الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن الانبياء

Balaam and the Angel1 | موسوعة الشرق الأوسط

أرسل الله -عز وجل- الأنبياء والرسل إلى البشرية لأداء مهام سامية، ولذلك تقدم الموسوعة بحثًا عن الأنبياء للتعرف على تلك المهام، فالأنبياء هم وكلاء الله -تعالى- في أرضه، أرسلهم الله -عز وجل- لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما يعبدون، وتبشير الطائعين العابدين له بنعيمٍ دائمٍ وجنةٍ عرضُها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتَّقين، وتحذير الكافرين والجاحدين لهؤلاء الأنبياء بسوء المنقلب وسوء العاقبة والنار اللا تنتهي. لذا، يتعين على كل شخص اختيار الطريق الذي يريده: إما نعيمٌ دائمٌ في الجنة، أو عذابٌ دائمٌ في النار. وأرسل الله -عز وجل- كل نبي بمعجزة توضح أنه مُرسلٌ من عند الله -عز وجل- وأنه مؤيدٌ من قِبله، ولا يوجد تأييد أفضل وأعظم من تأييد الله لعباده، وما بالك لو كان التأييد لمن فُضِّلوا على الناس أجمعين.

جدول المحتويات

بحث عن الانبياء

أولوا العزم من الرسل

ينتمي أولوا العزم من الرسل إلى خمسة رسل صبروا وتحملوا إيذاء أقوامهم بشكل شديد، فسُمِّوا بأولوا العزم. صبروا ولم يرتدوا عن تبليغ رسالة الله عز وجل، وصبروا بصبر لا يتحمله أحد، من أجل نشر رسالة الله وتبليغها. وهؤلاء الرسل هم: موسى، عيسى، نوح، محمد، إبراهيم. وقد أيدهم الله -تعالى- بالمعجزات التي تفوق ما برعوا فيه، وسنتحدث عن بعض الأنبياء وإنجازاتهم وما برعوا فيه، بالإضافة إلى ما برعت به أقوامهم.

موسى عليه السلام

أرسلَ الله عز وجل سيدنا موسى -عليه السلام- إلى قومٍ يجيدون السحر، وكانت حِرفتهم الأساسية هي السحر. وأرسل الله موسى بمعجزة السحر أيضًا، حتى تكون المعجزة من نوعية ما يتقنونه، ويكون الإقناع أسهل وأقوى في هذه الحالة. وقد بُعث موسى -عليه السلام- في عهد فرعون الذي يدّعي الألوهية. وعندما ادَّعى موسى السحر وأنه سيُبطل سحرهم ويهزمهم، أمر فرعون السحرة بالتجمع، حتى يرى الناس من سيفوز؛ هل السحرة التابعون لفرعون أم موسى -عليه السلام-؟

اجتمع الناس، والتقى الجمعان، وقال موسى لسحرة فرعون: ألقوا ما أنتم مُلقون؛ فألقى سحرة فرعون الحبال والعِصِي التي يستخدمونها في السحر، وفراوغ ذلك فكر الناس، وظنوا أنها سحر، ولكن الله عز وجل أنار بصيرة موسى عليه السلام، ورأى الحقيقة كما هي، وجاء دور موسى عليه السلام في الرمي، فلما رمى عصاه ظهرت ثعبانًا ضخمًا كبيرًا، وعندما ظهر تلك الثعبان أكلت كل السحر الذي فعله هؤلاء السحرة.

ومن شدة وهول هذا الموقف، السحرة الذين يعبُدون فرعون، ويقولون: أنت ربنا الأعلى؛ خرُّوا ساجدين ليعلموا أن هذا ليس مجرد سحرًا، بل هو برهان ودليل على قوة هذا الرجل، وأنه مدعوم بشيء لا يوجد مثيل له بين البشر، وهو شيء لا يمكن للعقل أن يفهمه، وذهل الحضور وقالوا: آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون.

إبراهيم عليه السلام

ظهر سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في عهد رجل يدعى النمرود، وفي يوم من الأيام، تقدم إليه إبليس – عليه لعنة الله – وقال له: `أترغب في أن تحكم هذا العالم بأكمله؟` فسأله إبراهيم: `من أنت؟` فأجاب إبليس: `أنا إبليس`. فقال له إبراهيم: `نعم، أرغب في أن أحكم هذا العالم بأكمله`. فأوصى إبليس إبراهيم أن يقتل أبوه الذي كان يحكم مملكتهم، فقتل النمرود والده. ثم استخدم إبليس الجن لخدمة النمرود وأصبح يحكم بجيش لا يمكن أحد منعه. فسيطر النمرود على عالمه بقوته، وأجبر الناس على عبادته وادعى ألوهيته.

فأرسل الله عز وجل سيدنا إبراهيم لهؤلاء الناس، ليعبدوا الله وحده لا شريك له، ويتركوا عبادة النمرود، وكان النمرود يطلب من رعيته في الغالب أن يخبروه: من هو ربكم؟ فكانوا يجيبون: النمرود، ولكن حين أتى دور سيدنا إبراهيم، سأله النمرود: من هو ربك؟ فأجاب إبراهيم: ربي وربكم الله، ففزع النمرود من هذه الإجابة التي لم يستطع أحد قولها، فأمر جنوده بالقبض عليه وإلقائه في النار، فأخذت الجنود إبراهيم وألقيته في النار.

جاءت العناية الإلهية من فوق سبع سماوات، وأمر الله عز وجل النار بأن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فلم تحرقه بعناية وقدرة الله عز وجل. وبسبب ذلك زاد فزع النمرود، وتعجب الناس جميعًا، وعلموا أن هذا الرجل يحمل في جُعبته شيئًا غريبًا لا تحتويه قدرة بشر، لأنه فوق قدراتهم وطاقاتهم. وأراد النمرود أن يقنع الناس بألوهيته بعد هذا الموقف المحرج الذي أوقعه فيه، فاستدعى إبراهيم، وتفرج الناس جميعًا لمعرفة ماذا سيحدث. فقال النمرود: سأثبت لكم جميعًا ألوهيتي وقدرتي على الموت والحياة، فأمر برجلين، فقتل أحدهما وأطلق سراح الآخر. ثم قال للناس: أنا أحيي وأميت، فبقدرتي قتلت هذا الرجل، وبقدرتي أيضًا أطلقت سراح الآخر. فجاء رد إبراهيم عليه السلام عليهما كالصاعقة، وقال: إن كنت إلهًا حقًّا فإن ربي وربك يأتي بالشمس من المشرق إلى المغرب، فأتِ بها أنت من المغرب. فبهت الذي كفر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى