تفسير كلمة سبحان الله
ما هو تفسير كلمة “سبحان الله” وفضلها على العبد وحكمها وتفسيرها؟ وهل يمكننا استخدام عبارة “سبحان ربي العظيم” والمرادفات الصحيحة الأخرى لهذا الذكر لتسبيح الله بمعرفة المعنى الصحيح للكلمات وليس بما يعتقده الكثيرون على مواقع الموسوعات؟ .
تفسير كلمة سبحان الله
كلمة سبحان الله من أعظم الأذكار للتقرب من الله تعالى، حيث قال: `وللٰه الأسماء الحسنىٰ فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون` [الأعراف:180].
من الأهمية بمكان على المسلمين أن يقدروا حق الله، وأن يعملوا على التقرب إليه بالتسبيح والذكر، فإن الله يحب المؤمنين الذاكرين، حيث قال: “ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم” [الزمر: 7].
التسبيح هو وسيلة رائعة ألهمنا الله بها لتخفيف الضغط عن النفس، ويجب أن يكون مثل أي شيء آخر يفعله الجسم بشكل طبيعي مثل التنفس والأكل، لأنه لا يوجد حياة بلا ذكر الله.
سبحان الله تفسيرها هي تنزيه الله الواحد الأحد عن النقائص، وإشارة إلى عظمة ذات الله، فهو الله الواحد الكامل لذاته، وفيها إشارة لعدم وجود شريك لله تعالى، لهذا قال حذيفة رضي الله عنه عندما تحدث عن وصف الرسول الكريم في آخر الليل: “وعندما يرى ما فيها من تنزيه لله تعالى يسبح.” كما ورد في حديث آخر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “فأما الركوع فعظموا فيه الله عز وجل”، رواه مسلم. وبالنسبة لما ورد في الركوع من تسبيح الله، فهذان الحديثان من أروع الأحاديث التي تذكر “سبحان الله” وتشير إلى فضلها.
واحدة من فوائد إرسال الله للرسالة النبوية المحمدية هي تعليم الناس كيفية التسبيح الصحيح واستخدام الألفاظ الصحيحة لتسبيح الله وحده، وذلك يظهر أهميته وعظمته. في الآية التالية: (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا) [الفتح: 8-9].
معنى لفظ سبحان
- سبحان” هي كلمة رائعة تمجد ذات الله وتبعدها عن النقص، وذكر ابن الفارس أن العرب كانوا يستخدمون “سبحان من كذا” للإشارة إلى مدى البعد عن كذا، ولهذا قال الأعشى: “سبحان من علقمة” وهي إشارة إلى أن “سبحان” هي كلمة تحمل فخرًا واعتزازًا، وتعبر عن تسبيح الله بعيدًا عن الظن السيئ وتوقع الخير والبركة من وحيد الجليل.
- يوفر ذكر سبحان الله الكثير من الفوائد للإنسان، حيث يعتبر من أكثر الأذكار التي تمتد على سبع سور في القرآن الكريم وسميت بالمسبحات، كما ظهر لفظ سبحان في آخر 4 سور وذكر بصيغ مختلفة.
-
أتى اللفظ في الماضي في قوله: في سورة الحديد: “سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ”، وفي سورة الجمعة: “يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ”، وفي سورة الواقعة: “فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ”، وفي سورة المؤمنون: “سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ”، وجميعها تستخدم الفعل “يسبح” بالمضارع والأمر والمصدر للتعبير عن تمجيد الله وتحميده
- تكرار لفظ سبحان في القرآن الكريم بصيغه المختلفة هو إثبات لعظمة الله في نظر الله، وعلى المسلم أن يعظم الله طوال الوقت ولا يتوقف عن التسبيح لله بالألفاظ المحببة له، كما ورد في القرآن الكريم عن الملائكة الذين يقومون بالتسبيح لله تعالى طوال الوقت:
﴿والذين عندهم لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار ولا يفترون﴾ [الأنبياء: 19-20].
معنى سبحان ربي العظيم
- ذكر الأهري في كتابه تهذيب اللغة أن تسبيح ربي العظيم يعني تنزيه الرب عن النقص والشر وإبعاده عنه، على سبيل المثال يقول: سبحت في الأرض إذا نأيت فيها، وقد ورد في القرآن الكريم: `وكل في فلك يسبحون` وأيضا `والسابحات سبحا`، لذا التسبيح هو تنفية النقص عن ذات الخالق العزيز، وإزالة الصفات غير المحببة عن الله تعالى ووصفه بما يجب على كل مسلم.
- كما قال ابن جرير: يعبر قول “سبحان ربي العظيم” الذي يستخدمه المسلمون عن تنزيه الله وتبرئته من الصفات التي لا تليق به.
- ويشير كتاب الأزهري “تهذيب اللغة” إلى أن العديد من أئمة اللغة والمختصين في تفسير الكلام اتفقوا على أن سبحان ربي العظيم يهدف إلى تعظيم ذات الله وإشادة بصفاته، فلا يوجد أقوى من قوة الله. ويتوجب على الناس أن يتقوا الله ويتقربوا إليه، لأن الله يمهل الظالم حتى يأخذه، ثم يعاقبه بشدة؛ فرب العالمين هو الأعلى والأكبر ومتفرد عن كل نقص.
- لهذا، فسبحان ربي العظيم معناها: يتميّز الله بعظمته الفريدة والخاصة به، وبصفاته التي لا يتمتع بها أحد غيره، ولا يمكن تطبيقها على أي شخص آخر