حكم الشرك الأكبر

حكم الشرك الأكبر | موسوعة الشرق الأوسط

سنوضح في هذه المقالة حكم الشرك الأكبر، ولكن قبل ذلك يجب علينا التعرف على مفهوم الشرك الأكبر والشرك الأصغر والفرق بينهما، حيث يتداخل الكثير من الأشخاص بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في الأفعال مثل الدعاء للأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والطواف بقبور الموتى والرجاء منهم الشفاعة، وهذا يعد شركًا أكبر مثل عبادة الأصنام. لذا، سنوضح في الفقرات التالية التي نقدمها عبر موقعنا موسوعة الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر وحكم كل منهما في الشرع.

جدول المحتويات

حكم الشرك الأكبر

يتمثل الشرك الأكبر في عبادة الإنسان أو التضرع لغير الله، مثل الصلاة أو الاستغاثة بشخص آخر في الشدة، وهذا يعتقد أن هناك من يستحق العبادة غير الله، وهناك العديد من الأفعال التي تصنف كشرك أكبر، وحكم الشرك الأكبر في القرآن الكريم هو:

  • خروج العبد من الملة: حرم الله على القاتل دمه وماله في الدنيا، وسيدخل النار في الآخرة ويبقى فيها إلى الأبد، وذلك ما يظهر في الآية 151 من سورة الأنعام:
    • {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}.
  • إحباط عمل العبد: وذلك بقوله تعالى في سورة الأنعام آية رقم 88:
    • {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}.
  • تحريم ذبيحة العبد الذي يرتكب الشرك الأكبر: يتجاهل بعض الأفراد ذكر اسم الله عند ذبح الحيوانات، ويأتي ذلك من قول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 121:
    • {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ}.
  • لا يورث ولا يورث عليه، ويكون أمواله ملكاً للبيت المالي
  • لا يُصَلَّى عليه ولا يُدفَن في مقابر المسلمين

أقوال العلماء في حكم الشرك الأكبر

  • يتفق العلماء على أن من يشرك بالله فهو أبدًا في النار.
  • من أشهر أقوال العلماء في ذلك:
    • قول الإمام بن حنبل: يتحول الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يمكن أن يفقده الإسلام إلا بالشرك بالله العظيم
    • الإمام البخاري عقد بابًا كاملًا في ذلك وقد قال: المعاصي هي جزء من الجاهلية، ولا يتوب صاحبها عن ارتكابها إلا بالتوحيد.

حكم الشرك الأكبر من الاحاديث النبوية الشريفة

  • روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    • من يموت وهو يدعو غير الله يدخل النار.
  • عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    • من يلتقي بالله ولا يشرك به أي شيء فقد تمتع بالجنة، ومن يلتقي به ويشرك به شيئًا فقد دخل النار.

تعريف الشرك الأكبر

بعدما تعرّفنا على حرمة الشرك الأكبر وأنه يخرج الإنسان من دين الإسلام، سنتعرف في هذه الفقرة على تعريف الشرك الأكبر والآيات القرآنية التي تشير إليه.

  • يشير مصطلح الشرك الأكبر إلى التضرع إلى غير الله من خلال أحد الطقوس الدينية، مثل الصلاة أو النذر أو الاستغاثة في الأوقات العصيبة أو عند تعرض الشخص للمكروه.
  • من أفعال الشرك الأكبر التي تخرج الإنسان من الإسلام:
    •  الاعتقاد بأن هناك من يستحق العبادة غير الله سبحانه وتعالى.
    • الذبح لغير الله.
    • الإيمان بأن هناك من لديه القدرة على الأفعال التي لا يمكن لأحد إلا الله عز وجل القيام بها
  • يعتبر الشرك بالله سبحانه وتعالى هو الشرك الأكبر وأعظم ما ينهى عنه سبحانه وتعالى، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تشرح ذلك، بما في ذلك ما ورد في:
    • سورة النساء الآية رقم 36:
      • {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}.
    • يذكر لنا الآية 56 من سورة الذاريات أنها من أول المحرمات التي نُهينا عنها، حيث يقول:
      • {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
    • سورة الشعراء الآية 97 _ 98:
      • {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}.
    • سورة البقرة الآية رقم 165:
      • {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}.

أنواع الشرك الأكبر واقسامه

ينقسم الشرك، الذي هو الإشراك في عبادة الله، في الشركة الأكبر إلى 3 أقسام رئيسية: الشرك في التوحيد، والشرك في الألوهية، والشرك في الأسماء والصفات، وسنتعرف عليهم بالتفصيل فيما يلي.

الشرك في الربوبية

  • الشرك في الألوهية: يتعلق هذا بالاعتقاد بأن هناك شخصاً يمكنه التصرف والتدبير في الكون إلى جانب الله سبحانه وتعالى.
  • مثل اعتقاد أن هناك أشخاصًا يمكنهم القيام بالأعمال التي تخص الله وحده:
    • الإحياء والإماتة.
    • الإعدام والإيجاد.
    • علم الغيب.
    • الكبرياء.
  • يتفق العلماء على أن الشرك بالله يتمثل في إشراك شيء مع الله في الربوبية أو الإيمان بوجود كائنات تمتلك صفات الربوبية، أو إنكار أمور مقررة من عند الله، أو مقارنة الله بغيره.
  • الشرك بالله في ذاته وأفعاله هو أعظم أنواع الشرك، ولا يمكن للإنسان أن يُغفر له.
  • ينقسم الشرك في الألوهية إلى الأنواع التالية:
    • شرك في توحيد الربوبية :
      • شرك التعطيل.
      • شرك الأنداد.
    • شرك في توحيد الأسماء والصفات:
      • شرك التعطيل.
      • شرك الأنداد:
        • إثبات صفات اله سبحانه وتعالى للمخلوق.
        • إثبات الصفات الإنسانية أمام الله عز وجل.
  • شرك التعطيل: يشير النوع المذكور في الآية 37 من سورة غافر في القرآن الكريم إلى شيء محدد:
    • وقال فرعون: `يا هامان، ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات، فأطلعني على إله موسى، وإني أعتقد أنه كاذب`
    • ينقسم شرك التعطيل إلى 3 أقسام:
      • تعتبر إلحادًا بالله وإنكار أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون من أمثلة تعطيل المصنوع عن صانعه وخالقه.
      • تعطيل الصانع من خلال تعطيل الأسماء والصفات والأفعال: ومنه:
        • لم يثبت القرامطة والجهمية أيًا من أسماء الله سبحانه وتعالى أو أفعاله أو صفاته، وزعموا أن المخلوق أكمل من الله.
        • إنكار نزول الرسائل على الرسل.
        • إنكار القدر.
      • تعطيل ما بجب على الإنسان في التوحيد: أي القول بأنه لا يوجد خالق.
  • شرك الأنداد بدون التعطيل: يتم الاعتقاد في بعض الأحيان بوجود غَلَّةٍ أخرى مع الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا لم يؤثر على الإيمان بأسماء الله وصفاته وربوبيته، ومن الأمثلة:
    • شرك المجوس.
    • شرك القدرية.
    • شرك النصارى يعتقدون بثلاثة آلهة.
    • يشارك الرجل الذي اختاره سيدنا إبراهيم ووصف نفسه ببعض صفات الله، والذي ذُكر في سورة البقرة الآية رقم 258، في الشرك:
      • `إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت`.

الشرك في الألوهية

  • يتضمن الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته الجليلة والعظيمة، ويظل الشخص في عبادة الله حتى يثبت ذلك له.
  • يؤمن الإنسان بوحدانية الله وعدم وجود شركاء له، ولكنه يعتقد أن الله غير قادر على النفع والضرر والمنع والإعطاء.
  • يُعد هذا النوع من الشركات هو الأكثر انتشارًا بين الناس.
  • ومن دلائله قوله تعالى في الحديث القدسي:
    • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن شرك معي في عمل فهو للذي شرك معه، وأنا بريء منه.
  • ينقسم الشرك في الألوهية إلى 3 أقسام:
    • الاعتقاد بوجود شريك لله في الألوهية: وهو الاعتقاد بوجود من يستحق العبادة إلى جانب الله، ومن أمثلة ذلك:
      • إذا تم تسمية شخص باسم يدل على الاعتقاد بعبادة غير الله مثل عبد الرسول وعبد الحسين.
    • إنكار أحد العبادات على الله:
      •  تشمل العبادات هنا العبادات القلبية والعملية والقولية والمالية.
      • وهو عبارة عن أمرين هما:
        • الشرك في الدعاء والاستغاثة إلى غير الله يعتبر حرامًا، لأن الله هو المستحق الوحيد للدعاء، كما جاء في قوله تعالى في سورة غافر، الآية رقم 60:
          •  {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
        • الشرك في الدعاء هو أن يقوم الإنسان بالدعاء لغير الله ويعتقد أنها تشفع له عند الله، وهو نوع من الشرك في العبادة.
    • الشرك في الحكم والطاعة: يعتبر الاعتقاد بأن حكم الله سبحانه وتعالى ليس الأفضل من الأفكار الخاطئة التي تدعو إلى الابتعاد عن شرع الله في الأمور، وذلك لأن ذلك يعد تكذيبا لقول الله سبحانه وتعالى في القرآن:
      • سورة التين الآية رقم 8:
        • {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}.
      • سورة التوبة الآية رقم 31:
        • {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}.

الشرك في الأسماء والصفات

  • يعني الاعتقاد بوجود شخص يشبه الله سبحانه وتعالى في الأسماء والصفات، وأن يصفه بأي صفة من صفات الله وأسمائه.
  • ينبغي على الإنسان أن يصف الله عز وجل بأحسن الأسماء والصفات، ويتجنب صفات العباد والمخلوقات.
  • ومن أمثلة الشرك في الأسماء والصفات:
    • أن يقوم الإنسان باشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله مثل اسم العزى.
    • يعتقد البعض أن الأموات والأحياء يسمعون الدعاء في أي مكان وزمان.
    • تشبيه الله بالمخلوقات، وقد ذكر الله تعالى ذلك في سورة الشورى الآية رقم 11:
      • {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
    • الاعتقاد بوجود من يعلم الغيب غير الله، ومن دلائل ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم 59:
      • {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}.
وصلنا في هذا المقال الذي نقدمه في موسوعة إلى ختام حديثنا عن الشرك الأكبر وأقسامه وتعريفه وحكمه مع بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يتمثل الشرك الأكبر في الشرك بالله والاعتقاد بأن هناك من يمكنه القيام بالأفعال المختصة بالله سبحانه وتعالى. ونظرًا لأن الإيمان بالله هو أساس الإسلام، فإن الشرك بالله يعتبر خروجًا من الإسلام. وقدمنا كل هذا وأكثر في هذا المقال من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة

للمزيد من المعلومات عن الشرك وأنواعه نقدم لكم المقالات التالية للاطلاع عليها:

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى