الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة جاهزة للطباعة | موسوعة الشرق الأوسط

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة

فضّل الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين بأنامله المباركة مواسم وخيرات يتسابقون فيها إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات، وتحدّث الشيخ سعود الشريم -حفظه الله- في خطبته عن فضل عيد الأضحى المبارك وشؤون المسلمين وتوحيد صفوفهم

الحمد لله الذي لا يطلب منحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون، ولا يؤدي حقه المجتهدون. أحمده سبحانه، كاملًا لنعمته، ومتسلِّمًا لعزته، ومتمسكًا برضوانه، وأستعينه بفقري إلى كفايته، فإنه لا يضل من يهتدي به، ولا يعز من يخالفه، ولا يحتاج من يكفيه. له الحمد لأنه فرض علينا حج بيته الحرام، الذي جعله قبلة للأنام، يتوجهون إليه رجالًا ونساءً وركبانًا كل عام، ويتلاهفون إليه وكأنهم حمام يلهون به، وجعل الله – سبحانه وتعالى – هذا الحج علامة لتواضع الناس أمام عظمته، واستسلامهم لعزته، واختار الله من خلقه من يستجيبون لنداءه ويؤمنون بكلمته، ويقفون موقف الأنبياء، يحرصون على تحقيق الأرباح في متجر عبادته، ويسارعون إلى الاستجابة في موعد المغفرة. وجعل الله – سبحانه وتعالى – الحج علامة للإسلام، وحرمة للمتقين، ففرض حجه وأوجب حقه، وكتب علينا الالتزام به. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادق؛ ليزيل الشبهات، ويحتج بالبينات، ويحذر بالآيات، ويهدد بالمثلات. وأشهد أن محمدًا – صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين – هو رسول الله، وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان، إلى يوم الدين، فصلوات الله وسلامه عليه.

أكبر ما يمكن ذكره من قبل الحجاج والذين بكوا: الله أكبر. وأكبر ما يمكن طافت بهم في البيت الحرام وسعوا: الله أكبر. وأكبر ما يمكن ظهور النجوم وتلاحم الغيوم: الله أكبر. وأكبر ما يمكن أمطرت به السماء وغسق واقب أو لاح ضياء: الله أكبر. وأكبر ما يمكن خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته: الله أكبر كبيراً. وبعد ذلك:

فيا أيها المسلمون: يا حجاج بيت الله الحرام! أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه، فاتقوه في المنشط والمكره، والغضب والرضا، والخلوة والجلوة، واعلموا أنه قد اجتمع لكم في هذا اليوم عيدان، عيد الأضحى وهو يوم الحج الأكبر، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، فأكثروا من الشكر لله جل وعلا، وبادروا بالأعمال قبل انقطاعها، واعلموا أن الله غفور رحيم.

يا مسلمون! لا يزال الناس منذ عهد إبراهيم عليه السلام يتوافدون إلى بيت الله الحرام في كل عام من جميع أنحاء الأرض وبلدانهم المختلفة، بألوانهم وألسنتهم ودياناتهم المتنوعة، مترقبين رؤية البيت العتيق والطواف به، ويتوافد إليهم الغني والفقير والقادر والمعدم، وكلهم يستجيبون لدعوة الله التي أذن بها إبراهيم عليه السلام: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[2].

عندما يستبدل الحجاج زيهم الوطني بزي الحج الموحد، يصبحون جميعًا بمظهر واحد، ولا يمكن التمييز بين شرقييهم وغربييهم أو عربييهم وأعجمييهم، حيث يرتدون جميعًا زيًا واحدًا ويتجهون جميعًا لله الواحد، يدعون جميعًا بنفس الدعاء ويؤدون جميعًا نفس التلبية. يهدف الله -عز وجل- بتشريع الحج للناس إلى إيجاد أمة واحدة، متعاونة ومتناصرة ومتآلفة ومتكاتفة، كمثل الجسد الواحد، حيث يشعر كل عضو بآلام الآخر. الحج هو سلام حقيقي، يتعلم المسلم من خلاله احترام حق الحياة لجميع المسلمين، بغض النظر عن مستوى الحياة الذي يعيشونه، وعدم الاعتداء على أي شخص وعدم إيذائه، وعدم السعي وراء الظلم لأي شخص.

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم ملتقى الخطباء

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله الذي لا يُبلغُ مدحَتَهُ القائلون، ولا يُحصي نعمه العادين، ولا يؤدي حقه المجتهدون، الحمدُ لله حمدًا طيبًا مباركًا، والصلاةُ والسلامُ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أما بعد

أوصيكم، يا أيها الناس، ونفسي بتقوى الله سبحانه، فهي مفتاح السداد وذخيرة المعاد، وعتق من كل محنة، ونجاة من كل هلاك. فعليكم بالعمل، فإن العمل يرفع، والتوبة تنفع، والدعاء يُستجاب. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

حُجَّاج بيت الله الحرام: في هذا اليوم، أصبحتم في عيد مبارك، وهو عيد الأضحى، يوم الحج الأكبر، يوم قضاء التفث والوفاء بالنذور، والطواف بالبيت العتيق. إنه يوم الفرح بالاستجابة لدعوة الخليل -عليه السلام-: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير * ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}[4].

أيها المسلمون: في هذا اليوم المبارك، شرع الله لنا ذبح الأضاحي كتقرب إليه، وهي واحدة من أفضل أعمال الإنسان. فإن إراقة دم الهدي والأضاحي هي سنة أبينا إبراهيم، ويجب على المسلمين تطبيقها وعدم تركها إلا إذا كان ذلك مستحيلاً. وذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها، ويمكن للشخص أن يجزئ عنه شاة واحدة، ويمكن لأفراد الأسرة المشاركة في الأضحية. وبإمكان البقرة والبدنة أن تجزئ عن سبعة أشخاص. ومن الضروري على المضحي الالتزام بالشروط الثلاثة للأضحية:

الشرط الأول: يتوجب أن يكون عمر الأضحية المقدمة شرعًا: خمس سنوات في الإبل، سنتان في البقر، سنة كاملة في المعز، وستة أشهر في الضأن.

الشرط الثاني: أن يكون الحيوان المُضحّى سليماً من العيوب التي نهى الشرع عنها، وتلك العيوب هي: العرجاء التي لا تمشي بشكل صحيح، والمريضة التي يظهر مرضها بوضوح، والعوراء التي يظهر عورتها بوضوح، والعَجفاء التي هي نحيفة بدرجة كبيرة، وكلما كان الحيوان المُضحّى أكمل في صفاته وخلوه من العيوب كان أفضل.

الشرط الثالث: يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد، وهو بعد صلاة العيد وينتهي بغروب اليوم الثالث بعد العيد، حتى تصبح الأيام أربعة.

ثم ليرفِق الجميعُ بالبَهيمة: ينبغي لأحدكم تخفيف شفرته وترك أداة الذبح حرة حتى يعمل بإحسان، حتى في ذبح الحيوانات، وينبغي لأحدكم أن يسمي الحيوان عند ذبحه، لأن الله يأمر بذلك ويحرص عليه، ويستحب للمضحي أن يأكل من الحيوان الذي قدمه كقربان، ويقوم بتوزيع الأجزاء الأخرى كهدايا، ولا يجب إعطاء جزار الحيوان أجرته بالكامل، والأفضل التضحية والعطاء بدون استعراض وتباهي، وتقبل الله تضحياتكم وهداياكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى