الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

تعرف على العمرة ومناسكها

العمرة ومناسكها2 | موسوعة الشرق الأوسط

يحين موعد زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة، حيث يتوافد المعتمرون من جميع أنحاء العالم الإسلامي للتقرب إلى ربهم والتمتع بروحانية العبادة التي تقربهم إلى الله وتجعلهم يشعرون بالسلام الداخلي والراحة. وفي ظل اقتراب شهر رمضان الكريم، تزيد أهمية هذه الزيارة وأداء المناسك، حيث تحمل الفرد الأجر والثواب العظيمين.

كما أن العمرة تعتبر فرصة متجددة يستطيع الفرد القيام بها في أي وقت من السنة دون موعد محدد كالحج، حيث يمكن للفرد التخلص من جميع الذنوب والخطايا والمشكلات التي تثقل عليه وتؤثر على روحه، ويتجدد بعد العمرة كإنسان جديد مؤمن بقدرة الله -عز وجل- ونعمه الكثيرة، لذا عليه الحرص على أداء العبادات والصلوات والالتزام بالأخلاق الفاضلة.

إذا كنت عزيزي القارئ تخطط لزيارة بيت الله الحرام، فإليك اليوم مقالة شاملة عن العمرة ومراسمها .

جدول المحتويات

مفهوم العمرة

تعني العمرة لغويًا الزيارة والقصد، ويكون لدى المعتمرين نية صادقة مسبقة لأداء العمرة

وفقًا للشريعة الإسلامية، تعتبر زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك الإحرام الأربعة شرطًا أساسيًا لصحة العمرة، ولا يمكن الاستغناء عن أي منها.

أكد العلماء بإجماعهم فضل العمرة، حيث يجتمع فيها المسلمون من جميع أنحاء العالم ويحدث التآلف والتآخي بينهم، ويظهر الأمة الإسلامية كبنيان واحد قوي ومتماسك، وتذكر المعتمرون فيها الأنبياء والرسل، حيث يتذكر المعتمرون سيدنا إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- عندما يرون الكعبة الشريفة، ويتذكرون بناءهما لبيت الله الحرام، ويتبادر إلى أذهانهم السيدة هاجر وجهودها في البحث عن الماء بين الصفا والمروة، وقد استشهدوا في ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة

روي عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.

إذا قمت بتكرار العمرة لا يوجد أي شيء عليك إلا أن تذهب إلى بيت الله الحرام، حيث قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما).
اتفق العلماء على أن العمرة هي سنة نبوية وردت عن الرسول الكريم، وتم تحريمها على المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة.

العمرة ومناسكها

لضمان أن عمرتك إلى بيت الله الحرام تكون صحيحة ومكتملة وتحصل على الأجر الموفور، يجب عليك أولاً تصحيح نية التوبة الصادقة مع الله ، وثانياً أداء مناسك العمرة بشكل صحيح وفقًا لسنة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -، وفيما يلي نشرح مناسك العمرة بالتفصيل.

أوضح لنا الرسول الكريم في سنته النبوية أن العمرة تتألف من أربعة مناسك أساسية ولا يمكن تنفيذها جميعًا، وهي :

أولاً: الإحرام

الإحرام يعني وجود نية صادقة مع الله للتوبة، وأن تكون النية من القلب والعزم على أداء فريضة العمرة بقلب سليم متوجهين نحو الله تعالى وراغبين في غفرانه ورحمته.

عندما يبدأ المعتمر بالعمرة، يجب أن يغتسل ويتطيب ويتلبس ثياب الإحرام، ثم يعلن نيته بالقول بصوت عالٍ “اللهم لبيك عمرة”، ثم يتلبب بالتلبية، حيث يقول: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
فيما يخص المرأة المسلمة، تأخذ الملابس الإسلامية الفضفاضة التي تيسرها للإحرام، ولكن ليس من الواجب عليها ارتداء النقاب أو القفازات، حسب قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (ولا ينتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين). ثم تبدأ المرأة المسلمة في التلبية بصوت منخفض

ثانياً: طواف بيت الله الحرام

عند وصول المعتمرين إلى بيت الله الحرام، يبدأون بدخول القدم اليمنى وهم يقولون “بِسمِ اللَّهِ والسَّلامُ علَى رسولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغفِر لي ذُنُوبِي وافتَح لي أبوابَ رحمتِكَ”، ثم يبدأون بالطواف حول الكعبة المشرفة. ومن الأفعال المستحبة للرجال عند بدء الطواف هو “الإضطباع”، وهو كشف الكتف الأيمن عن ملابس الإحرام و”الطواف بالرمل”، والذي يعني المشي بخطوات شريعة متقاربة في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف.

بعد ذلك، يتوجه المسلمون إلى الحجر الأسود لتقبيله ومسه باليد اليمنى، ولكن دون الازدحام. إذا لم يتمكنوا من ذلك، فيمكنهم لمسه فقط ثم تقبيل يدهم أو الإشارة إليه بالتكبير. قال النبي الكريم عن فضل لمس الحجر الأسود: “ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق.” ثم يبدأ المعتمرون بالطواف حول الكعبة، ويضعونها على يسارهم، مجتازين سبعة أشواط كاملة. ومن الأفضل أن يدعوا الله ويقرأوا القرآن والذكر خلال الطواف .

ثالثاً:السعي بين جبلي الصفا والمروة:

بعد أداء المعتمرين للطواف حول الكعبة المشرفة في الحرم المكي، يتوجهون لأداء السعي بين جبلي الصفا والمروة تأسياً بالسيدة هاجر – عليها السلام – حيث يقوم المسلمون بالسعي سبع مرات بين الجبلين، ويحتسب الذهاب من الصفا إلى المروة مرة واحدة، والعودة من المروة إلى الصفا مرة، ويجب على المعتمر التأكد من لمس طرفي الجبلين بيده، ويستحب أثناء السعي الدعاء وتلاوة بعض الأذكار، وإذا أتم المعتمر السعي فإنه ينتهي من مناسك العمرة ويجب عليه التحلل منها بالحلق أو التقصير .

رابعاً:الحلق والتقصير

بعد الانتهاء من السعي، يتوجه المعتمرون لأداء الأخرى من مناسك العمرة وهي الحلق والتقصير، حيث يجب على الرجل حلق جميع أجزاء شعره أو قصها ولكن يستحب الحلق لكامل الرأس، بينما تقوم المرأة بقص مقدار قليل من أطراف شعرها بمقدار عقلة أصبع .

ذلك كان ملخصًا لمقالنا اليوم في موسوعة العمرة والمناسك، نأمل أن نكون قد قدمنا شرحًا واضحًا وبسيطًا للمعلومات، ويمكنكم متابعتنا في مقال آخر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى