دعاء الكرب الشديد مجرب
نُعرِضُ إليك، عزيزي القارئ، في المقال التالي، دعاء الكرب وتفريج الهم؛ فقد خَلَقَ الله تعالى الإنسان في سعي وشقاء، فيقول تعالى في سورة البلد الآية 4 (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)، وعليه أن يتحلى بالصبر والاستعانة بالله في مواجهة تلك الصعاب؛ وذلك يعد من قبيل العبادات، وكلما كان العبد صابرًا في مواجهة المحن، يقابلها بجلدٍ، وتحمل رفع الله تعالى من منزلته بالدنيا والآخرة.
دعاء الكرب
في الفقرة التالية، سنعرض بعض الأدعية التي ثبت في صحيح السنة أنها صحيحة ورواها نبينا الكريم:
- حدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
- قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دُعاءِ ذي النون عليه السلام عندما دعا وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ.
- قال النبي الحبيب: `اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاًء حزني، وذهاب همي.`.
دعاء الكرب والفرج
فيما يلي بعض الأدعية التي يمكن ترديدها في أوقات الحزن أو المحن، وذلك لتحقيق الفرج والراحة من الله عز وجل لعباده:
- يا عدل يا كريم، نطلب منك عفوك العظيم ورحمتك، وأن تغطي عيوبنا وتغفر ذنوبنا، وتحول سيئاتنا إلى حسنات، فإن كنا محرومين من رحمتك بسبب معاصينا، فأنت الذي تعلم ضعفنا وجهلنا، وإذا أخطأنا فأنت الغفور الرحيم.
- يا الله، ارفع عنا مقتك، يا السميع الجواب، لا تأخذنا بعيوبنا فأنت القادر، ولا تعاملنا بما نحن لا نستحقه، فإذا أخذتنا بأعمالنا فقد هلكنا، وإذا منَّ علينا بعفوه ورحمته فقد نجونا، يا كريم، اكتبنا من سعداء الأرض في الدنيا وأهل الجنة في الآخرة.
- يا الله، أنت الذي خلقتني دون قوة أو قدرة مني، وجعلتني من بين عبادك لأعيش على الأرض، فقد خالفت حكمك وارتكبت الذنوب دون قصد أو عمد، بل كان ذلك بسبب ضعفي وجهلي، وأنت العالم بما في نفسي، فأغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
دعاء الكرب الشديد مجرب
من الأدعية التي يتوجه إليها المؤمنون في شدتهم ويستجيب الله لهم بها ويخرجهم من الهم والكرب، ذكر منها ما يلي:
- يا الله، أنت العالم بالغيب وما يخفيه القدر، يا مغيث، أدعوك في شدتي ومحنتي، فمن سواك يمكنني اللجوء إليه، فقد تجاوز الهم قوتي وضعفت حيلتي، يا من يجيب المضطر إذا لجأ إليك ودعاك، أجبر كسري واستر عيبي ونجني مما أنا فيه عاجلاً وليس آجلاً.
- يا الله، إنني عبدك الضعيف الذي يناجيك ويتوسل إليك، ولقد زاد الحمل على كتفي ولم أعد أستطيع تحمله، يا رب العالمين، من ذنبي يأتي البلاء ومن رحمتك وعفوك يأتي الشفاء، يا من هو قادر، احمني من شماتة الأعداء الغادرين والجهل والشقاء، واجعل السابق خيرًا والحاضر خيرًا والمستقبل راحة وسعادة.
لا يحدث البلاء دائمًا كعقاب من الله تعالى على الذنوب التي يرتكبها الناس، بل في الكثير من الأحيان يكون اختبارًا للصبر والإيمان. وقد تم ابتلاء الأنبياء، الذين هم أصلح خلق الله وأقربهم إلى الله، بشدة، ونذكر نبي الله أيوب الذي ابتُلي الله تعالى، وابتُلي في ماله وصحته وأولاده لسنوات عديدة، ولكنه كان صبورًا وأندفع في الصبر حتى رضي الله عنه وجازاه بخير الثواب.