الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث حول الحج وأركانه

الحج1 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا البحث، سنتحدث عن الحج وأركانه، حيث يأتي كل عامٍ في شهر ذي الحجة حُجاج مسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج، وهم يرتدون الأحرام ويحملون في قلوبهم فرحةً كبيرة وهم يتوجهون للقاء رب العالمين في بيته الحرام. وتجد معهم أطفالًا صغارًا، يرتدون ملابس بيضاء ناصعة ويتبعون والديهم للقيام بهذه الرحلة الدينية الهامة. ويشعرون بالسعادة والفرحة الكبيرة بالتوجه إلى الحرم المكي، ويتمنون العودة بأرواح بيضاء بلا ذنوب، وهم يستعدون لأداء الأركان الأساسية للحج. وباقتراب موسم الحج لهذا العام، وعيد الأضحى المبارك، نتمنى لقرائنا الأعزاء النعمة الكاملة والصحة والرخاء. وفي هذا المقال، سنقدم لكم بحثًا حول الحج وأركانه، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم زيارة بيته الحرام قريبًا .

جدول المحتويات

بحث حول الحج وأركانه

حُكم الحج في الإسلام

الحج هو من الأركان الخمسة التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وقد ذكر ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. فقد قال محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وإقامِة الصلاةِ، وإيتَاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لمن استطاع إليه سبيلاً.” ومن آيات رحمة رب العالمين بنا فرضه تعالى على المسلمين حج بيته الحرام، ليعطيهم فرصة متجددة كل عام ليغفر لهم ذنوبهم، ويطهرهم من أخطائهم، ويمنحهم القدرة على مواصلة عيش الحياة في سلام وطمأنينة.

وقد توافقت الآراء على أن الحج فرض عين على كل مسلم قادر بالغ مستطيع، وجاء ذلك في قوله تعالى: `…وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ` صدق الله العظيم .

ومن أهمية فضيلة الحج ومنزلته كعباده عند رب العالمين فقد أنزل الله تعالي سورة قرآنيه باسم “الحج” وقد قال تعالي:(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).

أركان الحج

يتضمن الحج في الإسلام أركان ومناسك يجب تنفيذها وفقًا للنقاط التالية :

  • الإحرام

النية والقصد هما المهمان الرئيسيان لأداء فريضة الحج، حيث يجب على الإنسان تحديد نيته المسبقة والصادقة للتوبة والرجوع إلى الله، وإذا لم يعقد النية المسبقة الصادقة، فإن حجته لم تتم ويمكن الإستناد على حديث الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.” وكما قال الصحابي ابن المنذر: “وأجمعوا على أنه إن أراد أن يهل بحجٍ فأهل بعمرة، أو أراد أن يهل بعمرة فلبّى بحجّ، أن اللازم له ما عقد عليه قلبه، لا ما نطق به لسانه”، لذلك فالنية هي الأساس المهم في فريضة الحج .

  • الوقوف بعرفة

عند وقوف جموع المسلمين من الحجاج على جبل عرفات يُشهد الله ملائكته أنه ـ جل شأنه ـ قد غفر لهم ذنوبهم جميعاً ذلك لقوله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الحرَامِ). وقد أجمع علماء المسلمين علي أهمية الوقوف بعرفه فبدونها أيضاً لا يتم ركن الحج في الإسلام حيث استشهدوا على ذلك بحديث عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه قال:                                                                                    (شَهِدْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ واقفٌ بعرفةَ وأتاهُ ناسٌ من أَهْلِ نجدٍ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ كيفَ الحجُّ؟ قالَ: الحجُّ عرفةُ، فمن جاءَ قبلَ صلاةِ الفجرِ، ليلةَ جَمعٍ، فقد تمَّ حجُّهُ، أيَّامُ منًى ثلاثةٌ، فمن تعجَّلَ في يومينِ، فلا إثمَ علَيهِ، ومن تأخَّرَ، فلا إثمَ علَيهِ، ثمَّ أردفَ رجلًا خلفَهُ، فجعلَ يُنادي بِهِنَّ)، فلا حج لمن فاته الوقوف بعرفه.

  • طواف الإفاضة

ويقصد بالطواف المشي حول بيت الله الحرام سبعة أشواط ويتم ذلك عقب الأنتهاء من الوقوف بجبل عرفات فقد قال الله تعالي: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق) كما ذًكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها حديثها:                                                       (حاضت صفيَّةُ بنتُ حُييٍّ بعدَما طافت قالت عائشةُ: فذكَرْتُ حيضتَها لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أحابِسَتُنا هي؟ قالت: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّها قد كانت أفاضت وطافت بالبيتِ ثمَّ حاضت بعد الإفاضةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فلتنفِرْ)ويلزم ذلك التطهر أثناء أداء أركان الحج حتي يتم بشكل صحيح .
  • السعي بين جبلي الصفا والمروة

وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عن السعي بين جبلي الصفا والمروة

(ما أرى عليَّ جناحاً أن لا أطَّوَّفَ بينَ الصَّفا والمروَةِ، قالَت: يقول الله: `إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ولو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، وإنما أنزل هذا في ناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا أهلوا لمنى، فلا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة. فلما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، ذكروا ذلك له، فأنزل الله هذه الآية`. ونقوم بهذا تأسياً بقصة السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام

يتضح من ذلك أن الحج لا يتم إلا بأداء جميع أركانه، وهذا يعد ملخصاً لأركان الحج وفضلها في الإسلام، ويسعى المسلمون لأداء الحج بأفضل شكل، وبهذا ننهي مقالنا عن فضل الحج وأركانه في الإسلام .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى