دليل مناسك العمرة والأدعية
شرع الله الحج في أيام محدودة، في حين تتم مناسك العمرة والأدعية التي تقال فيها طوال العام، وفي كل منهما الكثير من الخير للمسلمين. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.” وفي المقال التالي سيتم تقديم أهم أحكام ومناسك العمرة والأدعية التي وردت على لسان النبي والصحابة والتابعين في الأوقات المختلفة والمناسك المختلفة خلال الإعتمار وزيارة بيت الله الحرام.
مناسك العمرة والأدعية
تعني العمرة في اللغة الزيارة، واصطلاحًا، تشير إلى زيارة مكة المكرمة وأداء بعض المناسك الخاصة مثل الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة والتقصير والحلق.
حكم العمرة
يتفق العلماء على مشروعية العمرة، ولكن يوجد خلاف حول مدى جوازية العمرة، حيث تنقسم الآراء العلمية في ذلك.
الفريق الأول: هناك اتفاق على وجوب العمرة على المسلم المستطيع بين الإمامين أحمد والشافعي، وكانت أدلتهما تتمثل في قصة زيارة أبي رزين العقيلي للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبره بأن والده الكبير لا يستطيع الحج أو العمرة، فأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الحج عنه وعمرته. وقال الإمام أحمد إنه لا يعرف حديثًا أجود من هذا في إيجاب وجوب العمرة. واستشهد هؤلاء العلماء أيضًا بقول الله تعالى في سورة البقرة: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.
الفريق الثاني: يرى الفريق الثاني أن العمرة ليست واجبة على المسلم، بل إذا أراد الإنسان أن يؤديها فله ذلك، وإن لم يرد فلا يلزمه بالعمرة، وهذا الرأي هو مذهب الإمام مالك والإمام أبو حنيفة، وتتمثل أدلة هذا الفريق في حديث جابر – رضي الله عنه – الذي رفعه: “سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن العُمرة، فقال: “لا، وأن تعتمر خيرٌ لك.
رغم اختلاف الرأي بين العلماء، فإن مجموعهم يرون أن العمرة ليست واجبة، وذلك بناءً على قول الله تعالى في سورة آل عمران: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، فإذا كانت الذكرى الحج واجبة، فإنما ذكر الله العمرة فقط كما ذكرها في السنة، وليست واجبة كالحج.
مناسك العمرة
يحق للمسلم أن يقوم بأداء العمرة في أي وقت يشاء، ولا يلزمه الالتزام بوقت محدد، ولكن عندما يبدأ في العمرة يجب عليه اتباع مناسك العمرة بالترتيب وبالطريقة المحددة في السنة النبوية، وتتكون هذه المناسك من خمسة أركان رئيسية وهي النية والإحرام والتلبية والطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة وأخيرًا الحلق أو التقصير.
أدعية العمرة
عند الإقامة في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج والعمرة، ينبغي للمعتمر القول ببعض الأدعية المختارة في كل منسك، ولكن الأمر لا يقتصر على هذه الأدعية فقط، بل يمكن للمعتمر أن يدعو بما يشاء لنفسه ولأسرته وللمسلمين جميعًا، ومع ذلك، هناك بعض الصيغ الخاصة التي يمكن استخدامها كما يلي:
عندما يريد المعتمر البدء في العمرة، يجب عليه قول الدعاء “اللهم لبيك عُمرة”، ثم يقول “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك”، ويفضل أن يرفع الرجل صوته عند قول هذا الدعاء، بينما يُفضل للمرأة أن تقوله بصوتها العادي.
عند دخول المعتمر إلى المسجد الحرام، يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم)
أما عن الأدعية الخاصة بالحجر الأسود فيقول المعتمر عند استلام الحجر: يبدأ بالذكر بسم الله والله أكبر، ثم يدعو الله بالإيمان به وبتصديق كتابه ووفاء بعهده واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يقول عند الحجر الأسود “ربنا امنحنا الخير في الدنيا والآخرة واحفظنا من عذاب النار.
وبعد أن يكمل المعتمر الطواف السبعة أشواط كاملة، يتقدم إلى مقام إبراهيم ويقرأ قول الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)، ثم يصلي خلفه ركعتين، في الركعة الأولى يقرأ سورة قل يا أيها الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة قل هو الله أحد، وبعد تلاوة سورة الفاتحة بالطبع.
ثم يذهب المعتمر إلى جبل الصفا ويقول كما كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم في جبل الصفا، وهذا الدعاء هو: (لا إله إلا الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) يكرر المعتمر ذلك ثلاث مرات.
كان من دعاء النبي بين الركن اليماني والحجر الأسود: `رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ`. وورد عن الإمام الشافعي أنه كان يدعي ويقول: `اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَسَعْيًا مَشْكُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا`.
أدعية مأثورة لخير الدنيا والآخرة
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدعية المستحبة للمسلم أن يتكررها أثناء أداء العمرة وفي أماكن أخرى، وذلك لأنها تحمل أجرا عظيما وتسعى لخير الدنيا والآخرة معا. ومن بين هذه الأدعية: `اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي. اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي. اللهم احفظني من الأمور التي تحدث أمامي ومن الخلف ومن اليمين ومن الشمال ومن الأعلى. وأعوذ بعظمتك أن يصيبني أذى من تحتي .
وأيضا هذا الدعاء الذي يطلب فيه المسلم خيري الدنيا والآخرة: اللهم اشفني في جسدي، واشفني في سمعي، واشفني في بصري، ولا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، لا إله إلا أنت.