شبه الله المنافقين بالخشب المسندة ما السبب ؟
الله المنافقين بالخشب المسندة
في مقالنا اليوم، نتحدث عن تشبيه الله المنافقين بالخشب المسندة، ونشرح تفسير هذا التشبيه وسببه، ونتناول أيضًا تفسير قوله تعالى `إن المنافق أشد ضررًا من الكافر`، ونذكر الصفات والوسائل التي يتبعها المنافق، ونوضح سبب ختم الله على قلوبهم.
يتميز المسلم بأخلاقه الحميدة، وكان النبي محمد يتسم بالأمانة والقيم، وكان مشهورًا بالصدق والوفاء بالعهود، فمن أحب رسول الله فعليه أن يتبع هديه وسير على نهجه ويتحلى بصفاته الحميدة، وبذلك يصبح من عباد الله الصالحين، بينما من يسير وراء وساوس الشيطان ويتجاهل نهي الله، فإنه يخطئ ويذنب، وعقابه يكون في الدنيا على ما ارتكبه، وفي الآخرة على ذنوبه.
يتضمن هذا المقال توضيحًا لما يراد به المنافقون في القرآن الكريم، وتفسير لبعض آيات سورة المنافقون، وتحذير من خطورة التمويه والنفاق.
- تعد جملة الله المنافقين بالخشب المسندة عبارة صحيحة، حيث قارن الله أصحاب النفاق بالخشب المستند إلى الحائط
- في آية من سورة المنافقون، تحدث الله عندما ترى المنافقين يعجبونك بأجسامهم، وإذا تكلموا تستمع لهم، تشبه أصواتهم بأصوات الخشب المسندة، ويحسبون أن كل صيحة توجه لهم، وهم الأعداء فحذرهم، والله يحاربهم، فكيف يؤفكون.
- تم تفسير الآيات بأنه عند الاستماع إلى كلام المنافقين، لا نجد أي شيء منطقيًا أو مفهومًا، لأنهم ليسوا أصحاب علم أو فقه
- تعني كلمة مسندة في اللغة وقوف الشيء بالاستناد على حائط أو أي شيء آخر مماثل لذلك.
تفسيرات كلمة مسندة
تسبب تفسير كلمة `مسندة` في التباس وتشويش حول حال المنافقين، ولذلك، قام العلماء والفقهاء بتفسير هذه الكلمة، وسنتناول تفسيراتها فيما يلي:
- قام الشيوخ بتفسير قول الله تعالى `الخشب المسندة`، وأوضحوا أن سبب استخدام الجمع هو تشبيه عدد المنافقين الكثير.
- جاءت الجملة مشددة للإشارة إلى الكثرة، حيث قارن جلوس المنافقين معًا في مجالسهم بالخشب المسندة إلى بعضه البعض.
- في البداية، يظهر هؤلاء الأشخاص كأنهم على دراية بالعلم ويمتلكون معرفة واسعة، ولكن في الواقع فإنهم أشخاص جاهلون لا يعرفون شيئًا عن كتاب الله أو العلم بشكل عام، وتخلو ندواتهم من الحوار المنطقي السليم.
لماذا شبه الله المنافقين بالخشب المسندة
في سورة المنافقين، قدم الله تشبيهًا بين المنافقين والخشب المسندة التي يجلس عليها، وسنوضح لماذا شبههم الله بالخشب المسندة.
- يتم ذكر المنافقين بالخشب المسندة لأن ذلك يوضح خلو قلوبهم من الإيمان بالله، وكذلك لأنهم ليسوا من أهل العلم أو الثقة، فعقولهم فارغة.
المنافقون اشد عداوة على المؤمنين من الكفار
يوضح العلماء أن مجالسة المنافقين أكثر خطورة على المؤمنين من مجالسة أهل الكفر، حيث يمكن للمؤمن التعرف بسهولة على الكافر الذي يظهر بوضوح أنه غير مؤمن بالله ولا يتبع سنة رسوله، بينما ينتحل المنافق شخصية المؤمن ولكنه يكذب، لذلك يردد المثل “إن المنافقين في الدرجة الأولى منافقون على الله، وعلى المؤمنين في الدرجة الثانية
- أكد الفقهاء صحة عبارة `المنافقون أشد عداوة على المؤمنين من الكفار`، حيث يحاول المنافقون إيهام المؤمنين بأنهم يعرفون الدين والدنيا ويضللونهم.
- إلى جانب ذلك، يكون المنافق حاقدًا على المسلم، لأنه يرى فيه تمسكه بالدين واتباعه للعقيدة، ويكون المسلم مثالًا يحتذى به في سلوكه في الدنيا، بينما المنافق يكون تائهًا في طريقه ولا يجد لنفسه عقيدة يسير عليها.
- يضل المنافق على طريقه ويبتعد عن الله، وبذلك يصبح تعيسًا وناقمًا على حياته غير راضٍ بقضاء الله، والله ينافق المنافقين في النار
من وسائل التي يتبعها المنافقين في خداع المؤمنين
يسلك المنافقون طريقة معينة لتضليل المؤمنين، وتتنوع أشكال النفاق التي يمكن استخدامها لتأثير المسلمين بطرق مختلفة، ولهذا نوضح بعض الوسائل التي يستخدمها المنافقون لخداع المؤمنين فيما يلي:
- يتبع المنافقون استراتيجية اللين والحلف الكاذب في كل ما يقولونه لإقناع من يستمع إليهم.
- قد يلجأ بعض المنافقين إلى تفسير آيات القرآن بطريقة سطحية في معناها وبشكل خاطئ لتثبيت كلامهم وادعائهم بأنه الحق والكلام الصحيح.
- تستغل بعض الأشخاص هذا الأمر لتبييح الحرام للمسلم، حيث يتم إقناعه بأن الله لم يقصد هذا النوع من الخطايا وبالتالي فإن ارتكابها ليس حرامًا.
- لذلك، يؤكد الفقهاء وعلماء الدين على عدم اتخاذ النصح والرأي من غير المؤهلين وغير الموثوق بهم.
خوف المنافقين وتوجسهم من كل صوت
يدرك الإنسان عندما يكذب أو يتظاهر بالنفاق أنه يتعامل مع الحق والصواب، وأن كل ما يقوله غير صحيح، وسيتحمل عواقب الخطأ والعقاب من الله في الدنيا والآخرة. ولذلك، يشعر المنافقون بالخوف والرهبة بسبب الكذب والافتراء، وهذا يجعلهم يشعرون بعدم الراحة والسكينة في نفوسهم. ولهذا السبب، سنتناول في ما يلي تفسير خوف المنافقين وخوفهم من كل صوت:
- أشار العلماء إلى أن المنافقين يعيشون دائمًا في حالة من القلق والذعر، لأنهم يدركون تمامًا حالتهم وأنهم يعيشون في الباطل، وأن الله سيجازيهم ويعاقبهم على أفعالهم وأقوالهم الخادعة.
علل ختم الله تعالى على قلوب المنافقين
بعد أن ذكرنا في بداية المقال عن الله المنافقين بالخشب المسندة، يطرح هذه الفقرة سؤالًا عن سبب ختم الله تعالى على قلوب المنافقين، ثم يتم الإجابة عنه في الفقرة التالية:
- يذكر القرآن الكريم في الآية السابعة من سورة البقرة حال المنافقين وصفاً لأحوالهم، حيث قال الله تعالى: `ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم غشاوة، وعليهم عذاب عظيم`.
- يفسِّر الفقهاء وأهل العلم الآيات، بأن الله يجعل قلوبهم مملوءة بالذنوب فيسيطر عليهم الشياطين، وإن ختم الله القلب وأبعده عنه وتركه يلاقي مصيره ويجازي على أفعاله، وبسبب ذلك يصبح المنافق لا يفرق بين الخير والشر ويتائه في الدنيا بعيدًا عن الله.
- يؤثر الحقد والكراهية الموجودة في نفوس المنافقين على حاسة البصر والسمع، وتحجب عنهم القدرة على تمييز الحلال من الحرام، حيث تسيطر على سمعهم وساوس الشيطان.
- وبذلك، يتخلى عن الله ويبتعد عنه في جسده وقلبه وحواسه، ويسير في ظلمات الدنيا، ويقترف الفواحش والآثام، ولا يجد طريقًا للعودة إلى الله في دنياه.
شبه الله تعالى المنافقين بالخشب المسندة
يتميز المنافقون بصفات سيئة تميزهم عن غيرهم، وهي صفات لا يحبها الله ورسوله، لذلك سنعرض صفات المنافقين فيما يلي:
- يُعرف المنافق في الدنيا بادعائه العلم والمعرفة ودعمه للإصلاح، ويعتقد بأنه صاحب رأي ويمكن الاعتماد عليه، ولكن في الواقع، يُفسد المجتمع ويشجع الأفراد على القيام بأفعال تخالف دينهم، مثل الكذب ودفع الرشاوى. إنهم الذين يتحدثون عن الخير ولا يعملون به، بالإضافة إلى كراهيتهم للنجاح والتقدم لمن حولهم.
- يتمتع المنافقون الذين يعانون من أمراض القلوب بقلب مليء بالحقد والكراهية تجاه من حولهم، حيث يرغبون في فشل الآخرين ويتمتعون بمشاهدة حزنهم. كما يخشون الكشف عن إسلامهم أو كفرهم أمام الآخرين.
- يتميز المنافقون بكثرة وعودهم الكاذبة التي لا يفيون بها، ومن صفاتهم الغدر وخيانة الأمانة والعهد.
- يدعي المنافقون بمعرفتهم وخبراتهم، ويحاولون توجيه النصح والإرشاد للآخرين، ومع ذلك، لا يُصدّق المؤمن كلامهم، لأنه يرى فيه الكذب وعدم المنطق، وأن كل ما يقال ليس إلا تضليل وكلام مزيف غير مستند إلى دليل علمي.
- يتميز الجهلاء بالسفاهة، والمنافقون يتميزون بصفات بغيضة، ويتمتعون بنوايا سيئة ويتصرفون بخبث ومكر، بالإضافة إلى كذبهم لإثارة الفتن بين الناس.
صفات المنافقين في الحديث النبوي
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا يوضح من خلاله صفات المنافقين حتى يتجنبهم المؤمنون ويحذروا التعامل معهم، ولذلك نعرض صفات المنافقين في الحديث النبوي على النحو التالي:
- ذكر عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “آية المنافق ثلاثة: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر.
- فسروا الفقهاء الحديث بأن كل ما يأتي على لسان المنافق كذب وباطل، وأن من الصفات الشائعة لديه الخيانة للعهد، ويتشاجر مع الآخرين ويخوض خصومات معهم ويكشف أسرارهم ويذمهم، فمثل هؤلاء ليسوا جيدين ويجب الابتعاد عن الإنسان الذي يتصف بتلك الصفات.
هكذا، يا عزيزي القارئ، نختم مقال اليوم حول المنافقين بالحديث عن الخشب المسندة، حيث قدمنا تفسيرات لجملة “الخشب المسندة” وعرضنا صفات المنافقين والحديث الذي ذكرهم فيه الرسول. كما تحدثنا عن سبب خوفهم من كل صوت وأنهم يشكلون الفئة الأكثر ضررًا على المؤمنين من الكفار. وأجبنا عن سؤال ختام الله على قلوبهم، وذكرنا الوسائل التي يستخدمها المنافقون لإيقاع المؤمنين في الذنب. نأمل أن يكون سردنا لفقرات المقال واضحًا، ونتمنى متابعتكم لمقالاتنا الأخرى.
لمزيد من قراءة المقالات والاطلاع علي كل جديد، يرجي زيارة موقع الموسوعة العربية الشاملة.
