حكم الدعاء على الظالم بأسمه مع نماذج أدعية المظلوم على الظالم
يمكن للمظلوم أن يدعو على الظالم بأسمه، حيث يصبح الدعاء مصدراً للطمأنينة ويمد المسلم بالقوة الروحية، وحرم الله عز وجل الظلم لعباده، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.
من الأمور السيئة جدًا أن يظلم الإنسان أي شخص بغض النظر عن الأسباب، ومن الأشياء القبيحة جدًا أن يسبب للشخص الألم النفسي ويجعله يعيش مقهورًا، وبعض الناس – للأسف – يسببون هذا دون أي ندم، بينما يشعر البعض الآخر بتأنيب الضمير بعد فوات الآوان.
لكن الله سبحانه وتعالى وحده سينصر المظلوم في يوم القيامة ويعاقب الظالم، إذ أن من أبرز أسمائه الحسنى هي العدل.
يقدم هذا المقال في موسوعة المعرفة معلومات حول عواقب الظلم والأدعية المتعلقة به، بالإضافة إلى حكم الدعاء على الظالم في المقام الأول.
ماهى عاقبة الظلم ؟
تُعد عقوبات الظلم كثيرة للظالم، فلم يحرم الله فقط ذلك، بل وعد الظالمين بالعديد من العقوبات، مثل ما يلي:
- يسبب الظلم في الدنيا العديد من المصائب، مثل الأمراض والآلام والفقر والابتلاءات الأخرى الكثيرة.
- الله يحرم على الظالم التوفيق في حياته والهداية، وقد ذكر في كتابه العزيز: (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
- تحل عليه لعنة الله يوم القيامة.
- يُحرم على شخص أن يستخدم شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `دعوة المظلوم مستجابة، فليحذر المظلوم من الدعاء على الظالم حتى لو كان كافراً، فإن هذا الدعاء ليس دونه حجاب`.
- تتضاعف سيئات الظالم ويفقد الكثير من الحسنات في ميزان أعماله.
- سيعاقب الظالمون في النار في يوم القيامة على ظلمهم المستمر.
للتخلص من هذا الخطيئة، يجب كثرة الاستغفار والتوبة وتسوية المظالم مع أصحابها، بالإضافة إلى التقرب من الله.
حكم الدعاء على الظالم بأسمه
- يجوز الدعاء على الظالم، لأن الله تعالى قال في كتابه: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)، وذلك إذا كان المظلوم غير قادر على مسامحة الظالم.
- اتفق العلماء جميعًا على جواز الدعاء للظالم بالهداية، تماشيًا مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُفضل ذلك
- يجب تجنب التعدي على الظالم في الدعاء، مثل الدعاء له بالموت على سبيل المثال.
أدعية المظلوم
هناك العديد من صيغ الدعاء ضد الظالمين، ومن أكثر الأدعية المستجابة شيوعًا هي:
- يمكن للشخص الذي يعاني من الظلم الدعاء قائلاً: `اللهم إني أستغيث بك من فعل الظالم (يذكر اسمه)، اللهم إنك تعلم ما بداخلي، فارحمني يا أرحم الراحمين، إني أشكو إليك يا الله، فأطرح باب رحمتك المفتوح أمامي بعد إغلاق كل الأبواب أمامي`.
- اللهم إني لا أملك سوى إيماني بك وتوكلي عليك يا رب، فأنت وحدك من تملك القوة والحول، يا أرحم الراحمين، أستغيث بك وألجأ إليك من ظلمات الظالمين الذين يريدون هلاكي.
- اللهم، عليك بمن ظلمني، يا رب انتقم لي منه (ويذكر اسمه)، اللهم خيب أمله، ونجِّني من شره وأذاه، فأنت القوي ونحن الضعفاء يا رب.
- نسأل الله القوة والنصر على من ظلمنا، فإنه القادر على كل شيء.
- يا الله، أنت الحكم العدل ووعدت بألا ترد دعوة المظلوم، فلا ترد دعائي أنا الظالم، يا أرحم الراحمين.
- يُردد الشخص الدعاء: `اللهم إنك تعلم ما حلّ بي، فقد ضاقت حيلتي وانقطع صبري، فأرحمني يا أرحم الراحمين، وعجّل بالانتقام لي من من ظلمني يا الله، فأنا على يقين بأنك ستنتقم لي منه يا رب`.
- يا رب، يا حيُّ، يا قيومُ، أسألُك العون، فقد زادت همومي وأحزاني، وليس لي حولٌ ولا قوةَ إلّا بك، فاللهم، إني أسألُكَ القوةَ يا رب، وأن تنصُرَني على من ظلَمَني.
الدعاء على الظالم بالهلاك
- يا رحمن يا رحيم، لم أرد الشر على أي شخص، ولكن هناك من ظلمني وتمنى لي الهلاك، فأنت اللهم انصرني ونجني، فلا حول ولا قوة إلا بك.
- يا الله، اهلك الظالمين بأيدي الظالمين وأخرجنا منهم سالمين بعزتك وجلالك يا رحمة الله.
- يا منجي المنكوبين، ويا من يخرج الحب من النوى، ويا من يقول “كن فيكون” لكل شيء، انصرني وأرني عجائب قدرتك في مواجهة الظالمين.
- يا من تغلق جميع الأبواب إلا بابك، وتنقطع جميع الأسباب إلا إليك يا رب، قد رفعت يدي إليك لتنصرني وتجلب لي حقي ممن ظلمني، فأنت على كل شيء قدير.
- اللهم، أنا ومن ظلمني من عبادك، ندعوك بقلوبنا وأجسادنا، أنت تعلم مكاننا ومستودعنا، وتعلم تغيراتنا وأماكننا السرية والعلنية، فأعطني حقي ممن ظلمني واغفر لي وله.
- اللهم، أنا عبدك الضعيف الذي يشعر بالعجز، وهناك من يظلمني، فأنصرني يا رب العالمين وأرني الطريقة التي تريح قلبي وتعيد لي السلامة.
- يا رب، أشهدك بأني وثقت به وخانني، وأردت له الهداية فظلمني، اللهم أرني فيه قدرتك وعجائبك، وارد الحق للمظلوم، إنك على كل شيء قدير.
أجمل أدعية من المظلوم على الظالم
- يا قدير، يا من نجيت يوسف من ظلمه ونجيت يونس من بطن الحوت، انصرني على من ظلمني واجعله عبرة لكل ظالم حاقد.
- يعني أن الشخص المتحدث يرجو الله أن يُنقذه من سجن يدي ظالمة، حيث يشعر بالضعف وانعدام الصبر، وانسداد جميع الأبواب أمامه باستثناء باب الله، ويطلب أن يُنجيه من من يعترض على أمره من خلق الله، وأن يحميه بلطفه.
- يقوم الشخص بالدعاء قائلاً: اللهم، أنت القادر على معاقبة كل ظالم وكل من يستكبر ويقهر، فأنت كافٍ لي حسيبًا.
- يا الله، إن المظلوم لا يجد من يعينه ضد الظالم وسلطانه، ولكنك أنت الذي تراقبه وتعلم مكانه وتستطيع مساعدته في أي وقت وفي أي مكان، فأنا المظلوم المقهور قد وكلت أمري إليك، فأنت الوكيل الأفضل والذي يتدبر لي أمري، لأني لا أجيد التدبير.
- يا الله، أنا أستغيث بك بعدما ظُلِمَ عبدٌ من عبيدك، وأتيتُ أطرق بابك بعدما أُغلِقت كل الأبواب المرجوة. يا الله، إنك تعلم ما حلَّ بي قبل أن أشكوه، فلك الحمد، سميعٌ بصيرٌ خبيرٌ بكل شيء.
- اللهم إني عبدك وابن عبدك، راضٍ بحكمك، وواثق بحكمتك، فاللهم انصرني على من عاداني ولا تشمت بي أحدًا من خلقك، يا رب العالمين.
- اللهم ، أنزل عليه السقم في جسده والنقص في مقداره، والزلل من أجله وليبتلي بعلة في نفسه، وأن يمضي في حزنه ولا تزول نعمتك عليه، وذلك كله على من ظلمني.
- اللهم انتقم لي من الظالم واجعل أمره يزول ونعمته تنتقل، وجده في اللآلئ، وسلطانه في الزوال، وعافيته شر مصير، وإذا أردت أن تبقيه فليبق في حزنه.
- يا الله، الذي يسمع الدعاء وينجي من الخطر، احمني من شر من ظلمني واحمني من النميمة والتشهير والاضطهاد والعداء، إنك أقوى على العقاب وأشد في الانتقام.
- يا الله، أنا أستغيث بك من ظلم عبدك، فإنك تدركه حيثما يكون وتقدر عليه حيثما يلجأ، فاللهم أرني الانتقام الأشد فيه.
- يا رب، أناديك باسمك العظيم الجبار، اللهم انتقم لي من الظالم الذي آذاني وأرني فيه ما فعل بي، واشفِ قلبي من حزني. يا رب، إنك على كل شيء قدير.
- ربي، إني أصاب بالضر وأنت أرحم الراحمين، سبحانك ربي، لا إله إلا أنت، إني كنت من الظالمين، يا فرج، فارجع عني الشدة التي أصابتني، وتولى أمري بلطفك ورحمتك وكرمك، إنك على كل شيء قدير.
- يا الله، إني عبدك المظلوم، فاكشف عني ما يؤلمني وتداركني، فإني ألجأ إليك وعليك كل اعتمادي، وأنت قراري ومن عندك نصري.
- أي الله، أنا أتوسل إليك أن تخفف عني ما حدث في الأيام السابقة واليوم، وتجعلني لا أخشى غيرك، وتحميني من الظالمين ومن أي شر يأتي من عبادك جميعًا.
- اللهم، أنت ملجئي ولا ملجأ ولا ناصر إلا أنت، فبلطفك عليك بمن ظلمني فإنك أقوى عليه وأنا لست قويًا عليه، فأنت الجبار المنتقم.
قصة عن إستجابة الدعاء على الظالم
يحكي عن الدعاء للمظلوم بالهلاك، حيث في يوم من الأيام وأثناء ازدحام السوق، وكل رجل مشغول بعمله وخدمة زبائنه، ظهر رجل ينادي بصوت مرتفع قائلا: `يا أهل الخير، لا تظلموا، انظروا إلي وتعلموا`.
كان هذا الرجل مشلولا في يده اليمنى من أعلى الكتف، وعندما وصل إلى نهاية السوق وبدأ الناس يتحدثون عنه، اقترب تاجر منه وسأله عن حالته وقصته، فشرح الرجل قصته له.
كنت أكثر الأشخاص صحة في بلدي، حيث كنت قوي البنية ولا يستطيع أشد الرجال هزيمتي، ولكني قررت عدم العمل وانضممت إلى مجموعة من الأفراد الذين يعيشون على سرقة القوافل وظلم الناس، وأغرتني الدنيا بقوتي، حيث كنت أُخشى من الكبار قبل الصغار، وكنت على علم بكل ما يمر من مال وطعام وشاركت أصحابها في الظلم والقهر.
في يومٍ من الأيام، كان هناك رجلٌ صيادٌ لم يزر أهله منذ سنةٍ، وجلب معه كميةً كبيرةً من الأسماك التي لم أر مثلَها من قبل، فأخذتُها منه بطمعٍ، وقلتُ له: أعطني كلَّ ما تملك، فأجابني الرجلُ أنه رزقه الله ورزق أولاده، وأنَّه لن يعطيني منه شيئًا، فاعتدتُ عليه بالضربِ وأخذتُ منه كلَّ ما يملكُ، وتوسَّل إليَّ أن أعطيه حتى سمكةً، ولكنَّني رفضتُ بشدَّةٍ.
أثناء فحصي للأسماء، قام أحد الأسماء بلدغ إبهامي، ولم أهتم بهذا الأمر في البداية، ولكن عندما بدأ يؤلمني بشدة لم أستطع النوم، فذهبت في الصباح الباكر إلى الطبيب الذي أخبرني أن الحل الوحيد هو قطع الإبهام، ولذلك قمت بقطعه بالفعل.
في أحد الأيام، عندما ذهبت إلى منزلي وعندما كنت أستعد للنوم، شعرت بألم في يدي لا سبب له، ولم أتمكن من تحمله، فقمت بقطع يدي، وفي اليوم التالي، شعرت بألم في الذراع، وكان الألم شديدًا لدرجة أن الناس استنتجوا أنه لا بد من قطع يدي حتى المرفق، ومن ثم، شعرت بالألم في الجزء المتبقي من يدي حتى الكتف، وقمت بقطعه أيضًا.
في يوم زارني شيخ القرية بعد سماعه قصتي، وسألني عن سبب مرضي، فأجبته أنه بسبب سمكة صغيرة، فقال لي: “من أين حصلت على هذه السمكة؟.”، فأخبرته بأنني اخترقت قوانين الصيد وأخذتها بالظلم، فنصحني بأن أذهب لصاحب السمكة وأعتذر منه، ووعدني بأنه لو ذهبت منذ بداية الألم في أصبعي لما قطعت يدي أبدًا، فذهبت لأعتذر منه قبل أن ينتشر الألم في جسدي.
ذهبت إلى صاحب السمكة، وقال لي: `من أنت؟` فأجبته: `أنا من ظلمتك وأخذت رزقك دون حق، فسامحني.` ولم أتمكن حينها من كبح دموعي، وقبلت يده وقدميه. فبكى الرجل من الموقف، وقال: `والله، سامحتك، ولا يوجد في قلبي ضغينة لك، وأدعو الله أن يخلصك من بلائك.
سألته إذا كان قد دعا عليّ يومًا، فأجابني بأنه دعا بالتوسل إلى الله ليلًا ونهارًا بأن يظهر قوته في ضعفه الذي رزقه الله ظلمًا، وأدركت أن دعوتي لا تجدي نفعًا لأنها كانت دعوة ظالم.
في النهاية، يجب على أي شخص يتعرض للظلم والقهر أن يثق بالله عز وجل ويدعوه للانتقام ممن ظلمه، فالله هو الحكم العدلي الذي لا يرضى بالظلم بين الناس، وسنسأل الله أن يحرمنا من تلك الأفعال الظالمة.