حكم من اكل او شرب ناسيا في رمضان
ينسى الكثير منا في نهار رمضان المبارك أنه صائم ويتناول الطعام أو الشراب، وهذا يثير السؤال عن ماذا يجب على الشخص الذي نسي في نهار رمضان المبارك وأكل أو شرب؟ هل يعتبر أنه قد أفطر؟ هل كان الأمر عمدًا؟ وهل يجب عليه قضاء اليوم الذي أفطره؟ سوف نجيب عن هذه الأسئلة في هذا المقال.
حكم من اكل او شرب ناسيا في رمضان
يختلف الكثيرون من العلماء والفقهاء والأئمة وكبار رجال الدين في العالم الإسلامي كله حول حكم من أكل أو شرب ناسيًا في يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ونعرض اليوم بعض هذه الآراء التي قد تتعارض مع بعضها البعض وبعض الآراء التي تتوافق مع بعضها البعض.
رأي الأئمة الثلاثة أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل
يرى الأئمة الثلاثة أن من أكل أو شرب في نهار رمضان ناسيًا فلا شيء عليه سواء زاد الأكل أو قلّ، ولم يفسد صومه، وقد شاهدوا على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ.” وورد هذا الحديث في الصحيحين.
رأي الإمام الحسن البصري
يرى الإمام الحسن البصري أنه إذا أكل أو شرب في أيام رمضان وهو صائم نتيجة للنسيان، فلا شيء يلزمه من قضاء أو كفارة، استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من أكل ناسيًا وهو صائم، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه`. ورد هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم.
رأي الإمام مالك
رأى الإمام مالك أنه إذا أكل أو شرب في أي يوم من أيام شهر رمضان المبارك، فإنه يعتبر أنه قد أفطر، حتى لو نسي ذلك، وعليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. ويعتبر دليلهم في ذلك هو أن كلمة `صائم` التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ظهرت في سياق جملة شرطية قبل الجواب، وبالتالي لا تشير إلى صيام شهر رمضان بشكل خاص، بل تشمل كل أنواع الصيام. ولكن يعتقد بعض الناس أن رأيه ينطبق على الصيام الاختياري وليس على صيام شهر رمضان.
رأي الإمام ربيعة بن فروخ
الإمام ربيعة بن فروخ المعروف بـ “بربيعة الرأي” هو شيخ الأئمة وشيخ الإمام مالك. ويروي الإمام ربيعة أنه إذا نسي شخصٌ صيامًا من أيام شهر رمضان المبارك، فإنه يجب عليه القضاء بعد انتهاء الشهر، ويستند في رأيه على نفس الحجة التي استند إليها تلميذه الإمام مالك. ويقول إن كلمة “صائم” التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كانت في نكرة، وأنها تشير إلى شروط الصيام بشكل عام، سواء كان الصيام نافلة أو تطوعًا أو صيامًا فرضًا، وهو صيام شهر رمضان المبارك.
رأي دار الإفتاء المصرية في هذا الأمر
أفادت دار الإفتاء المصرية بأن من أكل أو شرب بالخطأ في يوم من أيام شهر رمضان الكريم أو في صيام التطوع، فإن صومه لا يُبطل، ويمكن للفرد إكمال صيام اليوم الذي نسي فيه الصوم، وذلك استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وبالاستناد إلى حديث أبي هريرة، الذي أكده جميع المؤيدين لهذا الرأي برغم اختلاف الروايات، فقد قال: `من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه`.