ايه تدل على التعاون

ايه تدل على التعاون

ذكر الله تعالى في العديد من الآيات والمواضع عن التعاون بين المسلمين وبين بعضهم البعض، وأشار العلماء إلى أن الله – جل جلاله – يرغب في التعاون في كثير من الأحيان، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (سورة آل عمران، الآية: 103)، وفي هذه الآية الكريمة يأمر الله – تعالى – بالألفة والتآخي، وينهى فيها عن الانفصال والتفرق، إذ أن الانفصال يؤدي إلى الهلاك للجميع، بينما الاتحاد والتآخي يؤدي إلى النجاة للجميع.

• ذكر ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه يجب علينا عدم التفرق في ديننا، وعدم التشبث بالهوى والأغراض المختلفة، وأن نكون دائمًا إخوة في دين الله، ونمتنع عن التقاطع والتدابر فيما بين المسلمين
• يدل على ذلك ما ذكره الله صراحة في النعمة التي أنعم الله بها على المسلمين في قوله: “وأصبحتم بنعمته إخواناً”، وهو دليل من الله – جل وعلا – على أن النعمة تتمثل في جعل الله المسلمين جميعًا إخوة متحابين فيما بينهم.

سورة التعاون

يقول الله- تبارك وتعالى- في القرآن الكريم: يا أيها الذين آمنوا، لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. وإذا حللتم فاصطادوا. ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا. وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. واتقوا الله. إن الله شديد العقاب. (سورة المائدة الآية: 2)، ففي الآية الكريمة أمرنا الله- سبحانه وتعالى بالتعاون على البر والتقوى.

• يروي الأخفش – وهو أحد أكبر مفسري القرآن الكريم – أن الجزء الذي يحث على التعاون في البر والتقوى هو أمر من الله تعالى لجميع المخلوقات، ويرى الأخفش أن كلمتي البر والتقوى تعني أن يساعد بعضكم البعض ويشجع بعضكم البعض على الالتزام بأمر الله تعالى والعمل به.
• تفسير الآية يدل على أن الله أمرنا بالتعاون في الحفاظ على ما نهانا عنه، ومساعدة بعضنا البعض في تجنب المحرمات.
• تم استنتاج هذا التفسير من الآية الكريمة بناء على قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقصة رواها أنس بن مالك- رضي الله عنه-: (رجل جاء النبي صلى الله عليه و سلم يستفسر عن أمر معين، فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم بالإجابة، ثم دله على شخص آخر ليساعده، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: إن الدال على الخير كفاعله) (حديث صحيح)
• أطلق بعض المفسرين على سورة المائدة اسم سورة التعاون بسبب بدايتها بالآية المشهورة ذات الصلة بالتعاون.

كم مره ذكر التعاون في القرآن

لم يأت لفظ التعاون هكذا في القرآن الكريم إلا في الآية الثانية من سورة المائدة، وقد جاءت مرتين في تلك الآية، الأولى بالأمر والثانية بالنفي، والتي ذكرناها من قبل، ولكن تم استخدام مشتقات الكليمة من أعان واستعان وعاون في العديد من الآيات، كما أن الله -تبارك وتعالى- قد ذكر الكثير من الآيات التي تحمل معنى التعاون بين المسلمين وبعضهم البعض، ومع تعاون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع المسلمين في نصرة الإسلام ودين الله في الأرض، وكان من بين تلك الآيات قوله -تبارك وتعالى-:

• (محمد رسول الله، والمؤمنون الذين معه قويون في مواجهة الكفار، رحماء بينهم. تراهم يسجدون ويركعون يبتغون فضلا من الله ورضوانا. تظهر ملامح السجود على وجوههم. هذا هو مثالهم في التوراة والإنجيل، مثل الزرعة التي أخرجت شجرتها ثم أعانتها فاستقامت ونمت وجذورها ثابتة في الأرض، فيعجب بها الزارع ويغضب بها الكفار. وعد الله المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم بالمغفرة والأجر العظيم) (سورة الفتح الآية: 29)

حديث عن التعاون للاطفال

كما حثنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – في العديد من الأحاديث الصحيحة، والمؤكدة نقلها عنه، على التعاون، وإن لم يذكر لفظ التعاون صراحة، ولكنه كان يستعيض عنه بالعديد من الأحاديث، ويحث على مساعدة الآخرين في محنهم، ومن بين تلك الأحاديث، حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – الذي يقول: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَة، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مَعْسُورٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ” (حديث صحيح)

• أشار أحد العلماء إلى أن هذا الحديث العظيم يجمع بين مختلف أنواع العلوم والقواعد والآداب. ويشمل فضل إيجاد حاجات المسلمين وتقديم المساعدة والشكر لأي شخص بما تيسر له من علم أو مال أو قدرة على المساعدة، أو بإشارة إلى المصلحة أو النصيحة أو أي شيء آخر.

أمثلة عن التعاون في الإسلام

شجعت الشريعة الإسلامية على التعاون بين المسلمين في كل ما يخص الخير، ونهت عن التعاون في كل ما يتضمن معصية الله، ومن أمثلة التعاون في الإسلام.

التعاون في الدعوة والجهاد

ظهر التعاون بين المسلمين منذ بداية عهد الإسلام في مجال الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وكانت الصداقة بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة رمزًا كبيرًا للتعاون في الجهاد في سبيل الله.

• وتعد غزوة الخندق أكبر دليل على التعاون بين الصحابة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الجهاد، حيث قام الصحابي الجليل “سلمان الفارسي” بحفر الخندق حول المدينة، وقد استشار رسول الله – بناءً على مشورة سلمان – بعد موافقة غالبية الصحابة على الاقتراح.
• كما كان التعاون في حفر الخندق والعمل على إنجازه والتعب والإرهاق الشديد والتعاون الضخم بين جميع الصحابة -رضوان الله عليهم- في إكمال الحفر، فإنها تمثل نموذجًا للتعاون في سبيل الجهاد. كان الهدف من الخندق حماية المسلمين من المعركة التي كان الكفار يتعاونون جميعًا فيها لإنهاء دين الإسلام إلى الأبد، ولكن بفضل تعاون المسلمين تم استمرار الدعوة حتى يومنا هذا.

التعاون في طلب العلم

من بين الأمثلة المشهورة عن التعاون في طلب العلم مثال الفاروق عمر بن الخطاب– رضي الله عنه- عندما كان مع جار له من الأنصار، فكانا يتناوبان على مرافقة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للتعلم منه، فيقوم عمر بذلك يوماً ويقوم به جاره في اليوم الآخر، وعندما يلتقيان يخبران تفاصيل يومهم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

الأسئلة الشائعة