أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

بحث عن القاضي اياس حياته وعزله

بحث عن القاضي اياس | موسوعة الشرق الأوسط

نتحدث اليوم عن القاضي إياس وهو واحد من أهم قضاة الإسلام الذين ساهموا في تحقيق العدل وإعادة الحقوق إلى أصحابها بأسرع وقت ممكن، كما كان يتمتع بالفراسة والذكاء الكبيرين، واشتهر أيضاً بتواضعه الشديد وبره لوالديه، وسنتعرف من خلال المقال التالي على حياة القاضي إياس وتوليه القضاء.

جدول المحتويات

بحث عن القاضي اياس حياته وعزله

حياة القاضي إياس

إياس بن معاوية بن قرة بن المزني هو شخصيةٌ وُلدت بعد مرور 46 عامًا على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في منطقة اليمامة بنجد. انتقل إلى البصرة مع أسرته حيث تلقى تعليمه على يد والده معاوية الذي حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، كما شرح له العديد من الأحاديث النبوية. ظهرت عليه علامات النبوغ والذكاء منذ صغره.

في سن صغير، تم إرسال إياس إلى أحد رجال أهل الذمة المشهورين بالكفاءة، حتى يتعلم أخبار العجم وأيامهم. ومن أهم الأمثلة التي ثبتت استخدامه للدليل والحجة في الإقناع وإعلاء الحق، عندما سمع يهودي يقول: “ما أحمق المسلمين”، كما يدعون أن أهل الجنة يأكلون ولا يتحدثون. فقال لهم إياس: “أفكل ما تأكله تتحدث به؟.”، فقال اليهودي: “لا، لأن الله تعالى يجعل بعضه غذاء”، فرد عليه إياس: “فلماذا تنكرون أن الأدلة التي تعالى يجعل كل ما يأكله أهل الجنة كغذاء؟.”، فبهت الذين كفروا.

كما ساعدته فراسته في تعلم تفسير الأحلام على يد أشهر علماء البصرة وهم الإمام محمد بن سيرين والحسن البصري، واشتهر إياس بدقة رؤياه، حيث قال في السنة 122 هجرية: `رأيت في المنام وكأنني وأبي على فرسين نجري ولم أسبقه ولم يسبقني، وعاش أبي ستين وسبعة سنين وأنا فيها، فعندما كانت آخر لياليه وقال: `أتدرون أي ليلة هذه؟ ليلة استكمال عمر أبي`، ثم توفي بعد ذلك في نفس العام.

تولي إياس القضاء

بدأ إياس مهنته في القضاء عندما أرسل الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد ولاة مدينة البصرة، عدي بن أرطاة، وطلب منه إجراء اختبار للقاسم بن ربيعة الحرشي وإياس بن معاوية لتعيين أحدهما كقاضي. وهذه الطريقة كانت تستخدمها الإسلامية في ذلك الوقت لتعيين القضاة في الولايات المختلفة. تمكن إياس من اجتياز الاختبار وتم تعيينه في المنصب، وبدا مهمته بالبكاء لإحساسه بضخامة المسؤولية وأهمية الأمانة التي وضعت بين يديه.

تبع إياس منهجًا خلال حكمه يعتمد على فهم الواقع والاستعانة بالأدلة المتعددة، وكان يقول دائمًا إن القضاء هو نوع من الفهم، وذلك حين طلب منه أحد الرجال أن يعلمه القضاء. فأجاب القاضي بأنه لا يتعلم بل يُفهم، وهذه هي الهبة التي منحها الله تعالى لإياس، مما جعل الإمام ابن القيم يثني عليه.

كانت إحدى أهم نصائح إياس بخصوص القضاء هي “تجنب متابعة كلام الناس، وتمسك بما تعرفه من المعرفة القانونية”، فقد اعتبر إياس أن القاضي لا يجب أن يتأثر بأقوال الناس والشائعات التي يروجونها بشأن القضايا التي يتعاملون معها. وكان إياس يتمسك بشهادات الشهود التي يثق بها، ويستخدمها في قراراته، بينما لا يعتمد على شهادات الأشخاص الذين لا يثق بهم، ولا يهتم بمنصبهم حتى لو كانوا حاكمين أو ولاة. وصف إياس بأنه كان صاحب الأحكام الماضية، حيث كانت حكمه تهتم بلغة العصر وأسلوبه، مما جعلها مبادئ تعتمد عليها القضاة بعده.

مؤامرة عزله

قام عدي بن أرطاة والي البصرة بمؤامرة لعزل القاضي إياس بعد أن قام بإعادة زوجة أحد رعاياه، المهلب بن القاسم الهلالي، وقضى إياس بطلاقها، وعندما علم إياس بالمؤامرة، هرب إلى ولاية واسط بالعراق لأنه لم يتمكن من تحقيق العدل في البصرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى