بحث عن ظاهرة الالحاد .. مفهوم الإلحاد وأنواعه
نقدم لكم اليوم، عزيزي القارئ، بحثًا عن ظاهرة الإلحاد، فهي كلمة مبتكرة تم تداولها منذ بدايات القرن الثامن عشر، والمعنى الأصلي لها كلمة يونانية تعني عدم وجود إله .
الإلحاد هو عدم إيمان بوجود الآلهة والاعتقاد بأن الكون قد خلق نفسه بنفسه أو بالصدفة، ويعني الإلحاد الرفض المطلق للإيمان بوجود الخالق، ويكون ذلك نتيجة لرغبة الفرد في العيش بدون قيود أو ضوابط ولإشباع كل شهواته وإرضاء كل غرائزه دون محاسبة أو قيود.
الإلحاد هو ظاهرة خطيرة تستهدف تفكيك قيم المجتمع المسلم لتحقيق الشهوات الشخصية والمتع الدنيوية، وللتعرف على المزيد حول الإلحاد يجب البقاء معنا في الموسوعة .
مقدمة عن الإلحاد
يعني مصطلح الإلحاد بشكل عام عدم الإيمان بوجود الإله وهو ترجمة للكلمة الإغريقية (atheos)، التي كانت تعني بشكل أساسي عدم الإيمان بالآلهة. وفي القرن الخامس قبل الميلاد، اتسع معنى الكلمة ليشمل الإنكار الكامل لفكرة الإله الخالق العظيم. ومنذ ذلك الحين، وجد الكثيرون صعوبة في تحديد معاني الإلحاد وتصنيفاته المختلفة:
- الإلحاد الموجب أو الإلحاد القوي يشير إلى نفي وجود الإله.
- يُعرف الإلحاد السالب أو الضعيف بأنه عدم الاعتقاد الكامل في وجود إله.
- الفرق بين الملحد السالب والملحد الموجب يكمن في أن الملحد الموجب ينفي وجود الله تمامًا، ولا يكتفي بذلك فقط، بل يستخدم نظريات فلسفية وعلمية لتثبت ذلك.
- يكتفي الملحد السالب بعدم اعتقاده بوجود الله فقط، نظرًا لعدم اقتناعه بالأدلة التي تقدمها المؤمنون عن وجود الله.
بحث عن ظاهرة الالحاد
- الإلحاد هو ظاهرة فلسفية شاذة تنكر وجود خالق للكون، وتدعو إلى العدمية، حيث تعتبر أن الطبيعة تكونت بنفسها دون وجود خالق مؤثر أو إله مهيمن .
- وكانت فكرة الإلحاد تستهدف التخلص من القيود التي تفرضها الديانات السماوية والمحظورات والمحرمات .
- يهدف الملحدون إلى إشباع شهواتهم وتحقيق طموحاتهم دون مساءلة أو حساب .
معلومات عن الإلحاد
أول الملاحدة الذين تم ذكرهم في التاريخ وتم تسجيل آرائهم وكتاباتهم الإلحادية هم من أصول يونانية:
- ثيودور الملحد: 320 ميلادية.
- ديوجين الكلبي: 412 ميلادية.
- كريستياس: 403-460 ميلادية.
- دياغوراس من ميلوس: 415-465 ميلادية.
مفهوم الإلحاد
تم تعريف العديد من المفاهيم والمعاني المتعلقة بالإلحاد في اللغة والاصطلاح، ومن بينها ما يلي:
- الإلحاد لغة: الإلحاد هو العدول عن الشيء والميل عن القصد، ويأتي من مصدر لحد، واللحد يعني الشق بجانب القبر، حيث يشير الإلحاد في اللغة إلى كل من ينحرف عن الحق والقصد، وحتى العرب قد وصفوا بالإلحاد كل من أظهر بدعةً، حتى لو كان مؤمنًا بالله ورسوله، كما أنهم وصفوا الزنادقة والكفار بالإلحاد حتى لو كانوا يتبعون أديانًا أو مذاهبًا أخرى.
- الإلحاد اصطلاحاً: الملحدية هي فلسفة تنفي وجود الخالق للكون، واشتق اسمها من اللغة الإغريقية (أثيوس atheos) والتي تعني بدون إله، وهناك تفرق بين الملحد والربوبي واللاأدري.
تعريف الإلحاد في اللغة والاصطلاح
الإلحاد في اللغة : هو الميل عن القصد والعدول عن الشيء.
في الاصطلاح :هو فلسفة تنكر وجود خالق للكون .
والشخص الملحد :هو الشخص الذي ينكر وجود الله بشكل عام، وينكر الدين بشكل خاص.
الفرق بين مصطلح الإلحاد وما يتشابه معه من مصطلحات
هناك بعض الاختلافات بين مصطلحات الفكر الإلحادي التي توضح العقيدة التي يتبعها الشخص بدقة ووضوح، مثل:
- الملحد: هو المنكر لوجود الإله والدين.
- ضد الدين Antitheist: هو شخص ملحد ويتبنى موقفًا عدائيًا تجاه المتدينين والدين والإله.
- المتشكك Skeptic: هو الشخص الذي يرى أن البراهين الواهية غير كافية ليقتنع، وفي نفس الوقت لا يستطيع تجاهلها.
- اللاأدري Agnostic: الإيمان بأن قضايا الغيب والألوهية لا يمكن إثباتها أو نفيها بحجة عدم مقدرة العقل على الإدراك.
- الربوي Diest: يؤمن بوجود الإله الذي خلق الكون، لكنه ينكر التواصل الإلهي مع البشر من خلال الديانات.
- اللاديني: يفضل العديد من الملاحدة إطلاق لقب “اللاديني” عليهم، على الرغم من أن مصطلح “اللاديني” يشير إلى أي شخص لا يؤمن بالدين وليس بالضرورة أن يكون منكراً للإله.
- العلماني Secularist: تعني العلمانية بشكل عام دعوة للعيش وفقًا للعقل والعلم المادي، والأخذ بالمصلحة دون اعتبار للدين، وفي الواقع، فإنها مصطلح سياسي لا يتعلق بالعقيدة الدينية للفرد، ومع ذلك، فهناك العديد من العلمانيين الذين ليسوا دينيين أو ملاحدة، وينتشرون بشكل كبير في المجتمع الغربي.
أنواع الإلحاد
توجد عدة أنواع أو درجات للإلحاد، وسوف نذكرها لكم فيما يلي
- الإلحاد العلمي : وهو عدم الاعتقاد بالمعتقدات الدينية نتيجة التمسك بالنظريات العلمية دون النظر إلى الأصول الدينية، مثل المؤيدين لنظرية داروين حول التطور والنشأة .
- الإلحاد الفلسفي : الإلحاد الناجم عن التطرف في الآراء بين طلاب العلوم الإنسانية .
- الإلحاد القوي : يعتنق الإلحاد هؤلاء الأفراد الذين ينكرون وجود خالق للكون وينفون الأدلة التي تثبت ذلك، ولا يكتفون بذلك بل يتجاوزونه إلى السب على الدين والمتدينين .
- الإلحاد الضعيف: ينكر أصحاب هذه الفكرة وجود خالق للكون، ولكنهم لا يشغلون أنفسهم بالدفاع عن فكرهم أو دحض الفكر الآخر .
- الإلحاد المطلق : الإلحاد هو إنكار وجود خالق للكون، بما في ذلك إنكار جميع الرسالات السماوية والكتب المقدسة التي تزعم وجوده .
- الإلحاد الجزئي : إنه نوع من أنواع الإلحاد الذي يعترف الملحد فيه بوجود خالق للكون، لكنه ينفي سيطرته وقدرته على مخلوقاته
- الإلحاد العابر : تمر هذه المرحلة المؤقتة ببعض المراهقين، وتنشأ السباب نتيجة تزعزع الرأي وتذبذب العقيدة، والتأثر بالآخرين.
- اللا قدرية والعدمية : هي حالة يصل فيها الإنسان إلى اليأس من عدالة السماء نتيجة الضغوط والأزمات الحياتية المتراكمة .
- الإلحاد الباعث على اليقين : تعتبر مرحلة الظن هي المرحلة التي يتم فيها البحث وجمع الأدلة والبراهين للوصول إلى مرحلة اليقين .
- الإلحاد الانتقامي : الإلحاد الذي ينشأ عن الكراهية لرمز معين من رموز الدين .
- الإلحاد التمردي : الإلحاد الذي ينشأ عن كراهية السياسات المتبعة في الدولة .
- الشيوعيين : هم فئة من الناس يريدون خلق الفوضى حولهم وتدمير كل القوانين التي تضع حدودًا وتلزم بالالتزام، وأهم تلك القوانين هو الدين .
- الهاربين من الدين : يشمل هؤلاء الأشخاص الذين يريدون تحقيق أغراضهم بغض النظر عن مدى حلالها أو حرمتها .
- المتشككين : هذا النوع من الأشخاص يشعرون بالشك تجاه حقيقة الكون دون أن يفصحوا عن ما يجول في دواخلهم أو يطرحوا الأسئلة التي تساعدهم على التخلص من الشك والوصول إلى اليقين .
أسباب ظهور الإلحاد
- النشأة في بيت لا يتبع تعاليم الإسلام .
- الوقوع تحت سيطرة ملحد خلال فترات ضعف الإنسان .
- يتم قراءة كتاب مراوغ عن الأديان بهدف دس المفاهيم الخاطئة .
- تنتصر الشيطان والغرائز البشرية على قلب الفرد .
- تنتشر الفضائيات والمفاهيم المغلوطة التي تحث على التحرر المطلق والتي تعتبر خاطئة .
- تنبع رغبة بعض الأشخاص في التحرر من قيود الدين من الرغبة في الحصول على المتع الدنيوية التي يحرمها الدين .
- يؤثر الإعلام بما يبثه من أفلام وبرامج على تهوين تأثير الإلحاد السيء والحقيقة المروعة له .
- تشير المواقع المشبوهة على الإنترنت التي تشجع على التحول إلى الإلحاد إلى أنها طريقة للتخلص من العبودية .
مظاهر الإلحاد
تختلف مظاهر الإلحاد حسب اختلاف أشكاله وألوانه، وتتضمن بعض المظاهر الأكثر شيوعًا ما يلي:
- الإلحاد الفلسفي: ينتشر عادة بين طلاب كليات العلوم الإنسانية والآداب.
- الفكر الإلحادي القوي: يعرف الملحدون الأصوليون بأنهم ينكرون وجود الإله ويروِّجون للأدلة التي تثبت اعتقادهم وفكرهم، ولا يتوقف هذا عند ذلك بل يهاجمون ويسبون الدين والمتدينين.
- الإلحاد العلمي: يتميز بالإلحاد المرتكز على نظرية دارون والمشيد على العلم.
- الفكر الإلحادي الضعيف: لم يتمكن أصحاب هذا الفكر من العثور على أدلة كافية لإقناعهم بوجود الإله، ولكنهم لم يقموا بنشر أفكارهم، بل يحتفظون بها لأنفسهم بدون إعلانها أو الاهتمام بالكشف عنها.
- الإلحاد الجزئي: يشير إلى الاعتراف بوجود الخالق الإله، ولكن ينكر سيطرته وتدخله في شؤون البشر.
- الإلحاد المطلق: الكفر يعني الإنكار للآلهة وما يتعلق بذلك من رسالات ورسل.
- الإلحاد العابر: يقتصر على فترة محددة من العمر، وعادة ما يحدث في المراهقة والشباب.
- العدمية واللاقدرية: هي مرحلة الكبير في العمر، حيث يشعر الإنسان بعدم الفائدة والإحباط.
- الإلحاد التمردي: يقصد به التمرد على السلطة في جميع أشكالها.
- الإلحاد الانتقامي: يتم توجيهه ضد رموز وممارسات دينية مرفوضة أو مكروهة.
- الهاربين من الدين: يجد الإلحاد في الإلحاد سبلًا للهروب من أسر الدين أو لإثبات هويتهم وغير ذلك من أغراض ومصالح أخرى.
- الشيوعيون: من يرغبون في تحويل المجتمعات إلى مستعمرات عاملة بجهد مرهق، وهو أمر صعب التحقيق بسبب وجود المعتقدات الدينية، لذلك فإنهم يحاربون الدين للقضاء عليه، حتى وإن استدعى ذلك استخدام القوة.
- الشكاكين: هم مجموعة من الأشخاص الذين يشككون في كل ما حولهم ويتمسكون بالصمت دون طرح شكوكهم للنقاش.
- الإلحاد في سبيل البحث عن اليقين.
دراسات عن الإلحاد
تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول الإلحاد، تغطي جميع الجوانب في العصور القديمة والحديثة، وفي الوطن العربي الإسلامي والمجتمعات الإغريقية، وسنلخص من تلك الدراسات أهم ما ورد من مقولات المؤرخين والفلاسفة حول الإلحاد:
- يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: (تم العثور في التاريخ على مدن لا تحتوي على حصون أو قصور أو مدارس، ولكن لم يتم العثور على أية مدن بدون معابد).
- يقول ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة م1 ص 99: (وما زال الاعتقاد القديم بأن الدين هو ظاهرة تمتد لجميع البشر، اعتقاد صحيح وفقًا للفيلسوف، وهو حقيقة من الحقائق التاريخية والنفسية).
- عندما سأله صحفي أمريكي في عام 1987 عن موقفه من الملحدين الأمريكيين وهل يمكن اعتبارهم مواطنين ومحبين للوطن، قال جورج بوش الأب: “لا أعرف إذا كان من الممكن اعتبار الملحدين مواطنين أو حتى اعتبارهم محبين للوطن، فهذه أمة موحدة تحت راية الله.
- يرى جون لوك، مؤسس الدولة المدنية، في رسالته عن التسامح (ص57) أن الملحد غير مقبول في المجتمع المدني، ويستند ذلك إلى مقولته “لا يمكن التسامح مطلقًا مع الذين ينكرون وجود الله، فوعد الوفاء والعهد والقسم، الذين يشكلون روابط المجتمع البشري، لا يمتلكون قيمة بالنسبة للملحدين، حيث يؤدي إنكار وجود الله، حتى لو كان في الفكر فقط، إلى تفكك كل الأشياء.
كتب عن الإلحاد
تم طرح العديد من الكتب التي تناولت مسألة الإلحاد من جميع الزوايا والجوانب، ويمكن لمن يريد البحث في هذا الموضوع الاطلاع عليها، ومن بين هذه الكتب:
- الإلحاد يسمم كل شيئ: هو كتاب مفيد للغاية حيث يضبط أوليات الشخص العقلية ومسلماته البديهية، ثم ينقله إلى أدلة الإيمان مارًا به على صراط يبصر في آخره ما يثبت مغالطات الإلحاد، ويمكنكم تحميل الكتاب والاطلاع عليه من هنا.
- دلائل الربوبية: هو كتاب مختصر ونافع في التعريف بأهمّ أدلة وجود الله، وما يتعلق بتوحيد الربوبية من مسائل ونقد الإلحاد، ومن أبرز مميزات ذلك الكتاب وضوح منهجيته في تقديم الموضوعات والمسائل، وأسلوبه السهل الواضح ويمكن تحميل الكتاب من خلال الرابط التالي.
- فمن خلق الله: يجيب الكتاب على أسئلة كثيرة، منها (ما هي شبهة فمن خلق الله)، (ما علاقة خلق الزمان بصدق الشبهة)، (كيف حرّف أئمة الإلحاد الشبهة)، (هل نظرية الانفجار العظيم هي الدليل الوحيد على أنّ للكون بداية) وغيرها من الموضوعات والمسائل الهامة التي أحياناً ما تدور في الأذهان، ويمكن من خلال ذلك الرابط الاطلاع على الكتاب وتحميله.
مواضع ذكر الإلحاد في القرآن
ورد ذكر الإلحاد بالقرآن الكريم في العديد من المواضع ومنها:
- الجاثية الآية 24: وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ۚ وما لهم بذٰلك من علم ۖ إن هم إلا يظنون.
- الأعراف الآية 180: ولله الأسماء الحسنى، فادعوه بها، وذروا الذين يلحدون في أسمائه ۚ سيجزون ما كانوا يعملون” (سورة الأعراف الآية 180)).
- سورة النحل الآية 103: ولقد نعلم أنهم يقولون إن ما يعلمه بشر ۗ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهٰذا لسان عربي مبين.
- سورة فصلت الآية 40: في قوله تعالى: `(إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا، أفمن يلقىٰ في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة، اعملوا ما شئتم، إنه بما تعملون بصير)`.
خاتمة بحث عن ظاهرة الالحاد
وفي نهاية مقالنا اليوم المعنون بـ `بحث عن ظاهرة الإلحاد`، نحاول تلخيص الأفكار الرئيسية للملحدين، التي ترتكز معتقداتهم عليها، والتي تقوم على فكرة أن الإنسان ليس له قيمة ولا يمتلك أي معنى في هذا الوجود العشوائي، وأن حياته لا قيمة لها ولا معنى، إذ إنها مجرد تجمع للذرات العشوائية التي ستتفكك دون مغزى بعد وفاته. وبالتالي، فليس للحياة أي قيمة أو معنى.