العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

انواع العنف الاسري واسبابه وعلاجه

انواع العنف الاسري واسبابه وعلاجه | موسوعة الشرق الأوسط

العنف الأسري هو نوع من الضرر الأسوأ الذي يمكن أن يسببه الزوج لزوجته أو الوالدان لأطفالهم، وذلك من خلال تعريضهم للعنف الجسدي، أو الاجتماعي، أو النفسي، وهو من أصعب أنواع العنف التي لا يمكن علاجها بسهولة، كما أن للعنف الأسري أشكالاً أخرى منها منع الحقوق، أو الإهمال المتعمد، وله العديد من الأنواع، وهي:

أنواع العنف الأسري

تظهر الكثير من الأنواع من العنف الأسري في المجتمع، وهي:

  • العنف الجسدي: ومن بينها الضرب والعض وشد الشعر والقذف بأدوات حادة والصفع والدفع واستخدام المواد الضارة.
  • العنف النفسي: مثل الإهمال، والإساءة بالقول، والحرمان من رؤية الوالدين أو الإخوة، واللوم، والتهديد.
  • العنف الجنسي: مثل: الاعتداء الجنسي، والتحرش، والاغتصاب، والتعري القسري، والسب بألفاظ جنسية.
  • العنف الاجتماعي: يعني منع التواصل مع الأشخاص خارج الأسرة، مثل منع ممارسة الأنشطة الاجتماعية.
  • العنف الاقتصادي: يعني الاستيلاء على الممتلكات الخاصة، مثل الراتب، أو منع الشخص من العمل.
  • العنف التعليمي: يشير إلى الحظر على التعليم أو الإكراه لدراسة تخصص محدد.

العنف المكتسب والعنف الفطري

رغم اختلاف بعض الأشخاص حول ما إذا كان العنف من التعاملات المكتسبة أم لا، فإن هناك عددًا كبيرًا من العلماء والباحثين يؤكدون أن العنف هو أمر فطري في بعض الأحيان، ويستندون إلى الآية الكريمة التالية:

اقرأ عليهم خبر ابني آدم بالحق عندما قدموا قربانا، فقبل الله من أحدهما ولم يقبل من الآخر. فقال لأخيه: سأقتلك. فقال له أخوه: إنما يقبل الله من المتقين. لو بسطت يدك لتقتلني، فإني لا أمد يدي لأقتلك. إني أخاف الله، رب العالمين. إني أريد أن تحمل إثمي وإثمك وتكون من أصحاب النار. وهذا هو جزاء الظالمين. فطوعت نفسه وقتل أخيه، فأصبح من الخاسرين).

“سورة المائدة، الآية: 27 إلى الآية 30”.

يعكس ذلك على أن العنف قد يكون أمرًا فطريًا لدى بعض الأشخاص، وليس فقط ناتجًا عن السلوكيات السيئة المكتسبة من العلاقات الأسرية السيئة أو الضرب والإهانة التي يتعرض لها الطفل في سن مبكرة.

أسباب العنف الاسري

تتعدد أسباب العنف الأسري في المجتمع، ومنها ما يلي:

  • الإدمان.
  • الفقر.
  • البطالة.
  • ضعف الوازع الديني.
  • الاضطرابات النفسية.
  • الخلافات الأسرية.
  • تأثر بمشاهد العنف التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
  • الاضطرابات الشخصية كضعف الثقة بالنفس.
  • يشير إلى امتلاك اعتقادات خاطئة حول طبيعة العلاقات الأسرية.
  • التنشئة الأسرية غير السوية للوالدين.

أسباب العنف الأسري المجتمعية

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه للعنف الأسري، هناك أيضًا العديد من الدوافع الاجتماعية للعنف الأسري، ومن بينها:

  • تلقي الطفل معاملة قاسية من الوالدين.
  • تعتمد التربية السلبية التي تفرق بين الأطفال أو تميز بينهم على أسلوب تربوي سلبي.
  • معاناة الأطفال من الرفض العاطفي.
  • المعاناة من الإهمال.
  • معاناة الأطفال من القمع الفكري.

ينتج عن جميع الأسباب المذكورة سابقًا أن الأطفال يتعرضون للكثير من التعاملات العنيفة مثل الضرب والسب والتعنيف واللعن، مما يؤدي إلى تعاملهم بهذه الصورة مع أفراد المجتمع وأقرانهم. ويجعل هذا الأمر شعور الرفض يتزايد لديهم خاصةً إذا كانوا يعانون من التمييز وعدم الاستقرار الأسري وفقدان الحنان، مما يتسبب في عدم تقبلهم من قبل الآخرين وزيادة شعورهم بالوحدة.

أسباب العنف الأسري الأقتصادية

أكدت العديد من الدراسات النفسية التي أجريت في أهم مراكز التأهيل النفسي في العالم أن التدهور الاقتصادي في الأسرة هو واحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار العنف الأسري في المجتمع، وذلك بسبب عدم قدرة رب الأسرة على تلبية احتياجات الأطفال من الملابس والطعام والشراب.

يزيد السلوك العدواني للشخص من الأحاسيس السلبية لديه، ويؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على أفراد الأسرة بأشكال عديدة، مثل العنف الزائد والضرب والسب والتكسير، وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى تربية الأطفال بشكل غير صحيح وعدم قدرتهم على التعامل بطريقة صحيحة وخالية من العصبية المكتسبة من التعامل السيء الذي يشهدهم.

أسباب العنف الأسري النفسية

تعتبر الأسباب النفسية واحدة من أنواع العنف الأسري المكتسبة من الآباء. يمكن الإصابة بهذا النوع من العنف من خلال مشاهدة التعاملات السلبية داخل الأسرة، مثل ضرب الأب للأم، حيث يرى الطفل أن هذا السلوك هو أمر طبيعي في الحياة ويمكن تطبيقه في حياته مع الأطفال الآخرين من حوله أو مع زوجته في المستقبل.

أسباب العنف الأسري الذاتية

تتمثل أسباب العنف الأسري الذاتي في الشخص نفسه، حيث يؤثر التعرض للإهمال والرفض العاطفي سلبًا على الأشخاص فيولد لديهم الكثير من المشاعر العنيفة تجاه أطفالهم وزوجاتهم في المستقبل.

أضرار العنف الاسري

يؤدي العنف الأسري بجميع أشكاله إلى تعرض الأسرة للعديد من الأضرار، منها:

  • ارتفاع معدلات الطلاق.
  • انخفاض القدرة على الإنجاز.
  • انخفاض مستويات التحصيل الدراسي.
  • ارتفاع معدلات الإصابة بالاضطرابات الشخصية والنفسية.
  • ارتفاع معدلات الإدمان.
  • تنتشر العديد من المشاكل الاجتماعية مثل الأطفال الشوارع والتسول.
  • ارتفاع معدلات القيام بالجرائم كالسرقة والقتل.

طرق مكافحة العنف الاسري

يمكن محاربة العنف الأسري وضبطه في المجتمع عن طريق تنفيذ الإجراءات التالية:

  • نشر الوعي حول طبيعة العلاقة الأسرية في الإسلام.
  • الحد من انتشار مشاهد العنف على الإنترنت ووسائل الإعلام.
  • يتم تقديم دورات حول العلاقات الأسرية للأشخاص الذين يتطلعون للزواج.
  • تهدف تنمية المعرفة بالطرق الصحيحة لتربية الأطفال.
  • زيادة الوعي بمشكلة العنف الأسري وطرق الحد من انتشارها.
  • سيتم إقرار قوانين صارمة لمكافحة العنف الأسري بجميع أشكاله.
  • تسهيل طرق الطلب على المساعدة في حالة تعرض للعنف.
  • توفير الدعم المتكامل لمتضرري العنف الأسري.
  • يتم العمل بجد لخفض معدل انتشار العوامل المساهمة في انتشار العنف الأسري مثل الإدمان والبطالة.
  • يجب أن تقيّم وجود العنف الأسري في أسرتك وتعمل على القضاء عليه بجميع الطرق، بدءًا من الأساليب البسيطة، والتوجّه للمساعدة المختصة من أخصائيي العلاقات الأسرية والزوجية عند الحاجة؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكنك المساهمة في نشر الوعي المجتمعي حول هذه المشكلة وكيفية مكافحتها.

علاج العنف الأسري طبيًا

يمكن علاج العنف الأسري عن طريق حضور دورات تدريبية طبية متعددة، والتي تساعد على التخلص من كل أنواع التعامل العنيف والسلبي المكتسب، وهذه الدورات متاحة في العديد من مراكز العلاج النفسي والطبي النفسي.

يجب التذكير بأن استخدام الأدوية المهدئة أو الأدوية التي تخفف من الحالة العصبية التي يعاني منها ضحايا العنف الأسري ليست طريقة علاجية صحيحة، حيث أنها لا تساعد في علاج المصابين ولا تقلل من انتشار هذه الظاهرة في المجتمع، بل قد تزيد من الأضرار وتعاني المصابين من تأثيرات جانبية وتزيد من معاناتهم بسبب عدم فعالية هذه الأدوية في معالجة المشكلة أو التغلب عليها.

أسئلة شائعة

كيف يمكن معالجة ظاهرة العنف الاسري؟

يمكن محاربة ظاهرة العنف الأسري من خلال إعادة تأهيل الأسرة، وذلك بالتعاون مع أطباء نفسيين متخصصين في علاج تلك الحالات المرضية، أو من خلال التعاون مع مراكز التأهيل النفسي المنتشرة حول العالم.

من هم الاكثر تعرضا للعنف الاسري؟

تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن النساء هن الأكثر تعرضًا للعنف الأسري بين الفئات الأخرى، سواء من قبل الزوج أو الأب أو الأخ الأكبر سنًا.

المصادر: 1، 2، 3.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى