العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

تأثير الأصدقاء على بعضهم البعض

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي | موسوعة الشرق الأوسط

تعرف على تأثير الأصدقاء على بعضهم البعض، إذ يعتبر السلوك الشخصي هو العامل الحاسم الذي يؤثر على تعامل الفرد وتفاعله مع من حوله، حيث يتبع بعض الأشخاص أساليب وطرق إيجابية في حياتهم، مما يمكنهم من تحقيق جميع الأهداف التي حددوها لأنفسهم بطريقة فعالة وناجحة. ومن ناحية أخرى، يتبع البعض الآخر أساليب وطرق سلبية في جوانب كثيرة من حياتهم، ما يؤدي إلى فشلهم في تحقيق الأهداف المرتبطة بحياتهم، ويصبحون أقل قدرة على المشاركة والتفاعل مع من حولهم. وسنقدم المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع في هذه المقالة على موقع الموسوعة .

جدول المحتويات

السلوك الشخصي:

يشير مصطلح السلوك الشخصي إلى الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع نفسه ومع الآخرين في الحياة وخلال المواقف والأزمات المختلفة، ويختلف من شخص لآخر بحسب طريقة تربيته ووعيه وثقافته ومستوى تعليمه، وكذلك حسب البيئة التي يعيش فيها.

تأثير الأصدقاء على بعضهم البعض :

الصداقة لها فوائد كثيرة ومخاطر كثيرة، فإذا كان قلب الإنسان مرتبطًا بأشخاص ذوي سلوك سيئ فسيحركوه للانحراف عن الطريق الصحيح، مما يجعله يسقط في الأخلاق السيئة ومستنقع الرذيلة، ولذلك فمن المهم جدًا أن يعرف كل شخص صفات أصدقائه لأنها تؤثر بشكل كبير على سلوكه.

يتأثر الشخص بشدة بأصدقائه، وذلك لأنهم يمتلكون النصيب الأكبر من النفوذ والتأثير عليه، ويعود ذلك إلى أن الأصدقاء يقضون الكثير من الوقت مع بعضهم البعض، لذا يتأثر كل منهم بطريقة تفكير الآخر وقد يتبنى صفاته سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويحدث ذلك التأثير بشكل غير متعمد، ويمكن تقسيم دور الأصدقاء في اختيار السلوكيات الشخصية إلى قسمين:

  • دور إيجابي:

يجب التركيز والحرص في اختيار الأصدقاء، وتجنب الانحراف والتقليل من الصداقات غير المناسبة، لأن الصديق الذي يتمتع بحسن الخلق يمكن أن يكون محفزًا وداعمًا لصديقه ليكون سلوكه إيجابيًا وناجحًا في حياته.

  • دور سلبي:

إذا كانت سلوكيات صديقك غير سوية وأخلاقه سيئة، فسوف يؤثر ذلك سلبًا على كافة جوانب حياته، وقد يؤثر على أصدقائه المقربين بشكل سلبي أيضًا، لذا فمن الضروري الابتعاد تمامًا عن الأشخاص الذين يتصفون بالخلق السيئ.

دور الأصدقاء في اختيار السلوكيات الشخصية :

  • للأصدقاء دورهم المهم في حياة كل شخص يرتبط بهم، حيث تعتبر الصداقة علاقة مقدسة، فتكثر الأمثال والأقوال التي تجسد دور الأصدقاء في تحديد سلوكيات الأفراد، حيث قال أجدادنا “الصاحب ساحب”، أي أن صديق الشخص إذا كان منحرفًا، فإنّ صديقه سيصبح منحرفًا، وإذا كان الصديق صاحب الحق ويسلك الطريق الصواب، فسيصبح شخصًا ذو خلق رفيع وكريم، ويحبّه الناس، ويبتعد عن الرذيلة والانحراف.
  • من بين أخطر الأمور التي يمكن أن يقوم بها الفرد هو تقليد أصدقائه في الأقوال والأفعال، وذلك لأنه يقضي معظم وقته معهم، وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد الشخصي. فإذا كان الأصدقاء لديهم أخلاق سيئة، فإن الفرد سوف يتأثر بهم وينحرف تدريجياً عن السلوك الصحيح ويقترف الأعمال السيئة التي يقوم بها أصدقاؤه، وهذا الأمر يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي ومع كافة تقاليد المجتمع. وعلى العكس من ذلك، إذا كان الأصدقاء لديهم أخلاق حسنة وطموح عالٍ، فإنهم سيساعدون الفرد على الارتقاء والتطور، وهم هدية قيمة لأي شخص. لذلك، من المهم بشدة أن يختار الفرد قدوته ومثله الأعلى، حتى يتمكن من تشكيل سلوكه وفعله بناءً على هذه القدوة وهذا المثل الأعلى.
  • يؤثر الأصدقاء بشكل كبير في أسلوب التفكير لدى بعضهم البعض، لذلك، إذا كان الأصدقاء لديهم أفكار وأيديولوجيات غير صحية، فسيؤثر ذلك على شخصيات بعضهم البعض. وبالمثل، إذا كان الأصدقاء لديهم أفكار وأيديولوجيات صحية وجيدة، فسيؤثر ذلك على بعضهم البعض.
  • لا تقتصر الصداقة على نوع واحد فقط، فنجد صداقة الأبناء لأبنائهم وهي من أكثر أنواع الصداقة فائدةً، حيث يساعد هذا النوع في تجاوز مشاكل الفرد، نظراً لأن الآباء يهتمون بمصلحة أبنائهم، وتوطيد العلاقة بينهم يساعد على التواصل الرفيع والحلول السليمة للمشاكل. لذلك، يمثّل هذا النوع بداية جيدة لتطوير سلوكيات رفيعة في الأبناء.

كيفية اختيار الأصدقاء الصالحين :

كل فرد يعيش في مجتمع يضم العديد من الأشخاص، مثل الزملاء في العمل أو في المدرسة أو الجيران وغيرهم. وللاختيار صديق مناسب يجب التعرف على طباعه وأفكاره وسلوكه، ومستواه الخلقي والفكري، ومعرفة مستواه العلمي قبل محاولة التقرب منه.

يجب مراعاة التوافق الفكري عند اختيار صديق، لأنه يعد أحد الأسس الأساسية التي يجب اتباعها. إذا لم يكن هناك أي توافق في أسلوب التفكير، فقد يكون هذا الأمر عائقًا في استمرار الصداقة. ليس من الضروري أن يتفق الصديقان على جميع الأفكار والآراء حول مسألة ما، ولكن يجب أن يكون هناك توافق في المبادئ والأسس التي يؤمن بها كل منهما.

يعتبر الصديق الحقيقي أول شخص يقف بجانب صديقه في أي أزمة يمر بها أو في أي حدث صعب في حياته، لذا يجب على الشخص التأكد من قبل اختياره لصديقه إن كان سيقف بجانبه في أي أزمة.

يجب أن تتوفر الثقة والاحترام المتبادل بين الأصدقاء لأنهما من العوامل الهامة التي تساعد على نجاح الصداقة، وفي حالة عدم وجود هذه العناصر يجب البحث جيدًا عن الشخص الذي يتمتع بالثقة والاحترام في التعامل.

المراجع :

1

2

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى