها النجاة في الدنيا، والآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى