الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين | موسوعة الشرق الأوسط

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

  • يُعَدّ التعاون من أهم الأخلاق التي حث الإسلام على نشرها بين المسلمين.
  • هناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على أهمية التعاون بين المسلمين، ومنها قول الله تعالى في سورة المائدة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.
  • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في محبتهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا شكا منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا“.
  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: `من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ييسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه`.
  • عندما خلق الله تعالى الإنسان، خلقه وحيدًا وضعيفًا، يحتاج إلى الآخرين بشكل مستمر في جميع جوانب الحياة، فلا يمكن للحياة أن تستمر إلا بتعاون الناس مع بعضهم البعض.
  • يُعرف التعاون باعتباره تقديم المساعدة والمساعدة المتبادلة، ويعتبر تعاون المسلمين مع بعضهم البعض على البر وطاعة الله وترك المنكرات، من أهم الأعمال التي تقربهم إلى خالقهم عز وجل.

أنواع التعاون

ينقسم خُلق التعاون إلى عدة أنواع وهي:

  • تعاون المسلمون اجتماعيًا: يشير التعاون بين أفراد المجتمع في تقديم المساعدة في المواقف المختلفة إلى تعاون الأخوة والأخوات في الإيثار والتعاون، وقد ذكر الله تعالى في سورة التوبة: `والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض`.
  • تعاون المسلمون في العلم: حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على نفع بعضهم البعض بما يعرفون من العلم، فقد قال: `من سئل عن علم وعلمه، ثم لم يعلمه، لجام من نار في يوم القيامة`.
  • تعاون المسلمون سياسيًا: من الأمور الأساسية التي حث عليها الإسلام هي رعاية الحكام وأولياء الأمر لرعاية رعاياهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
  • تعاون المسلمون أخلاقيًا: يعني التعاون الأخلاقي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”، وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب قوم أعلاها وقوم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا من الماء مروا على من فوقهم، وقالوا لو أنا نقبنا في مكاننا نقبا فلا نؤذي من فوقنا، فلو أنهم تركوهم وما أرادوا لهلكوا جميعا، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعا.
  • تعاون المسلمون في العبادة: فرض الدين الإسلامي على المسلمين التعاون في العبادات والواجبات، مثل صلاة الجنازة وتجهيز ودفن المتوفي.
  • تعاون المسلمون أدبيًا: التعاون النفسي بين المسلمين يعني أن يفرح المسلم لفرح أخيه ويحزن لحزنه، وأن يقدم المساعدة له عندما يحتاجها، وأن يحفظ المسلم المال والعرض في الحضور والغياب، وأن يرشد المسلم أخيه عندما ينحرف عن الطريق الصحيح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

صور التعاون بين المسلمين

من أبرز صور التعاون بين المسلمين:

  • يتعاون المسلمون مع بعضهم البعض على البر وإقامة العبادات، فيساعد المسلم أخاه على طاعة الله، فيذكره إذا نسي، ويساعده على الهداية إذا ضل، ويحميه من الضلال، فقد قال الله عز وجل في سورة المائدة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
  • يتجسد التعاون بين الزوجين في مساعدتهما بعضهما البعض، ولقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فلم يتوانى عن مساعدة أهله في شؤون المنزل، حيث كان يحلب الشاه ويخيط الثوب ويخصف النعل، ولذلك فإن البيوت العامرة تقوم على روح التعاون بين الزوجين، اللذين هما عماد الأسرة.
  • التعاون بين المسلمين في جميع الأمور هو ما يتجلى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
  • المسلمون يساعدون بعضهم البعض ويحمون بعضهم من الأذى، ومن بين أشكال الأذى التي يتحلى بها المسلمون هي إزالة العوائق والأشياء التي تعرقل السبيل؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “عرضت عليَّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها إزالة الأذى عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة في المسجد لا تُدفن.
  • تعاون المسلمون في الإصلاح بينهم والتفاهم بين قلوبهم، حتى يبتعدوا عن إثارة البغض والكراهية، ويتعاونوا في نشر المحبة والسلام بينهم. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟.” قالوا: بلى، قال: إصلاح العلاقات بين الناس، فإن فساد العلاقات هو القاطعة.
  • يعتبر تقديم النصح للناس، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإنقاذ من المخاطر قبل وقوعها، من أهم صور التعاون بين المسلمين.

آثار التعاون والمحبة بين المسلمين

من أهم فوائد التعاون والمحبة بين المسلمين ما يلي:

  • التعاون والمحبة بين الناس هي سبب لنيل رضا الله، حيث يحب الله العباد المتعاونين والذين يحبون بعضهم البعض، والذين يشجعون بعضهم البعض على اتباع طريق الهداية والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حول العرش منابر من نور، عليها قوم لباسهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء”، فقالوا: “صِفهم لنا يا رسول الله”، فقال: “المتحابون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله.
  • يظل المتحابون في الله محل ظلال الرحمن يوم القيامة، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول يوم القيامة: “أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
  • يعتبر الحب والتعاون بين أفراد المجتمع هما الأساس في بناء المجتمع، ويبدأ هذا التعاون في الأسرة التي تشكل نواة المجتمع، حيث يتعاون الزوجان في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، ويتربى كل فرد من أفراد الأسرة على الحب، والذي يتجلى في سلوكه داخل المجتمع، حيث يتخلى عن الأنانية ويسعى لتطوير ورقي بلده ومجتمعه.
  • يؤدي التعاون والمحبة إلى خلق التكافل الاجتماعي، حيث يحرص الأغنياء على مساعدة الفقراء والمرضى ورعاية الأيتام ودعم المظلومين.
  • تعتبر روح التعاون سببًا للتخلص من مشاعر البغض والكراهية، وإنتشار المحبة في القلوب يجعل القلب نقيًا ومتسامحًا، ولا يعرف سوى التسامح والتغافل، ولا يعرف أي طريق للشر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى