العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

تأثير فراق و موت الأب

موت الأب | موسوعة الشرق الأوسط

يؤثر فراق الأب أو وفاته على الأبناء بشكل كبير، فالأب هو كلمة قصيرة من حرفين ولكن معناها كبير جداً، ولا أحد يستطيع فهم دور الأب الكبير في حماية أولاده، وعندما يموت الأب يحدث لأولاده وأهله فاجعة كبيرة. فمع موت الأب يموت الأمان والحنان والسند والظهر، وتموت السعادة وتموت الحياة كلها. فموت الأب من أكبر المصائب التي يمكن أن تحدث في هذه الحياة، والحياة لا ترحم أحد، وعندما تصبح بلا أب تصبح تائهًا في هذه الحياة .

جدول المحتويات

تأثير فراق و موت الأب على الأبناء :

الإنكار :

في هذا الوقت يكون ألم فقدان الأب فوق الإحتمال، ولا يستطيع أحد تصديق ما يحدث، ونحن بحاجة إلى نفي وجود فكرة موت الأب لبعض الوقت، حتى نستطيع مواصلة حياتنا بعد فقدانه، فالحياة بلا الأب تفتقد للمعنى والفائدة وتبدو وكأنها مخيفة ومرعبة ونشعر بأننا فقدنا الطريق الصحيح ولا نستطيع المضي قدمًا. ويأتي الإحساس بالإنكار ليساعدنا على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، حيث نستطيع التعبير عن المشاعر القاتلة التي لا يمكننا تحملها. ولكن ذلك لا يعني أن المشاعر الحزينة والغاضبة بسبب فقدان الأب قد اختفت تماما، فهي لا تزال هناك ولكنها تختفي وراء الإنكار والخوف من الشعور بفقدان الأب. ومع مرور الوقت، يقل الإنكار وتظهر تلك المشاعر بكل قوتها وحزنها، ولكن في الوقت الذي نصبح فيه أقوياء .

الغضب :

بعد الإنكار يأتي الغضب، ويصاحب الغضب العديد من المشاعر، ومنها الألم الشديد لفقدان الأب الذي لا يمكن تحمله. في البداية، يكون الشعور بالغضب غير محدد وموجه لكل شيء وكل شخص. وكلما سمحت لنفسك بالتعبير عن هذا الغضب، سواء بالقول أو الفعل، ساعد ذلك على التعافي من هذا الشعور. ويمكن أن يوجه الغضب لأي شخص في المحيط، وقد يشمل ذلك أيضًا الغضب على الله عز وجل لأنه حرمنا من والدنا، ولكن يجب أن نستغفر الله ونصبر على ما أصابنا .

مرحلة التفاوض :

في تلك المرحلة، نغرق كثيرا في الاستفهامات حول ماذا لو؟ وماذا لو استطعنا اكتشاف المرض مبكرا؟ وماذا لو كنا أكثر اهتماما ورعاية له؟ وماذا لو لم أفعل أي شيء يحزنه أو يغضبه؟ وماذا لو كان هذا كابوسا سيئا جدا وأستطيع أن أستيقظ منه؟ وماذا لو كان بإمكاننا العودة بالزمن إلى الوراء؟ هذه أسئلة كثيرة جدا لا تنتهي، ولا نستطيع أن نفعل شيئا لنتجنب هذه النهاية المؤلمة الصعبة. وتتصاعد هذه التساؤلات مع مشاعر الحزن والشعور بالذنب .

مرحلة الاكتئاب :

بعد مرحلة التفاوض، نعود إلى الواقع المؤلم ونشعر بالفراغ والحزن الذي يقتلنا. تنتشر المشاعر داخلنا لتجعلنا نفقد حياتنا بشكل كبير وعميق وأكثر عمقًا مما يمكن لأي شخص تخيله. نشعر أن هذه المرحلة ستستمر حتى نهاية حياتنا، ومن الضروري أن نعرف أن هذا الاكتئاب لا يشير إلى وجود مرض نفسي، ولكنه نتيجة لفقدان شيء ذو قيمة كبيرة، وهو الأب. تتطور المرحلة وننعزل عن الحياة بالكامل، مع شعور قاتل بالحزن المروع، ولا نريد التحدث إلى أحد ونريد فقط العزلة، وما نشعر به طبيعي جدًا للاكتئاب، ويجب أن نقبله ولا نرفضه ولا نتعجل الخروج منه. ففقد شخص عزيز مثل الأب هو فاجعة كبيرة جدًا، ومن الطبيعي أن نمر بمرحلة الاكتئاب. وعدم الشعور بالاكتئاب غير طبيعي. عندما تتركز مشاعر الفقدان في الروح، وعندما تتأكد أن الشخص المحبوب لدينا والدنا لن يعود مرة أخرى، فإن حدوث الاكتئاب يكون شعورًا طبيعيًا. وإذا كانت مرحلة التعافي بعد فقد الأحبة تتطلب مرورًا بمراحل الفقدان المختلفة، فيمكننا القول إن الاكتئاب مرحلة مهمة جدًا من مراحل التعافي، ونحتاج إلى أن نعيشها ونقبلها بما يحدث فيها من ألم وحزن كبير، فهو الطريق الوحيد لتجاوز أزمة الفقد، ولكنه هو الطريق الصحيح للنضج الحقيقي، أو ما نسميه “الألم الشريف الشافي .

مرحلة القبول :

في نهاية المطاف، يأتي مرحلة القبول التي تعني أن الأمور لن تعود كما كانت في الماضي، وأننا سنتعلم تقبل ألم فقدان الأب، ونصبح أكثر قبولًا للواقع ونتعلم العيش مع فكرة استمرار الحياة بعد وفاة الأب، ونسمح لأنفسنا بالعيش بسعادة وأوقات جيدة .

أبي، أرجوك، عد لي ليوم واحد. أبي، أنت وحدك تعرف شوقي إليك وبكائي ليلا لرؤيتك. أبي، أنت وحدك تعلم أنني أتنفس بألم بسبب فراقك، يا أعز شخص في روحي، يا (أبي)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى