تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله

تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله

قال الله تعالى في سورة غافر: “إنكم ستذكرون ما أقول لكم، وأودع أمري لله؛ إن الله بصير بعباده. وحفظ الله عبده من شر مكرهم، وحلت بآل فرعون سوء العذاب”.

عندما تصبح الهموم والأحزان كثيرة على المؤمن، فإنه يردد هذا الدعاء في كل الأوقات، فلا يجد سوى الله عز وجل من يعينه ويفرج همه، فيسلم أمره كله إلى الله ويتوكل عليه متيقناً برحمته وفرجه القريب.

وهنا بعض تجارب الأشخاص مع دعاء `وَأَفْوَضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ` التي قاموا بمشاركتها:

• التجربة الأولى: تعرضت إحدى الفتيات خلال امتحان السنة النهائية لدراستها الجامعية لسؤال هام جدًا لم تستطع تذكر الإجابة عليه، فأصابتها الخوف والاضطراب، وبدأت في التذكير بأنها توكلت على الله وتوسلت إليه، واستغفرت الله كثيرًا طالبة منه المساعدة، وبعد دقائق تذكرت الإجابة وأجابت على السؤال.
• التجربة الثانية: تحكي سيدة تجربتها مع هذه الآية الكريمة، حيث تزوجت وبعد مرور سنة على زواجها تأخر حملها. بعدما ذهبت إلى الأطباء وأجرت الفحوص الطبية اللازمة مع زوجها، تبين أن لا يوجد شيء يمنع حدوث الحمل، ولكن بدأ الحمل يتأخر لمدة 5 سنوات، وذهبا خلالها إلى أفضل وأمهر الأطباء. وفي النهاية، لجأت السيدة إلى الله عز وجل وظلت تردد دعاء “وأفوض أمري إلى الله” في كل وقت وفي كل صلاة، وبعد ذلك منحها الله الحمل.

سبب نزول آية وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى الله

نزلت آية “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” لتذكرنا بما قاله الرجل الصالح الذي أرسله الله تعالى إلى سيدنا موسى عليه السلام.

• هذا الرجل كان واحدًا من قومه الذين آمنوا بموسى عليه السلام، وأيده الله سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام.
• كان هذا الرجل الصالح يذكر دائمًا فرعون وقومه بالنعم التي منح الله تعالى لهم.
• يقارن هذا الرجل بين حالته وهو مؤمن بالله، وحالة فرعون وقومه وهم كافرون بخالقهم، ومصير كل منهما في الجنة والنار، وهذا هو سبب قوله لتلك الآية الكريمة.
• وبعدما وعظهم وذكرهم بالله تعالى، قال لهم هذه الآية.

من قائل وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى الله

قائل آية: “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” هو مؤمن آل فرعون.

• هو الرجل الصالح الذي أرسله الله إلى فرعون ليذكرهم بنعمه، ويؤيد به نبيه موسى عليه السلام، فكان يدعو قومه للتوحيد بالله مخلصًا، وحذرهم من العذاب الذي سيحل بهم إذا ماتوا على كفرهم بالله تعالى وبموسى عليه السلام.
• وأوضح لهم أن ثواب الإيمان بالله تعالى هو الدخول إلى جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، ويتخلدون فيها إلى الأبد ويتنعمون بنعيمها الرائع الذي لم تره عين قط.
• ثم قدّم أمره بالكامل لله وأخبرهم بأنهم سيتذكرون كلامه ودعوتهم بعد فوات الأوان، عندما يُنفذ الله تعالى حكمه فيهم ويدخلهم نار جهنم جزاءً لكفرهم وتكذيبهم برسله.

شرح وَأُفَوِّضُ أمري إلى الله

يأتي شرح الآية الكريمة على النحو التالي:

• فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ: المقصود من هذا هو أنكم ستتذكرون دعوتي ونصيحتي لكم بالإيمان بالله وعقوبة الكفر به، ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن ينزل الله عليكم عقابه وترون عذابه.
• وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ: أي أن كل شيء بأمر الله العظيم، وقد لجأت إليه وتعلقت به، ووضعت ثقتي فيه للتخلص من مشاكلي ومشاكل الآخرين عني.
• إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ: إن الله تعالى وحده هو الذي يعلم حال عباده ويدرك وضعهم وضعفهم، فهو الذي يكفيني من كل ضر وشر، وهو الذي يعلم حالي وأحوالي، وجميع أفعالنا تحدث بمشيئته، وإن كان الله تعالى قد جعلني مسؤولاً عن بعض الأمور، ففي ذلك حكمة.
• فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا: يعني أن الله برحمته وقوته أنقذ هذا الرجل المؤمن من مكر فرعون وشعبه، وتحول مكرهم وخططهم عليهم أنفسهم.
• وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ: وهذا يعني أن الله تعالى عذَّب آل فرعون دفعة واحدة في الصباح.

فضل وَأُفَوِّضُ أمري إلى الله إن الله بصير بِالْعِبَادِ

للآية الكريمة: “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” العديد من الفضائل والفوائد وهي:

• إنه سبب لحفظ العبد وحمايته من كل مكروه، لأنه يتوكل على الله تعالى بصدق.
• تفويض الأمر لله تعالى يعد سبباً لتخفيف الهموم والأحزان في الدنيا والآخرة.
• لا يمكن لأحد أن يؤثر على قضايا عبد فوض، الذي يسلم كل أمر لله عز وجل، وإن حدث ذلك فسيكون لسبب وحكمة لا يعرفها إلا الله جل جلاله.
• يدل هذا الدعاء على الإيمان القوي للمسلم بالله العزيز الجليل، واعتقاده بأن الله هو الوحيد الذي يمكنه إنقاذه من الصعاب والمحن.
• تعتبر هذه الآية الكريمة سببًا لجلب الرزق وفتح الأبواب المغلقة في جميع الأمور، لأن العبد يسلم أمره لله ويتوكل عليه.
• تتضمن هذه الآية أمر الله لعباده باللجوء والتوسل إليه لتفريج همومهم وتحقيق حوائجهم.
• من يقول بإيمان صادق في قلبه “أفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد” فإن الله ينصره على أعدائه ويصرف كيدهم عنه.
• من يتوكل على الله في جميع أمور حياته، يكافئه الله بالأجر والثواب.
• عندما يُؤَمِّن العبد أمره لله تعالى، يشعر بالطمأنينة في قلبه ويملأ نفسه بالراحة.
• التوكل على الله والاعتماد عليه والدعاء يزيد من اقتراب العبد من ربه.

أسئلة شائعة