حكم اعتقاد ان التمائم تنفع او تضر بذاتها
تختلف الأقوال والآراء حول التمائم وغيرها من الطرق العديدة لمنع الحسد والعين، حيث يُظهر الاهتمام بذلك منذ الجاهلية، وكانت أشكال التمائم متنوعة في ذلك الوقت، حيث تم العثور على تماثيل تعود لما قبل عام 3500 قبل الميلاد في مدينة تل براك بسوريا، وكانت تسمى “أصنام العيون” بسبب شكلها الذي يشبه العين المنحوتة من حجر الألباستر، وتعتبر هذه التماثيل أول أشكال التمائم التي ظهرت في الحضارة القديمة.
في ذلك الوقت، اهتم الكثير من الناس بالبحث عن طرق غير شرعية لمنع العين والحسد، وتحصين أنفسهم وعائلاتهم من الأضرار التي تقع نتيجة الحسد، وهذا يؤدي إلى وصول الإنسان للشرك. لكن، هل جميع الطرق صالحة للاستخدام لتفادي الإصابة بالحسد؟ وما هو حكم اعتقاد أن التمائم تنفع أو تضر بذاتها؟ سنعرف ذلك من خلال موسوعة.
حكم اعتقاد ان التمائم تنفع او تضر بذاتها
- اختلف أهل الشرع والسنة والعلماء في الحكم على التمائم، نظرًا لاختلاف نوع التميمة نفسها، حيث وصل أهل السنة إلى أن هناك تمائم صالحة يمكن استخدامها لتحصين الإنسان، ولكن توجد تمائم غير صالحة للاستخدام لأنها تؤدي إلى الشرك، لذلك تم تقسيم التمائم إلى نوعين، وهما التمائم القرآنية والتمائم غير القرآنية.
- حثت الشريعة الإسلامية على عدم تعليق التمائم والاعتماد على وسائل أخرى للحماية من الحسد والعين، ويعود سبب تحريمها الأساسي إلى أنها تشمل الشرك بالله، وينقسم الشرك إلى شرك أكبر وشرك أصغر.
- ورد عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خصال وهي: سوء الخلق، وصبغ الشيب، وجر الإزار، وتختيم الحلية بالذهب، وضرب الكعب بالنعل، والتبرج بالزينة في غير المحارم، والرفع بالمعوذات، وتعليق التمائم، وإفساد الصبي، عدا ما حرم الله.
حكم التميمة في الاسلام
- تشير التمائم إلى أشياء مثل الخرز والحجب وغيرها، التي توضع حول الرقبة أو على الصدر أو في الملابس أو في مكان ما في المنزل، وذلك لحماية الشخص من الحسد والعين والشر، ويعتقد بعض الناس أن النجاح يمكن أن يتسبب في الحسد، وعندما يتحقق النجاح يعتقد الشخص أن الناس يحسدونه، وهذا اعتقاد خاطئ.
- لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحسد ذكر في القرآن الكريم وتحدث عنه العديد من الرسل، ولكن ينبغي أن نتوقف قليلاً عند سوء طرق منع الحسد. يجب التنبيه إلى خطورة تلك الطرق وأن نتجنبها لأن النتائج لا تكون إيجابية على الإنسان الذي يتبعها، ومن بين تلك الطرق التي يحرمها الإسلام هي التمائم.
- تتنوّع أشكال التمائم، فقد تكون على شكل خرزة زرقاء، أو على شكل كفّ أو عين زرقاء، أو تكون عبارة عن آيات من القرآن الكريم وتوضع في المناطق المذكورة سابقًا. وجاء لفظ التميمة من التمام أي حدوث الأمر، وكان يعتقد الشخص الذي يضعها أن أموره ستتحقق ويمنع عنه الشر والضرر، وتُطلق على التمائم اسم الحروز الحجب؛ وهذا الأمر جعل الناس يتساءلون أكثر حول حكم تعليق التمائم.
متى يكون تعليق التمائم شرك اكبر و متي تكون شرك اصغر
أعطى الإسلام تعاليم واضحة ومبادئ دينية تقوم على الأخلاق الحسنة التي يجب على المسلم اتباعها والعمل بها. فإذا اتبع هذه التعاليم، فإنه سيصل إلى هدفه بكل سهولة ويسر. ومن ناحية أخرى، هناك العديد من طرق الشيطان التي يعمل دائمًا على إغواء المسلمين وإيقاعهم في الخطأ، وتؤدي إلى الوصول إلى طريق مظلم. ومن بين طرق الشيطان هي ترسيخ فكرة البحث عن طرق لمنع الحسد والعين الحاسدة، وفي الواقع، فإن استخدام التمائم تعتبر شركًا بالله وهي من أكبر الخطايا.
- تكمن خطورة الاعتقاد بأن الرزق والنفع والأفضل يأتي من الشركاء، دون الاعتراف بأن الخير والشر يأتي من الله وحده، ولا يوجد شريك له.
- تُعَد شركة صغيرة، ويعتقد أن تعليقها يساعد على جلب الخير والنفع ومنع المصائب والشر.
من اسباب انتشار التمائم
يُروى أن العرب والبدو في الماضي كانوا الأكثر بحثًا عن تلك الطرق، وهذا يتعارض مع مفهوم التوحيد الذي دعانا الإسلام لتنشئة الأجيال وتهذيب النفوس واتباع الطريق الصحيح،
ورد في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”، وفي رواية أخرى: “من تعلق تميمة فقد أشرك”، ويأتي هذا الحديث لحث الناس على عدم التعلق بالأشياء وخاصة التمائم، بعدما كان البعض يعتقد أنها تجلب الخير، ولكن الأمر كله بيد الله وحده، وهذا يؤدي إلى ضعف التوكل على الله.
ومن أهم أسباب انتشار التمائم:
- الابتعاد عن قراءة القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يضعف قوة الإيمان لدى المسلمين.
- انتشار الجهل بالسنة النبوية الشريفة وتفسير القرآن الكريم.
- انتشار السحر والتعلق بالأولياء.
أحاديث الرسول حول تحريم التمائم
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على التخلص من مظاهر أيام الجاهلية، من أفعال غير صالحة لديننا، والانتقال إلى أقوال متناولة لا صحة لها، ومن الأدلة على التحريم:
- يُرشدنا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم “من تعلَّق شيئًا وُكِلَ إليه” إلى اتباع دين التوحيد والسنة، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الشرك بالله.
- يشير الحديث إلى أن من يتمسك ويعتقد بشيء معين ويربط الخير والرزق والشفاء به، فإنه إذا لم يحصل على ما يريده فهذا يعني أن الأشياء لا تفيد ولا تضر إلا بإذن الله تعالى. وعندما يقال “تعلق بشيء” يعني أن يعتقد بالتمائم والأشياء الأخرى ويعتقد أنها تجلب الخير والنفع، وعندما يقال “كل إليه” يعني ترك الأمر لله والاعتماد عليه.
- يعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- دائمًا على التخلص من الآثار الجاهلية التي تسبب الفساد على المؤمنين وبناء عقيدة سليمة صالحة، ويشير إلى أن الرقى والتمائم والتوَّلة هي أشكال من أشكال الشرك.
- وبناءً على ذلك، يتعين بناء عقيدة التوكل على الله في جميع الأمور، وتجنُّب استخدام الأساليب غير المشروعة لجلب الخير والشر، ويؤكد هذا الحديث على ضرورة تجنُّب السحر والشعوذة لأنها شرك.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي شرحنا فيه حكم الاعتقاد بفعالية التمائم بذاتها من خلال موسوعة، وبالتأكيد، فقراءة القرآن والاستمرار على الأذكار الصباحية والمسائية يُحصِّن المسلم من الشيطان ومسه، ويبعده عن الوسواس، وينفي عين السحر والعين الحاسدة.
إضافة إلى قراءة الآيات الشرعية مثل آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وغيرها من الآيات، وقد اختلف العلماء بشأن حكم لبس التمائم للزينة، ولكن يجب علينا اتباع كتاب الله وسنة رسوله للوصول إلى طريق الهداية.