الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن علم التفسير

D8NtCJtWkAAQU3R | موسوعة الشرق الأوسط

البحث عن علم التفسير هو أعظم العلوم وأجلها، وأكثرها بركةً وأثرًا ومعرفةً، وأهل هذا العلم في أعلى درجات القدرة والتقدم، والباحث عنه يعتبر جنديًا مرابطًا في سبيل الله، فهو الوسيلة الأمثل لفهم كتاب الله تعالى وأشرفه ومنهج الإسلام وأبعده، وهو المعين الذي لا ينضب والمحيط الذي لا يفرغ، والطريق المستقيم للهداية. لمعرفة المزيد، يرجى متابعتنا على الموسوعة.

بحث عن علم التفسير

المفهوم اللغوي لكلمة تفسير

  • تعني كلمة التفسير في اللغة الإيضاح والتبيين.
  • ومن ذلك قوله تعالى: يأتونك بمثله لا يُعادلونه، ونحن جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا.
  • يعني الاصطلاح “التفسير” الإبانة والكشف.
  • تستخدم كلمة تفسير في الكشف الحسي والمعنوي، إلا أن استخدامها في المعنويات هو الأكثر شيوعًا.

المفهوم الاصطلاحي لعلم التفسير

التفسير هو:

  • العلم الذي يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه
  • يمثل العلم أداةً لاستكشاف إرادة الله باستخدام الطاقة البشرية، ويغطي كل ما يتطلب فهم المعنى وتحديد المراد.

الفرق بين التأويل والتفسير

هناك اختلاف بين العلماء حول التفسير والتأويل، ولكن الرأي الأكثر تأييدًا هو أن التفسير يرجع إلى الرواية والتأويل يرجع إلى الدراية.

يتم الكشف عن مراد الله تعالى عن طريق التفسير الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه الذين شهدوا الوحي، لأن التفسير هو الكشف والبيان.

أما التأويل فيشمل تفضيل أحد الاحتمالات المحتملة للمعنى مع الدليل، ويعتمد التفضيل على الاجتهاد، ويتم الوصول إلى معاني الكلمات واستخداماتها وملاءمتها للسياق من خلاله.

موضوع علم التفسير

القرآن الكريم هو تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من قبله ولا من بعده، وجميع العلوم في خدمة تعظيمه.

بحث عن المراحل التاريخية في علم التفسير

بدأ المسلمون اهتمامهم بتفسير القرآن الكريم منذ أول نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يزال هذا الاهتمام مستمرًا حتى يوم القيامة.

لم يتبعوا نهجًا واحدًا في ذلك، فالناس مختلفون في الإدراك والرؤية.

بدأ تفسير القرآن الكريم بشكل ضيِّق، حيث كان الناس في زمن العربية بارعين في اللغة والبيان وكانوا لا يحتاجون إلى تفسير كثير، ولكن بدأت دائرة التفسير تتسع كلما زاد الغموض على الناس وبعدما فقدوا اللغة، وهذا كان متزامنًا مع تزايد الحاجة إلى التفسير.

في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا لم يفهموا شيئًا من القرآن الكريم، يذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليفسِّر لهم ما لم يفهموه، أو يتوجهون إلى أحد الصحابة الذين هم أفقه منهم في القرآن.

كان تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصصًا لتفسير بعض الغيبيات التي أخفاها الله عن الناس، ولم يكن يفسر التفسير الواضح المبين للجميع، ولا الذي حجزه الله تعالى علمه.

وما لم يتضمنه القرآن، فقد استدلوا عليه بعقولهم واعتمدوا على اللغة والعقل والأحداث التي ذكرت فيها الآيات.

فكانت مصادر التفسير في تلك المرحلة:

  •  القرآن الكريم.
  •  ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل أخبره من رب العزة.
  •  الاجتهاد.
  •  وما نقل عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فإنه صحيح عنهم.

وكان من أشهر المفسرين من الصحابة: يتضمن هذا القائمة الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، رضي الله عنهم جميعاً.

مميزات هذه المرحلة: 

  • لم يفسَّر كل القرآن.
  • لم يختلفوا كثيرًا.
  • الاكتفاء كثيرًا بالمعنى الإجمالي.
  • الاختصار في توضيح اللفظ.
  • ندرة الاستنباط العلمي.
  • لم يدون التفسير كعلم.
  • كان على شكل الحديث كالروايات المنثورة.

التفسير في عصر التابعين

وهم الذين تتلمذوا على الصحابة، وقد كانت مصادرهم في التفسير: 

  • القرآن الكريم.
  • ما صح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ما روي عن الصحابة في تفسيرهم.
  • ما نقل عن أهل الكتاب وصح عنهم، وبعضهم توسع في ذلك.
  • الاجتهاد والنظر.

كان المفسرون التابعون يتبعون منهجا مشابها للصحابة في تفسير القرآن الكريم، ومن أمثلة ذلك:

  • مدرسة التفسير بمكة: من أخذ التفسير عن ابن عباس، ومن بينهم: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاوس بن كيسان اليماني، وعطاء بن أبي رباح.
  • مدرسة التفسير بالمدينة: من بين الأشخاص الذين تلقوا العلم عن أبي بن كعب: أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومحمد بن كعب القرظي، وزيد بن أسلم.
  •  مدرسة التفسير بالعراق: من بين الذين تلقوا العلم عن ابن مسعود، الأكثر شهرة: علقمة بن قيس النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، والأسود بن يزيد النخعي، ومرة الهمداني، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي.

مميزات التفسير في هذه المرحلة:

  • دخول الإسرائيليات والنصرانيات.
  • ظل طابع التلقي والرواية غالبًا.
  • الانتصار لبعض المذاهب الدينية في بعض الأحيان في التفسير.
  • كثر الخلاف في هذا العصر.

التفسير في عصر التدوين حتى اليوم

بدأ تدوين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ ظهور التدوين وحتى أوائل العصر العباسي، وكان التفسير لما دون ضمن الحديث فيما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.

ثم تم فصل التفسير عن الحديث في عملية التدوين، وتم وضع تفسير لكل آية وفق ترتيب المصحف، ومن قام بذلك هما ابن ماجة وابن جرير الطبري.

ثم توسعوا في ذلك، واختصروا الإسناد، حيث دخل الوضع في التفسير المأثور، وتم اختلاط الصحيح بالخطأ.

من العصر العباسي وحتى اليوم، أصبح التفسير العقلي من أهم التفاسير التي تم التركيز عليها إلى جانب التفسير النقلي، وفي البداية كانت محاولة لتفسير الآيات وترجيح قول على قول أو فهم شخصي، ثم اتسع المجال بعد ذلك إلى الحالة الحالية.

دخلت الفلسفة والعلوم والمذاهب واللغة والتاريخ إلى تفسير القرآن، بحيث يُفسره كل صاحب فن بما يتوافق مع فنه.

بحث عن أنواع علم التفسير

يمكن القول أنها تنحصر في خمسة أنواع من التفسير، وهي:

التفسير المأثور 

هو ما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين، ويهدف إلى بيان وتوضيح مراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم.

تختلف الآراء حول إدراج التابعين مع التفسير المأثور أو الرأي، والرأي الصحيح هو الإدراج مع المأثور.

بدأ النقل الشفوي للأحاديث ثم التدوين كما ذُكر، وتسرب الضعف فيه منذ عصر التابعين بعد تعدد المذاهب، وظهر الوضع والإسرائيليات واختصار الأسانيد وحذفها 

وأشهر المؤلفات في التفسير المأثور:

  • جامع البيان في تفسير القرآن، لابن جرير الطبري، ت: 310 هـ.
  • معالم التنزيل، لأبي محمد الحسين البغوي، ت: 510 هـ. 
  • تفسير القرآن العظيم، للحافظ بن كثير الدمشقي، ت: 774 هـ.
  • الدر المنثور، لجلال الدين السيوطي، ت: 911 هـ.

التفسير بالرأي أو التفسير العقلي

يعني التفسير الاجتهاد في فهم معاني القرآن بعد دراسة المفسر للغة العرب ومناهيهم في الكلام وفهمه للكلمات العربية وأساليب دلالتها، واللجوء إلى الشعر الجاهلي والتعرف على أسباب النزول ومعرفة المنسوخ والمنسوخ من آيات القرآن الكريم، إضافة إلى الأدوات الأخرى التي يحتاجها المفسر.

ظهرت طريقة التفسير بالرأي في عصر الكتابة كما ذُكر سابقًا، ولقد اختلف العلماء في جواز التفسير بالرأي، فمنهم من يرى أنه غير جائز وأنه يعتبر قولًا على الله بغير علم، ويجب الاكتفاء بالمأثور.

يدعم فريق آخر جواز التدبر في القرآن والاجتهاد مثل الصحابة، وذلك لأولئك الذين يتمتعون بالمعرفة بالعلوم والأدوات التي يحتاجها المفسر.

ومن أهم كتب التفسير بالرأي المحمود:

  • مفاتيح الغيب، للفخر الرازي، ت: 606 هـ.
  • أنوار التنزيل وأسرار التأويل، للقاضي البيضاوي، ت: 691 هـ.
  • مدارك التنزيل وحقائق التأويل، لأبي البركات النسفي، ت: 701 هـ.
  • لباب التأويل في معاني التنزيل، لعلاء الدين الخازن، ت: 741 هـ.
  • البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، ت: 745 هـ.
  • غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين النيسابوري، ت: 850هـ.
  • تفسير الجلالين، لجلال الدين المحلي، ت: 791 هـ، وجلال الدين السيوطي، ت: 911 هـ.
  • السراج المنير، للخطيب الشربيني، ت: 977 هـ.
  • توجيه العقل الصحيح نحو فوائد القرآن الكريم” لأبي السعود المعادي، ت: 982 هـ.
  • روح المعاني، لشهاب الدين الألوسي، ت: 1270 هـ. 

التفسير الموضوعي

يُعدّ تحليل جانب واحد من جوانب القرآن الكريم بالبحث والدراسة، وغالبًا ما يتم التركيز على موضوع معيّن ودراسة جوانبه المختلفة، بما يلمّ بجميع جزئياته الصغيرة التي قد لا يتم تناولها في التفسير العام.

غالبًا ما يتم تفسير هذا النوع من الكتب بواسطة أشخاص ماهرين في مجالات معينة من العلوم، وتشمل بعض الكتب التي اعتمدت التفسير الموضوعي:

  • التبيان في أقسام القرآن، لابن القيم.
  • مجاز القرآن، لأبي عبيدة.
  • مفردات القرآن، للراغب الأصفهاني.
  • الناسخ والمنسوخ من القرآن، لأبي جعفر النحاس.
  • أسباب نزول القرآن، لأبي الحسن الواحدي.
  • أحكام القرآن، لأبي بكر الجصاص.

التفسير الإشاري

هو تفسير آيات القرآن الكريم بشكل مختلف عن ما يبدو فيها، بناء على إشارات خفية تظهر لأصحاب السلوك، ويمكن تطبيقها على الظواهر المرادة.

يعتمد على رياضة روحية يمارسها الصوفي للوصول إلى المعنى الآخر الذي تحمله الكلمة من معنى آخر، والذي هو المعنى الأساسي المراد من وجهة نظره   

اشترط العلماء فيه أن يكون متوافقًا مع المقاصد العربية وأن يحتوي على نص أو اثبات في مكان آخر.

ومن أهم الكتب التي وجهت عنايتها نحو التفسير الإشاري:

  • تفسير القرآن العظيم، لسهل التستري، ت: 283 هـ.
  • حقائق التفسير، لأبي عبدالرحمن السلمي، ت: 412 هـ.

التفسير العلمي

هو التفسير الذي يحتوي على المصطلحات العلمية في عبارات القرآن الكريم، ويسعى إلى استخلاص مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها.

تعتقد بعض الأشخاص أن المنهج القرآني يشمل جميع العلوم، وكان الغزالي والسيوطي من بين الذين اهتموا بهذا الموضوع.

ينكر الشاطبي هذا الزعم؛ حيث لا يمكن أن تجمع جميع مجالات العلم بأنواعها المختلفة تحت نظرية واحدة، ومع ذلك، فإن القرآن الكريم يهدف إلى إصلاح الحياة الاجتماعية الإنسانية والتطهير النفسي والرجوع إلى الله تعالى.

تمت تأييد ذلك النوع من التفسير من قبل الشيخ طنطاوي جوهري في (الجواهر في تفسير القرآن الكريم).

وعارضه: الشيخ المراغي والشيخ محمود شلتوت والشيخ أمين الخولي.

بحث عن العلوم التي يحتاج إليها المفسر في علم التفسير

  • علم اللغة: ليقوم بشرح الألفاظ ومدلولاتها.
  • علم النحو: لتغير المعنى بتغير الإعراب.
  • علم الصرف: لأن به تعرف الأبنية والصيغ.
  • علم الاشتقاق: لمعرفة أصل المعنى واللفظ.
  • تعد علوم البلاغة من المعاني لمعرفة خواص تركيب الكلام وأثرها في المعنى، وعلم البيان لوضوح الدلالة وخفائها وأثرها في المعنى، وعلم البديع لمعرفة وجوه تحسين الكلام.
  • علم القراءات: ليرجح بعض الوجوه على بعض.
  • علم أصول الدين: أو معرفة الكلام؛ للوصول إلى وجهة نظر صحيحة في المسائل والأحكام.
  • علم أصول الفقه: لاستنباط الأحكام.
  • علم الناسخ والمنسوخ: لمعرفة المحكم من غيره.
  • علم الحديث: لمعرفة المجمل والمبهم.
  • علم أسباب النزول.
  • علم القصص.
  • علم الموهبة. 

بحث عن فضل علم التفسير

من فضائل علم التفسير أنه:

  • معين على فهم كلام الله عز وجل.
  • متعلق بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأحكمه.
  • من أكثر الأشخاص حظًا في التعلم وأكثرهم حصولًا على فضائل العلم.
  • يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة.
  • من أعظم الأسباب التي تساعد على صلاح القلب والعمل.
  • يُعَدُّ المفسر وارثًا للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم ميراثه، وأفضل من يتحمَّل الأمانة ويؤديها.
  • المفسر يعمل بجد في دراسة القرآن الكريم وفهم معانيه وتعاليمه.
  • المفسر يدخل في خير هذه الأمة.
  • يلبي احتياجات الأمة لفهم القرآن الكريم 

خاتمة بحث عن علم التفسير

لا يزال تفسير القرآن بحراً لا ساحل له، ومهما جد المفسرون في استخراج أسراره والبحث عن حكمه، فلن يصلوا إلى النهاية، بل سيظلون على ما هم عليه حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن القرآن: “لا يخلق على كثرة الرد.

التفسير هو علم يربط الماضي بالحاضر، وظلت المناهج في هذا العلم واحدة والهدف متعدد المسالك، ويصل المفسرون يوميا إلى معانٍ جديدة واكتشافات عظيمة في القرآن الكريم، ومهما كشفوا وبيّنوا، فإن ذلك لا يمثل سوى قطرة من بحر علم الله تعالى، فالله تعالى كما قال: “قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددًا.

 

تحدثنا في حوارنا عن علم التفسير، ويمكنكم متابعتنا على موسوعتنا ليصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى