الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
حكم الفالنتاين ابن باز
حكم الفالنتاين ابن باز
- قبل شرح حكم الإسلام في الاحتفال بعيد الحب، يجب أولًا التنويه إلى أن عيد الحب أو الفالنتاين هو عيد عالمي يحتفل به في الرابع عشر من فبراير من كل عام في دول مختلفة حول العالم، حيث يتبادل المحبون والعشاق الهدايا والكلمات الرومانسية التي تعبر عن حبهم وإخلاصهم لبعضهم البعض.
- يتبادلون الوعود بأن يظل الحب باقيًا داخلهم إلى الأبد، وأن قصة عشقهم لن تنتهي، وأنهم سيبقون معًا إلى الأبد.
- تم تسمية عيد الحب باسم فالنتاين نسبةً إلى الكاهن فالنتاين الذي عاش خلال فترة حكم الإمبراطور الروماني كلوديوس، والذي قرر منع الشباب من الزواج لأنه رأى أن الزواج يعطل الجنود عن أداء مهامهم الوطنية، وبالتالي المتزوجون ينشغلون بأسرهم وما يمكن أن يحدث لهم في حال وفاتهم في الحرب.
- لكن الكاهن فالنتاين عارض هذا القرار وعمل على تزويج الجنود سرًا، وعندما علم الإمبراطور بذلك، قرر القبض على فالنتاين وتعذيبه في السجن، وفي عام 269 ميلاديًا، تم إصدار قرار بإعدام فالنتاين.
- زامل فالنتاين في السجن رجلا يدعى أستريوس، وكان لديه ابنة كفيفة تأتي لزيارته في السجن، ويصلي لها فالنتاين، وعادت بصرها بعد تأثير الكاهن فالنتاين، الأمر الذي أثر بشدة على أستريوس وجعله يعتنق المسيحية، وفي يوم إعدام فالنتاين، كتب رسالة في مذكرته لابنة أستريوس مكتوب فيها (من فالنتاين الخاص بك)، وأصبحت هذه الكلمات رمزًا للعشاق في جميع أنحاء العالم.
- بعد تنفيذ حكم الإعدام في فالنتاين يوم 14 فبراير، انتشرت قصته بين الناس واعتُبر رمزًا للحب في العالم، حيث دفع حياته ثمنًا لوقوفه ضد قرار الإمبراطور الروماني وتأكيده على تزويج المحبين.
- ويحرص الناس على الاحتفال بذكرى الفالنتاين بزيارة كنيسة شارع وايتفريارز.
حكم عيد الحب
- تعد آراء العلماء متعددة حول حكم الاحتفال بعيد الحب في الدين الإسلامي.
- يوجد فريق يرون أن الاحتفال بالعيد الذي يشارك فيه الكفار لا يجوز، حيث أن موافقة الكفار على هذه الأعياد تعتبر موافقة على كفرهم، وبالتالي يعتبر الاحتفال بهذه المناسبة معصية يؤذي فاعلها
- ولقد تم الاستناد في هذا الرأي إلى هذا الحديث: قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر إلي وعندي جاريتان من جواري الأنصار، وهما يغنيان بما كان يقول الأنصار يوم البعث. قالت: إنهما ليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك في يوم العيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا هو عيدنا.
- حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية، أنه لا يجوز للمسلمين التشبه بالكفار في أي شيء يخص أعيادهم، سواء كان ذلك في الطعام أو اللباس أو الاغتسال أو غيره، ويجب أن تكون أيام أعياد المسلمين مثل بقية الأيام، ولا يتم تخصيصها بأي شيء.
- وقال حافظ الذهبي نصًا: إذا كان للنصارى واليهود أعيادهم الخاصة، فإنهم يحتفلون بها بأنفسهم ولا يشاركهم فيها المسلمون، تماما كما لا يشاركونهم في شرعهم ولا في اتجاههم.
- برر الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – سبب تحريم الاحتفال بعيد الحب بأن عدم وجود أصل لهذا العيد في الشريعة، وبالتالي فهو بدعة، وهو يشجع صراحة على العشق والغرام، ويدعو إلى التشغيل بأمور لا فائدة منها والتي تخالف هدى السلف الصالح.
- واتفق العلماء بالاستناد إلى الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة على أن للمسلمين عيدين فقط، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأن أي أعياد أخرى هي أعياد تم ابتداعها ولا يجوز للمسلمين الاعتراف بها أو الاحتفال بها، لأن ذلك يعد تجاوزًا صريحًا لحدود الله.
- وقال الشيخ ابن جبرين: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنها بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع، ويدخل هذا في حديث عائشة رضي الله عنها الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وهذا يعني أنه يرد على من يبتدع.
- يحتوي تقليد الكفار في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم على مشابهة لهم، وفي الحديث: “من تشبه بقوم فهو منهم.
عيد الحب في الدين الإسلامي
- الفريق الآخر من العلماء يرون أنه يمكن الاحتفال بعيد الحب شرعًا إذا تم احترام الآداب الشرعية وعدم وقوع أي سلوكٍ يخالف الدين والشرع مثل الفجور والفسق والاختلاط المحرم بالنساء
- بالتالي، فإن الاحتفال بعيد الحب هو مناسبة اجتماعية غير دينية، حيث يحتفل بها الناس في أيام محددة، وتعد مثل الأعياد الاجتماعية الأخرى مثل عيد الأم وعيد الزواج وغيرها من الأعياد التي تعزز الروابط الاجتماعية والإنسانية بين الأفراد.
- ويتم الاحتفال بهذه المناسبة تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا إلى نشر المحبة بين الناس.
الاحتفال بعيد الحب مع الزوج
- وفقًا لفريق المعارضين للاحتفال بعيد الحب بين الأزواج، فإن حكم الإسلام في هذا الشأن ينطبق على جميع المسلمين، سواء كانوا متزوجين أو لا يربطهم عقد شرعي.
- لا يجوز تقليد النصارى في أي احتفالات تخصهم، فإن الاحتفال بتلك المناسبة يعتبر إقرارًا بها وموافقة عليها، وبالتالي التشبه بهم في احتفالاتهم، وهو أمر محرم شرعًا.
التحذير من عيد الحب
حرم علماء المسلمون الاحتفال بعيد الحب للأسباب التالية:
- في هذا الاحتفال، يتم اتباع عادات وسلوكيات النصارى واليهود وشعائرهم، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: `ستتبعون سنن من كان قبلكم بشبر وبذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب، لدخلتموه`. فسأل الصحابة: يا رسول الله، حتى اليهود والنصارى؟ فرد: فمن غيرهم؟ أي: من غير اليهود والنصارى.
- في هذا الاحتفال، يتم إحياء ذكرى قسيس نصراني، وهذا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي، حيث يتبادل المسلمون فيه الهدايا وعبارات الحب والغرام، وهذا يتعارض مع عقيدتهم.
- يعدّ شعور الاحتفال بعيد الحب سببًا في انتشار الفساد بين المسلمين؛ بسبب الممارسات الفاحشة والاختلاط المحرم بالنساء في السهرات الليلية، حيث يتبادل العشاق الهدايا وكلمات الحب والغرام بدون رباط شرعي.
- تشمل الأعياد الشرعية التي اتفق العلماء عليها واستندوا في تحديدها إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، عيدي الفطر والأضحى، وهي أعياد لها أدلة وليست من البدع، وتساعد على تقريب العبد من خالقه.
