الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن جمع القرآن الكريم

quran 14 1 1 | موسوعة الشرق الأوسط

يتناول هذا المقال بحثًا عن جمع القرآن الكريم، الذي يعتبر كتاب الله الذي نزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يُعَبَّد بتلاوته ويتم نقله إلينا بالتواتر، ويبدأ بالفاتحة وينتهي بالناس. ويُعَدّ القرآن الكريم من أكبر معجزات الرسول، ولم يكن جمع القرآن الكريم على هذا النحو عندما نزل، بل احتاج إلى جهود شاقة حتى تم جمعه في كتاب واحد. وفي هذا المقال سنتعرف على رحلة جمع القرآن الكريم.

جدول المحتويات

القرآن الكريم:

  • القرآن الكريم هو قول عربي فصيح، وعندما أنزل القرآن كان أكثر فصاحة وبلاغة وبيانًا من العرب، وعجز العرب عن مجابهته وإيجاد مثله، كما يحتوي على تشريع دقيق يناسب جميع الأزمان والأماكن. وقد تحدى النبي محمد العرب أن يأتوا بمثله ولو بسورة واحدة منه، فقد قال الله تعالى: “قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا.” وقد أُنزل القرآن الكريم على النبي محمد من خلال جبريل عليه السلام، ثم نقل إلينا من خلال التواتر.

أسباب جمع القرآن الكريم:

  • بدأت عهد خلافة سيدنا أبو بكر الصديق منذ عام 11 هـ واستمرت حتى عام 13 هـ، وقد تم مبايعة سيدنا أبو بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وعندما تولى الخلافة، حدثت أحداث كبيرة منها حرب الردة وموقعة اليمامة التي استشهد فيها عدد كبير من الصحابة ومن بينهم أكثر من سبعين صحابيًا حفظة للقرآن. خاف الصحابة على القرآن، وبالتالي اقترح سيدنا عمر بن الخطاب على أبي بكر جمع القرآن خوفًا من ضياعه بسبب مقتل القراء ووفاة حفظة القرآن. في البداية، تردد أبو بكر في قبول الاقتراح لأنه لم يكن هذا مطابقًا لعهد النبي، ولكن الله فتح قلبه وأيد هذا القرار، وبالتالي كان أبو بكر الصديق أول من جمع القرآن بين اللوحين.
  • يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” – يا أيها المؤمنون، إذا جاءكم شخص فاسق يبلغكم بخبر، فتحققوا من صحته لئلا تصيبوا شخصا آخر بالخطأ وتندموا على ما فعلتم.

بحث عن جمع القرآن الكريم :

المرحلة الأولى:

  • المرحلة الأولى لجمع القرآن كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث جمع القرآن بطريقتين: الأولى كان جمع القرآن في صدور الصحابة، حيث حفظ العديد من الصحابة القرآن، والثانية كانت كتابة القرآن بأمر من النبي على النخل والرقاع والحجارة الرقيقة والجلد والعظم، ثم تم وضعها في بيت الرسول. وانتهى عهد النبوة ولم يتم جمع القرآن في مصحف واحد، بل بقي متفرقًا.

المرحلة الثانية:

  • المرحلة الثانية في جمع القرآن كانت في عهد أبي بكر الصديق، حيث استشهد العديد من الصحابة الذين كانوا حفظة للقرآن في موقعة اليمامة. فعمر رضي الله عنه اقترح على أبي بكر جمع القرآن في موضع واحد، وفي أعقاب ذلك، أمر أبو بكر زيد بن ثابت بجمع القرآن. وقام زيد بتتبع القرآن من صدور الرجال واللخاف والعسب حتى جمعه في صحف. وقد جمع أبو بكر القرآن خوفًا من أن يضيع شيء منه باستشهاد حفظته، لأنه لم يكن مجموعًا في موضع واحد. وقال علي بن أبي طالب إن أعظم الناس أجرًا في المصاحف هو أبو بكر، لأنه كان أول من جمع القرآن بين لوحين.

المرحلة الثالثة:

  • في عهد سيدنا عثمان بن عفان، تمت المرحلة الثالثة حيث كان الصحابة يقرؤون القرآن بسبعة أحرف كما علمهم الرسول، ولكن حدث اختلاف بين القراء في عهد عثمان بن عفان بسبب اتساع رقعة الإسلام وانضمام العديد من الناس إلى الدين، لذلك كتب الناس من الأمصار إلى عثمان يطالبونه بجمع كلمة الناس وتدارك الأمر قبل تفاقمه. وعندما جاء حذيفة بن اليمان ليطلب ذلك، قام عثمان بجمع القرآن من المهاجرين والأنصار وشاورهم في مسألة جمع القرآن على حرف واحد لينتهي الخلاف ويتوحد الكلمة، ووافقوا على رأيه ورأوا أن ذلك هو الأفضل للقرآن. ثم أرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر ليطلب منها إرسال الصحف ليتم نسخها في المصحف، وعندما وصلت الصحف إليه، أمر زيد بن ثابت والرهط القرشيين الثلاثة بنسخها في المصاحف.

المكلفون بجمع القرآن الكريم:

  • عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي، اختار أن يكتبه خلفاءه الأربعة، وهم: زيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد، وأبي بن كعب، وثابت بن قيس.
  • في عهد سيدنا أبي بكر الصديق، تم اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن، حيث بعث الصديق إليه بعد مقتل حفظة القرآن في موقعة اليمامة، وأخبره بأنه يخشى من تحريف القرآن في المواطن، ويرى ضرورة جمعه، فأجاب زيد بن ثابت بأنه لو كلفوه بنقل جبل من الجبال لما كان أثقل عليه من جمع القرآن.
  • في عهد سيدنا عثمان بن عفان، تم جلب الصحف من عند حفصة بنت عمر، وأمر زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بنسخها في المصاحف، وأمرهم بكتابتها بلسان قريش لأن القرآن نزل بلسانهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى