بحث عن حرف ومهن الانبياء

مقدمة بحث عن حرف ومهن الأنبياء

هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ

سورة هود: 61

لا يخصص الله أي مهنة لأي شخص من عباده، بل خلق جميع البشر للعمل وتعمير الأرض، ولا يمكن بناء الأرض إلا بالعمل.

في الإسلام، يشمل مفهوم العمل ليس فقط العاملين العاديين، بل يشمل أيضًا الأنبياء والرسل الذين عملوا في مهن مختلفة لتحقيق المنفعة لأنفسهم ولجماعاتهم، وسوف نعرض المهن التي عمل بها الأنبياء والرسل في الموضوع التالي

مهنة سيدنا نوح عليه السلام

نوح عليه السلام هو نبي الله ورسوله من أولي العزم، وهم الأنبياء الذين يتمتعون بدرجات أرفع وأفضل من غيرهم. ويعتبر سيدنا نوح عليه السلام الأب الثاني للبشرية، وذُكر اسمه في العديد من المواضع في القرآن الكريم والتي أوضحت نسبه الذي يعود إلى نبي الله إدريس.

• عمل النبي داود مثل غيره من الأنبياء في رعاية الأغنام، ولكنها لم تكن مهنته الأساسية.
• اختار الله لنوح حرفة النجارة وأتقنها بشدة، إذ قام بصنع السفينة بأمر من الله عز وجل.
• كانت تلك السفينة هي الوسيلة الوحيدة للنجاة من الغرق في الطوفان والبدء في حياة جديدة.
• كانت السفينة التي صنعها سيدنا نوح عليه السلام من أكبر السفن في ذلك العصر بأمر من الله، حيث قال الله تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ).
• كان قوم نوح يسخرون منه عندما مروا به ورأوه يصنع السفينة في مكان لا يوجد به ماء.
• ولكن عندما يأتي الوقت ويأتي الطوفان ويحمل معه في السفينة التي صنعها من كل زوجين اثنين ومن كل مؤمن معه، حتى ينجو من الطوفان الذي غمر الظالمين.

 مهنة سيدنا موسى عليه السلام

وُلد سيدنا موسى عليه السلام في زمن أمر فيه فرعون بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل، ولذلك قررت أمه إخفاء حملها عن الناس، وأوحى الله لها أن ترضعه وتضعه في تابوت وتلقيه في النهر، وأن الله سيعيده إليها ويجعل له مكاناً وشأناً.

• وصل هذا التابوت إلى قصر فرعون، وطلبت زوجته منه عدم قتل الطفل عسى أن يكون خيراً لهم.
• جعل الله أحد أكثر الرسل عزمًا وصبرًا الذين تحملوا أذى قومهم وصبروا حتى نشروا دعوة الإسلام.
• كان سيدنا موسى يعمل في مهنة رعاية الأغنام بعد هروبه من فرعون وقومه، وتم ذكر ذلك في قوله تعالى: “قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى” (سورة طه: 18).
• سيدنا موسى عليه السلام عمل في رعاية الأغنام لمدة عشر سنوات عند رجل صالح حتى يتم دفع مهر ابنته التي تزوجها، وقال الله تعالى: “قال إني أريد أن أتزوج إحدى ابنتي هاتين مقابل أن تخدمني ثماني سنين، فإذا أكملت عشر سنين، فذلك من عندك، ولا أريد أن أصعب عليك، ستجدني إن شاء الله من الصالحين” (سورة القصص: 27)

مهنة سيدنا إدريس عليه السلام

كان النبي إدريس عليه السلام يعمل كخياط، وكان أول من قطع الثياب وخيطها وصنع الملابس من الصوف وحيكها بالإبرة.

• كانت مهنة الخياطة التي عمل فيها سيدنا إدريس وراثة من والده.
• ومن الجدير بالذكر أن نبي الله إدريس عليه السلام ذكر اسمه في جميع الكتب السماوية.
• يعود نسب هذا الشخص إلى النبي شيث، وهم من بين أقرب الأنبياء إلى سيدنا آدم عليه السلام، واشتُهروا بعلمهم الواسع.
• سيدنا إدريس أنجز العديد من الأعمال خلال حياته، منها أنه كان أول من استخدم القلم وأظهر الكثير من المعرفة بالكتب السماوية وعلمها لقومه.
• كتب العديد من الصحف.
• هو أول من ابتكر أدوات الكتابة واستخدمها.

مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام

عمل سيدنا إبراهيم عليه السلام في مهنة الزراعة وهو في سن الصبا، قبل أن يبلغ بالرسالة من الله.

• كان والدُه يعمل في مهنة صناعة الأصنام من الأخشاب ونحت الحجارة، ومن ثم يقوم بإعطائها لإبراهيم ليبيعها.
• عندما كان يأخذ الأصنام لبيعها، كان يتجول في السوق ويقوم من يشتري، وكان يتجنب شراء الأصنام من البائع الذي لا يعرف عنه شيئًا.
• يجب الإشارة إلى أن مهنة بيع الأصنام لم تكن مهنته، بل كان يساعد والده وينفذ أوامره.
• وعندما كبر سيدنا إبراهيم وتزوج وأنجب ولده إسماعيل، أمره الله عز وجل ببناء الكعبة الشريفة، وهي أول بيت وضع على الأرض للناس، وقد قال الله تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي في بكة مبارك، وهدى للعالمين” (سورة البقرة: 96).

مهنة سيدنا داوود عليه السلام

عمل نبي الله داوود في الحدادة، قال الله تعالى:ولقد منحنا داود منا فضلا، يا جبال أوبي معه والطير، وألنا له الحديد. (سورة سبأ: 10)

• جعل الله عز وجل المعدن الحديد ناعمًا بين يديه ليستطيع شكله وتصنيع أشياء مفيدة للناس.
• أهداه الله بالقدرة على تصنيع الدروع وأصبح ماهرا فيها وجعلها مهنته. قال الله تعالى: `وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد ۖ واعملوا صالحا ۖ إني بما تعملون بصير` (سورة سبأ: 11)
• من لم يأكل طعاما خير له من أن يأكل من عمل يده، ونبي الله داود كان يأكل من عمل يده” (رواه البخاري).

مهنة سيدنا إلياس عليه السلام

عمل سيدنا إلياس عليه السلام في مهنة غزل النسيج والصناعات اليدوية الأخرى، وقد أرسل دعوة إلى بني إسرائيل في الوقت الذي كانوا فيه مشغولين بجمع الأموال وعشق الثراء.

لذلك قام الله بمنح نبيه إلياس العديد من المعجزات الحسية ليؤمن الناس بدعوته، وعلى الرغم من عرضه لجميع المعجزات الحسية، إلا أن الناس رفضوه وخططوا لقتله.

مهنة سيدنا داود عليه السلام

كان سيدنا داود حدادًا ماهرًا واشتهر ببراعته في عمله، حيث كان يصنع السيوف والدروع التي تفيد المحاربين في الحرب، وابتكر طريقة جديدة في صنعها لتكون خفيفة على يد المحارب وفي الوقت نفسه ليست ثقيلة، وذكر الله تعالى في كتابه العزيز ذلك

قال الله تعالى في القرآن الكريم “اعملوا صالحًا وقدر في السرد وأويبوا مع داوود الجبال والطيور، ولقد منَّ عليه بفضل منَّا بأن عرَّفه بالحديد ليسهل عليه تشكيله، وهذا من فضل الله ورحمته .

مهنة سيدنا صالح عليه السلام

عمل سيدنا صالح عليه السلام في تربية الإبل وتجارتها بعد ذبحها واستخراج الحليب منها، وأرسل الله عز وجل نبيه صالح عليه السلام إلى قبيلة ثمود وهي قبيلة عربية، والتي كانت تعيش في الحجر الذي يوجد بين الحجاز وتبوك.

كان قوم ثمود يعبدون الأصنام ولم يؤمنوا بالله عز وجل، وعندما دعاهم سيدنا صالح لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، رفضوا ذلك بشدة واتهموه بالجنون والسحر.

مهنة سيدنا هارون عليه السلام

كان سيدنا هارون عليه السلام وزيرًا لأخيه موسى عليه السلام، حيث طلب سيدنا موسى من الله عز وجل أن يكون أخيه عونًا له حتى يفهم قومه كلامه، وقال الله تعالى: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِ

مهنة سيدنا عيسى عليه السلام

قام سيدنا عيسى عليه السلام بالعمل في مجال الطب وعلاج المرضى، وقد قال الله تعالى: “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ” (سورة آل عمران: 49)

يُشارُ إلى أن الله عز وجل وهب سيدنا عيسى عليه السلام العديد من المعجزات، مثل إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وكذلك إخبار الناس بما يدخرون وما يأكلون من طعام في بيوتهم.

قال الله تعالى: وأنا رسول لبني إسرائيل، أبشركم بآية من ربكم، فإني أخلق لكم شكل الطير من الطين، ثم أنفخ فيه فيصبح طيرا بإذن الله. وأنا أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأخبركم بما تأكلون وتدخرون في بيوتكم. إن في ذلك لآية لكم، إذا كنتم مؤمنين” (سورة آل عمران: 49)

مهنة سيدنا لقمان عليه السلام

سمي سيدنا لقمان عليه السلام بالحكيم، لأنه مشهور بالحكمة، وقد قال الله تعالى: “ولقد آتينا لقمان الحكمة” (سورة لقمان: 12)

كان يعمل في مجال الطب وعلاج المرضى، وحصل على كمية كبيرة من العلم والحكمة من الله.

مهنة سيدنا يوسف عليه السلام

لم يعيش سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، حيث تم إلقاؤهم له في البئر وانتظروا سيارة ليأخذوه، وعانى يوسف الكثير في حياته لكن الله أكرمه ورفع مكانته بين الناس، وبعد سنوات عديدة جمع الله بين يوسف وأهله، عندما عمل وزيرًا للمالية في مصر، وأصبح مسؤولًا عن خزائن الأرض.

مهنة سيدنا يونس عليه السلام

كان سيدنا يونس عليه السلام صيادًا للأسماك، وأُطلق عليه اسم ذي النون أو صاحب الحوت، حيث عاش لفترة من الزمن داخل بطن الحوت، وخرج بعد أن استجاب الله لدعائه.

مهنة سيدنا لوط عليه السلام

كان سيدنا لوط، عليه السلام، من الرحالة، وكان يعمل ضمن المؤخرين، وهو ابن شقيق سيدنا إبراهيم، عليه السلام، ويسكن في العراق، وآمن برسالة سيدنا إبراهيم.

مهنة سيدنا سليمان عليه السلام

ورث سيدنا سليمان عليه السلام الحكمة والملك من أبيه سيدنا داوود، وكان موهوبًا بذكائه الشديد وحسن تدبير الأمور. كما استخدم الخوص في صناعة السلة، وكان أول من استخدم النحاس، ومنحه الله العديد من القدرات مثل التحدث إلى الحيوانات وفهم لغتها.

 مهنة سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام

كان خير خلق الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يعمل في حرفتين قبل البعثة، فكان يرعى الأغنام ويتاجر، وقد بدأ في الرعي منذ الصغر، حيث كان عمره ثمانية أعوام، وظل راعياً حتى سن الخامسة عشر، ثم اتجه للتجارة مثل باقي أهل مكة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط

ما الحكمة في رعي الأنبياء للغنم

تأتي العديد من العبر والحكم من تربية الأنبياء للأغنام، ويشمل ذلك ما يلي:

• التأمل والتفكر: تحتاج مهنة رعي الأغنام إلى مناطق واسعة وخالية من أي شيء ولا يوجد بها إلا الأغنام، وهذا يساعد على التأمل والتفكر.
• القدرة على تقدير الأمور: يتطلب رعاية الأغنام البحث عن مكان مناسب لرعيها وهذا يساعدهم على التفكير والتخطيط السليم.
• تحمل المسؤولية: تعتبر الرعاية والعناية بالأغنام من الأمور الهامة التي يمكن من خلالها اختبار تحمل الشخص للمسؤولية، ويخبرهم الله إذا كانوا مسؤولين عن أمور شعوبهم أم لا.
• التدريب على تأمين الحماية: تحتاج الأغنام إلى الحماية من أي هجوم خارجي من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى.
• تعلم الصبر: يُعَدّ الصبر من أهم الصفات التي يمكن للأنبياء اكتسابها من خلال ممارستهم لحرفة رعي الغنم، حيث يواجهون أقوامًا عنيدة لا تستجيب بسهولة لدعوتهم، مما يتطلب صبرًا كبيرًا.

خاتمة بحث عن حرف ومهن الأنبياء

في الختام، يجب على كل فرد أن يعمل ويسعى في مهنة مفيدة، فقد خُلِقْنَا لنعمر الأرض وليس لندمِّرها، وهذا هو ما أمرنا به الله عز وجل.

أسئلة شائعة