تعلم النقد البناء وامثله عليه

تعلم النقد البناء يفيد الآخرين، فهو ليس سبًّا أو تجريحًا، بل هو محاولة مفيدة لتشجيع الآخرين ودفعهم إلى الأمام، وتطوير شخصيتهم وتحسينها.

يعمل الأصدقاء الجيدين دائمًا على لفت انتباه أصدقائهم لتحسين أنفسهم وتجنب ما يضرهم ليصبحوا أفضل، والصديق الجيد ليس من يرى صديقه يقوم بالسلوكيات الخاطئة ويتركه، بل ينقده بناءً وينبهه، وسنوضح المزيد من التفاصيل على الموسوعة .

النقد:

هو الإعلان المنطوق أو المكتوب من شخص معروف بالنقد، لتقييم الإيجابيات أو السلبيات أو القرارات أو الأفعال.

كيفية النقد البناء:

• يجب التمييز بين النقد البناء والنقد الهدام، فالنقد البناء يحفز الشخص ويدفعه للأمام ويحسن سلوكياته، في حين ينتقص النقد الهدام قيمة وقدر الشخص وقد يدفعه لارتكاب مزيد من الأخطاء.
• علينا دائمًا افتراض النية الحسنة، وهذا ما يدفعنا إلى الانتقاد البناء الذي لا يزعج الآخرين، وإذا كان الهدف هو مساعدة الآخرين، فسيشعرون بذلك ويحسنون من أنفسهم. ومع ذلك، يجب التفكير جيدًا قبل الكلام حتى لا يؤذي الآخرين، على الرغم من أن النية قد تكون حسنة.
• في بعض الأحيان، يكون النصيحة الغير مطلوبة جارحة، ولذلك يجب استخدام النقد في الوقت والمكان المناسبين، حتى لا يتسبب في تأثير سلبي.
• تفكر في ما إذا كنت الشخص المناسب لتقديم النصح أو النقد.
• يجب اختيار الوقت والمكان المناسبين لتقديم النقد، ويجب أن يتم ذلك بعيدًا عن الآخرين حتى لا يتعرض الطرف الآخر للإحراج.
• تشمل النقد البناء والإشادة في البداية بالشخص الذي ستنتقده.
• إذا لم تكن تملك معلومات كافية حول الأمر الذي تنتقده، يجب عليك السؤال عنه من صاحبه والتحقق منه.
• يتعين تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق في الآراء، حيث يجعل هذا النقد أكثر جدية وموضوعية.
• قبل الانتقاد، يجب التأكد من وجود معرفة شاملة بالموضوع المراد انتقاده، وليس مجرد تخمينات أو وجهات نظر أو توقعات.
• يجب تجنب تحويل النقد إلى انتصارات أو هزائم شخصية، والامتناع عن استخدام عبارات مهينة قد تؤذي الطرف الآخر وتجعله يشعر بالجهل أو الذنب.
• انتقد الفكرة أو السلوك وليس الشخص، لأن الانتقاد الشخصي غير موضوعي، فعندما تنتقد، تركز على الفكرة أو السلوك فقط.
• لا تكن مثل الذباب الذي يتوقف على الأشياء السيئة فقط، بل كن مثل النحلة التي تبحث عن الطيب وتتوقف عليه، فكل شخص يمكن أن يرتكب أخطاء.

طريقة تقديم النقد:

كن إيجابيًا :

• يجب البدء في المحادثة مع شخص ما بذكر الأشياء الإيجابية التي يمتلكها، إذ يوجد دائمًا شيء إيجابي يمكن التركيز عليه في أي شخص، ولذلك ينبغي تقدير مجهوده والثناء على الوقت الذي قدمه للتحدث معك، وذلك لكي يتقبل الانتقاد البناء الذي ستطرحه.

أظهر اهتمامك بالشخص الآخر :

• يمكن للابتسامة واستخدام لغة الجسد الدافئة والتعبير عن الاهتمام والتعاطف مع الشخص أن يجعله يشعر بالراحة والاطمئنان، كما يجب أن ينظر الشخص المتحدث إليه في عينيه ولا يحدق في أعلى أو أسفل، ويجب تجنب عقد الذراعين أو الساقين والاحتفاظ بجسم مسترخٍ.

اترك مشاعرك جانبًا :

• ينبغي عليك أن تحرص على تجاهل مشاعرك الشخصية عند نقد أحد، فإذا بدأت تشعر بالغضب أو الضيق، فسيؤثر ذلك على نبرة صوتك خلال الحوار، مما يدفع الشخص الآخر لاتخاذ موقف الدفاع، ويتحول النقاش إلى صراع.

احرص على الهدوء :

• عندما يشعر الإنسان بالتوتر أثناء نقد شخص ما أو تقديم النصيحة، عليه أن يحاول استعادة هدوءه ورباطة جأشه، ويتذكر هدفه من تقديم النقد للآخر.

ابتعد عن اللغة السلبية :

• تجنب استخدام اللغة السلبية أو الهجوم على الآخرين يقلل من غضب الآخرين وعدم اتخاذهم موقف الدفاع.

نبرة صوت ودودة :

• يجب الحفاظ على نبرة صوت هادئة وودية، لأن نبرة الصوت لها دور كبير في التعبير عن مشاعرك بدون الحاجة إلى الكلام، لذلك يجب تجنب رفع الصوت أو جعله حادًا.

شجع على النقد الذاتي :

• يجب أن تحرص على تشجيع الآخرين على ممارسة النقد الذاتي، وتشجيعهم على تطوير أنفسهم بأنفسهم، والعمل على إيجاد الحلول بأنفسهم قبل أن تعبر عن رأيك، ويجب أن تستمع إلى آرائهم وأفكارهم.

كن محددًا :

• يجب تحديد النقاط التي ستنتقد بها الشخص، وعدم جعل الموضوع عامًا، كما يجب تقديم أمثلة على ما تتحدث عنه، لتحقيق أكبر استفادة للشخص الآخر.

توقف عن النقد :

• عندما تستمر في انتقاد شخص مرة أو أكثر، ولكن لا يوجد لذلك جدوى أو تأثير، فيجب عليك التوقف عن النقد وإخبار الآخر بما يكفي، والسماح له باتخاذ قراره، فالاستمرار في النقد قد يجعل الطرف الآخر يشعر بالضغط والتوتر، ويمكن أن يتجنبك بعض الوقت.

لا تبالغ في النقد :

• يجب تجنب تكرار الحديث في نفس الموضوع وعدم المبالغة في النقد، حتى لا يفهم الشخص الآخر أنه يعاني من الكثير من المشاكل والأخطاء التي يجب أن يصلحها، كما أن النقد المتكرر قد يتحول إلى مناقشة سلبية ومحبطة للطرف الآخر.

تابع مع الطرف الآخر :

• تابع تأثير كلماتك ونصائحك على الطرف الآخر، وحرص على أن تكون المناقشات المقبلة حول تحسين الأمور التي ظهر فيها، وشجع الطرف الآخر على المضي قدماً، ثم ناقش الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف.