دعاء صلاة الاستخارة الصحيح
يتحدث المقال التالي في موسوعة الدعاء عن صلاة الاستخارة وكيفية أدائها، حيث كان الناس في الجاهلية – قبل الإسلام – يستعينون بأفعال مثل الأزلام والاستقسام وزجر الطير لمعرفة المقدر لهم في الغيب وما هو القرار الأفضل لهم عند الحيرة في أمر ما، ولكن صلاة الاستخارة تأتي بديلاً لتلك الأفعال وتعطي الإنسان الطريق الصحيح والأفضل له في أمره.
ولذلك ورد في الشريعة الإسلامية العظيمة عند دخول الإسلام ما يغني عن تلك الأفعال التي تتضمن الشرك بالله وهي صلاة الاستخارة حيث تدل على توكل العباد على الله تعالى الواحد وافتقاره إليه لينير له دربه وبصيرته ويدفع عنه الأذى والضر.
دعاء صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا كان أحدكم في موقف لاتخاذ قرار، فليصل ركعتين اختيارية، ثم ليقل: يا الله، استخيرك بعلمك واطلب منك قدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فأنت القادر وأنا لست قادرا، وأنت العالم وأنا لست عالما، وأنت العلام على الأمور الخفية، يا الله إن كنت تعلم أن هذا الأمر هو الأفضل لي في ديني وحياتي ومستقبل أموري – أو رغبة في الأمر العاجل والمستقبل – فاجعله حقيقة واجعله سهلا لي، ثم باركه لي، وإذا كنت تعلم أن هذا الأمر هو شر لي في ديني وحياتي ومستقبل أموري – أو رغبة في الأمر العاجل والمستقبل – فاحجبه عني واحجبني عنه، واجعل لي الخير في أي مكان يكون، ثم ارضني، ويسمي به حاجته).
كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
نعرض لكم في الفقرة التالية الخطوات التفصيلية الصحيحة لأداء صلاة الاستخارة:
- يجب أن يسبغ المسلم الوضوء بشكل صحيح حتى يتمكن من إتمام الوضوء بالكامل.
- يُشحذ استحضار النية في أداء الصلاة، ولا يُشترط أن تكون النية متلفظة، بل يكفي أن يكون محلها في القلب، ولا يُفسد الصلاة إذا لم يُعبَّر صراحةً عن تلك النية.
- يتم التوجه إلى الله تعالى لأداء ركعتين اختياريتين، وهذا ليس جزءًا من الصلوات الخمس المفروضة.
- بعد التكبير، يقرأ المسلم سورة الفاتحة ومن ثم سورة الكوثر في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة صغيرة بعد الفاتحة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية بعد الفاتحة.
- بعد إتمام التشهد، يسجد العبد أو يجلس ويبدأ في الدعاء الذي سبق ذكره، ويطلب بخشوع حاجته، وأن يرضى الله عنه ويبلغه الخير، ويصرف عنه الشر، ويبادله الله بالخير.
- يُفضل أن يبدأ الدعاء بحمد الله تعالى على نعمه العظيمة التي لا تُعد ولا تُحصى في حياة العبد، ثم يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها يُقال الدعاء.
- يتطلب الأمر أن يكون لديك اليقين الصادر من القلب بأن الله يسمع عباده وسيستجيب لدعائهم.
دعاء صلاة الاستخارة للزواج
- جعل الله الزواج أمرًا مشروعًا ومستحبًا لما يترتب عليه من استقرار في حياة الفرد والمجتمع، ومن المأثور في السنة النبوية أنه عند عرض الزواج على شخص مسلم أو مسلمة، يجب عليه أن يتوجه إلى الله سبحانه ويستخيره قبل اتخاذ قراره بالموافقة أو الرفض، مع شرط ألا يكون قد اتخذ قراره بالفعل.
علامات استجابة صلاة الاستخارة
- لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أي من الفقهاء الأجلاء أن الشعور بالراحة أو الرؤية الإيجابية لأمر ما هو دليل على قبول صلاة الاستخارة، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون دلالة على ذلك. ومع ذلك، الأمر المؤكد هو أنه بعد استشارة العقلاء والحكماء في العلم والدين، يتم القيام بصلاة الاستخارة، وإذا كان الله ييسر الأمر، فإن ذلك كان خيراً، وإذا صرفه عنها، فذلك كان خيراً أيضاً. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
يُعَد اللجوء إلى هذه الصلاة من العبادات العظيمة التي تُحصِّل العبد الكثير من الحسنات، بالإضافة إلى أن ترك الأمر لله يجعل العبد مطمئنًا بأنه لن يضيع أبدًا ولن يهلك، وهو تعبيرٌ عن ثقته الكاملة بالله تعالى وحسن ظنه به سُبْحَانَهُ وتعالى.