حكم الكذب على الزائر
يجب على المسلم الابتعاد عن الكذب، فهو من الأخلاق الذميمة، ويعتبر من الصفات السيئة التي حذر منها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأمر الله تعالى بتجنب الكذب، فإنه يؤدي صاحبه إلى عذاب النار، كما جاء في الحديث الشريف: “كن صادقًا، فإن الصدق يؤدي إلى الصلاح والصلاح يؤدي إلى الجنة. واحذر الكذب، فإن الكذب يؤدي إلى الضلال والضلال يؤدي إلى النار.
• حرّم الله سبحانه وتعالى الكذب، حيث كان الكذب صفة للكفرة والملحدين، فكانوا يفترون على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكما جاء في سورة النحل في القرآن الكريم، فإن الكذب يفتريه الذين لا يؤمنون بآيات الله، وهؤلاء هم الكاذبون. وحذرنا الله سبحانه وتعالى من عواقب الكذب في الدنيا والآخرة.
حكم الكذب على الزائر
• بخصوص حكم الكذب في الإسلام، فقد حرم الله تعالى الكذب في جميع الحالات، حيث ذُكِرَ في الحديث الشريف أن الكذب يعد من صفات المنافقين. وفي حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”، رواه البخاري ومسلم
• وفيما يتعلق بالحالات التي يجوز فيها الكذب، فإنها تكون في الأمور التي تنقذ النفس أو تصلح بين شخصين أو أمور لا تتسبب في انتهاك حقوق الآخرين أو سفك الدماء أو إهانة الآخرين. ويعد الكذب في حالات الضرورة القاهرة بين الزوجين جائزًا. وفي حالة الكذب في غير هذه الحالات، فإنه يعتبر حرامًا وسيحاسب المسلم عليه بشدة في الدنيا والآخرة.
عقوبة الكذب في الاسلام
الكذب يمرض القلب
• وفقا للقرآن الكريم، عندما يكذب المؤمن، يزيد الله قلبه مرضا ويعاقبه على ما يفعله. وقد ذكر في سورة البقرة: `ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون` (البقرة: 8-10).
الكذب يؤدي الى انعدام الراحة والطمأنينة
• الكذب هو شك واضطراب وانعدام للطمأنينة، ويؤدي الكذب إلى ضيق الصدر وعدم الاطمئنان. والأصل في تحريم الكذب هو أنه يتسبب في حدوث عواقب وخيمة على المجتمع الإسلامي، حيث إنه أصل كل شر. وقال الله تعالى في سورة طه: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا” (طه: 124).
الكذب ينقص الرزق
• يُعَدُّ الكذب السببَ الرئيسيَّ في نقص الرزق، حيثُ أنَّ اللهَ تعالى لا يُبارِكَ في رزق شخصٍ يكذب ويرتكب المعاصي. وقد جاء عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم عددٌ من الأحاديثِ الشريفة التي تُوَضِّح تأثير الكذب على الرزق، فقد أخرج الأصبهاني من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “برُّ الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء.” وجاء الحديثُ الذي رواه حكيمُ بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “البَيِّعان بالخيار ما لم يتفَرَّقَا – أو قال: حتى يتَفَرَّقَا- فإنْ صدَقَا وبيَّنا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتمَا وكذَبَا، محقت بركة بيعهما.
الكذب يؤدي الى ابتعاد الملائكة
• الكذب يؤدي إلى ابتعاد الملائكة عن الشخص الكاذب ويحرم بركته. وورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `إذا كذب العبد، تباعد الملك عنه ميلاً من نتن ما جاء به`. وقال الترمذي: `حديث حسن`.
الكذب يؤدي الى الفجور
• حذرنا الله تعالى من الكذب، لأنه يؤدي إلى الفجور ويؤدي بصاحبه إلى النار. وجاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: “وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عنده عند الله كذاباً.
الكذب سبب الطرد من رحمة الله تعالى
• الله تعالى لعن صفة الكذب وأهلها، وذلك كما جاء في سورة آل عمران: “ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين”، والكذب يمنع الإنسان من الهداية والتوفيق من الله، كما جاء في سورة غافر: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ.