خمسة احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد قصيره
يتضمن هذا المقال خمسة أحاديث قصيرة عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الأشخاص تحليًا بأجمل الصفات، وحث المسلمين على الاقتداء به واكتساب هذه الصفات. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره في الصبر والعفو والوفاء بالعهد، وذلك ظهر في الأحاديث الشريفة التي رويت عنه. ولذلك، يعتبر المسلمون هذه الأحاديث إلى جانب القرآن الكريم هي المصادر التي يعتمدون عليها في تحديد ما يجب عليهم فعله في حياتهم، كما أنها تفسر الأحكام الصعبة في القرآن الكريم. وفي السطور التالية على موسوعة، سنستعرض أهم الأحاديث التي تتحدث عن أجمل صفات نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
خمسة احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد قصيره
في سورة الأحزاب، قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً)، حثنا الله على اتباع سيرة رسوله والتحلى بأخلاقه الجميلة. فقد كان أفضل الأنماط والأمثلة لاكتساب فضائل الأخلاق التي تؤدي إلى الفوز برضا الله في الدنيا والجنة في الآخرة. وتم ذكر تلك الصفات في الأحاديث التالية.
حديث عن الصبر
كان الرسول صلى الله عليه وسلم مثالًا في الصبر على الابتلاءات وأصعب المواقف، وأشد ما ابتلي به في حياته كان وفاة ابنه إبراهيم، وقال عليه الصلاة والسلام: `العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون`. وهذا الحديث الشريف صحيح رواه البخاري ومسلم.
حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على الصبر في البلاء وعدم الإحباط، لأنه يحصل لهم ثوابًا عظيمًا من الله عز وجل، وقد قال في حديثه الشريف: (إن الجزاء العظيم يأتي مع البلاء العظيم، وإذا أحب الله شخصًا فإنه يبتليه، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط). رواه الترمذي.
حديث عن العفو
تحقيقًا لأهداف العفو السامية، يمكن أن يساعد العفو على نشر المحبة بين الناس، حيث يعفو الإنسان عن من ظلمه أو أساء إليه، رغم قدرته على الانتقام منه، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العفو والتسامح، وقد قدّم لنا نموذجاً يحتذى به في اكتساب تلك الصفات.
يظهر ذلك من خلال قول عائشة رضي الله عنها: “هل أتاك يوم أشد من يوم أحد؟.” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لقد صادفت من قومي ما صادفت، وكان أشد ما صادفت منهم يوم العقبة، حيث بدا لي ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فعرضت نفسي عليه، فلم يجبني على ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستيقظ إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني وقال: “إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم”، فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: “يا محمد، إن الله قد أطلعني على ما قال قومك لك، وإنه بعثني إليك لتأمرني بما شئت فيهم، فإن شئت أن أسحق عليهم الأخشبين فافعل، وإن شئت أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا فافعل”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.
حديث عن الحلم
صفة الحلم كانت من أهم صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعني القدرة على ضبط النفس في أصعب المواقف وتجاوز الإساءة رغم القدرة على ردها، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه يروي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن النصيحة، فقال له: (لا تغضب، فقالها مرارا، قال: لا تغضب) ورد هذا الحديث في البخاري.
حديث عن الوفاء بالعهد
من أبرز صفات رسول الله عليه الصلاة والسلام هي الالتزام بتنفيذ ما يتعهد به لنفسه وعدم الانحراف عنه، حتى لو حدثت ظروف غير متوقعة. فقد نقل عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “أربعة من كان فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خاصية منها فإنه يكون لديه خاصية من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر.” وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم.