العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

الفرق بين الحب والتعلق

الفرق بين الحب والتعلق | موسوعة الشرق الأوسط

الكثير من الناس يتساءلون عن الفرق بين الحب والتعلق، فكل إنسان يبحث طوال حياته عن شريكه الذي يكمل معه مشوار الحياة، وبينما يقطع الإنسان طريقه في هذه الرحلة، يصادف العديد من الأشخاص وتختلف مشاعره نحوهم بحسب طبيعة علاقته بهم، ومن الممكن أن يقع الإنسان في الحب منذ المرة الأولى التي يلتقي بها بشخص آخر، وقد تتطور تلك المشاعر من الإعجاب إلى الحب، أو قد تتلاشى تمامًا ولا يبقى منها شيء، وقد يعتقد الإنسان أنه يحب شخصًا ما في حين أنه مجرد تعلق وليس حبًا حقيقيًا، ويكون ذلك بسبب التعامل المتكرر مع الطرف الآخر، ونظرًا لهذا الخلط، فإنه من المهم التعرف على كيفية معرفة ما إذا كان الإنسان يحب الطرف الآخر حقًا أم أنه مجرد تعلق، وسنوضح ذلك في هذا المقال على موسوعة.

جدول المحتويات

الفرق بين الحب والتعلق

قبل الحديث عن الفرق بين الحب والتعلق، يجب التعريف بكل منهما على حدة:

مفهوم الحب

  • يمكن تعريف الحب بأنه مجموعة من المشاعر العاطفية الشديدة التي يشعر بها الشخص تجاه شخص آخر، ويمكن أن تأتي هذه المشاعر بشكل مفاجئ أو تدريجي.
  • عندما يشعر الشخص بالحب نحو شخص آخر، يجد نفسه مهتمًا به إلى أقصى حد، وقادرًا على التواصل معه، ومستعدًا للتضحية بأي شيء لأجله دون انتظار مقابل.
  • الحب الحقيقي هو الذي يؤثر في شخصية صاحبه، فيصبح أقل أنانية ويفضل من يحب على نفسه، ويصبح أكثر تفهمًا تجاه الآخرين، ويملأ قلبه بالدفء والشغف والاهتمام، ويستخدم كل ما لديه من أجل راحة وسعادة حبيبه.
  • الحب هو إحدى المشاعر النادرة التي لا يشعر بها الإنسان تجاه أي شخص، ولا يشعر بها كل يوم، وإذا حدث العكس، فقد يصف تلك المشاعر بأي مسمى آخر غير الحب.
  • تدل مدة استمرار الحب والعواطف الحقيقية على صدقها، وتصبح من الصعب التخلص منها لأي سبب يمكن أن يواجهها.
  • عندما يجد الشخص الحب في حياته، يتمسك به بشدة ويعتبره واحدًا من أهم الأشياء في حياته، ويبذل أقصى ما في جهده للحفاظ على هذا الحب.

مفهوم التعلق

  • يمكن تعريف شعور التعلق بأنه شعور يرتبط بوجود رابط قوي بين شخصين، حيث يشعر الشخص بالاعتماد على شخص آخر لتلبية حاجاته الاجتماعية والعاطفية والأمنية.
  • يتم تحديد إيجابية أو سلبية هذا الاعتماد على أساس تأثيره على الشخص المتعلق.
  • عندما يربط الإنسان كل جوانب حياته بالشخص الآخر ولا يستطيع الاستغناء عنه، وعندما لا يستطيع حماية نفسه أو حماية شريكه، فإن ذلك يؤدي إلى ارتباط مرضي أو سلبي.
  • إذا كان هذا الارتباط يساعد على تطوير الفرد لنفسه وتعزيز علاقاته مع الآخرين، فإنه يمكن اعتباره ارتباطًا إيجابيًا لا يضر صاحبه.
  • يمكن أن يكون السبب الرئيسي الذي يجعل شخصين متعلقين ببعضهما البعض هو الوحدة، على الرغم من عدم تطور تلك المشاعر إلى الحب، وأنهما لا يتناسبان بعضهما البعض.
  • يمكن للإنسان الارتباط بعمله أو ماله أو منزله، وليس هذا الشعور مقتصرًا على الارتباط بالأشخاص فقط.

الفرق بين الحب والتعلّق في علم النفس

إذا كنت تعتقد أنه لا يوجد فرق بين الحب والتعلق، فهذا غير صحيح، حيث توجد العديد من الاختلافات الواضحة بين كل شعور، والتي سنوضحها فيما يلي:

  • الحب الحقيقي يمنح صاحبه الحرية، فيمكنه التصرف بطبيعته مع الشريك دون خوف من الإفصاح عن نقاط ضعفه أمامه، ويحفزه على تطوير شخصيته وتحقيق أحلامه. أما التعلق فهو يجعل الشخص يرغب في السيطرة والتحكم في الشريك، ولذلك يلجأ إلى عدة أساليب لتحقيق ذلك.
  • عندما يحب الإنسان بصدق، فإنه يتنازل عن أنانيته ولا يركز في العلاقة سوى على جعل شريكه سعيدًا وراضيًا، حتى لو كان ذلك على حسابه الشخصي، ولا يحاول السيطرة على مشاعره، ولا ينتظر الأخطاء من شريكه ليتسبب في المشاكل، بينما التعلق يجعل الشخص يرغب في أن يقوم الطرف الآخر بتصرفات تجعله سعيدًا، ولا يراعي إلا مصلحته الشخصية في العلاقة.
  • الحب الحقيقي يزيد من ثقة الشخص بنفسه ويشجعه على مشاركة نقاط ضعفه مع شريكه دون الشعور بالخجل، بينما التعلق يجعل الشخص يركز فقط على نفسه حتى لو كان على حساب الطرف الآخر.
  • الحب الحقيقي هو شعور مستمر ولا يرتبط باستمرار العلاقة أو انقطاعها، فالحبيب يحتل مكانة خاصة في قلب حبيبه ويتمنى له الخير دائمًا وأبدًا. أما التعلق فهو شعور مؤقت يجعل صاحبه يغضب بشدة عند انتهاء العلاقة، وقد يتهم الطرف الآخر بالخيانة، لأنه يراه هو المسؤول عن سعادته.
  • يوجد رغبة قوية لدى الأحباء في تشجيع بعضهم البعض على أن يصبحوا أفضل في جميع الجوانب. وبالتالي، يجد كل شخص نفسه في هذا العلاقة دون أن يشعر بأي شعور سلبي، بالمقارنة مع الارتباط الذي يمنع الشخص من التطور إلى الأفضل، حيث يركز الشخص في هذه الحالة على السيطرة على العلاقة ويهمل البحث عن الطريقة الأمثل لحل المشكلات مع الشريك.
  • عندما يحب شخص ما، فإنه يعطي ويضحي ويتحمل الصبر بدون مقابل، أما التعلق فهو يجعل الشخص في انتظار ما يقدمه الطرف الآخر دائمًا ويجعله سعيدًا.
  • يتميز المُحب برغبته في إعطاء شريكه مساحته الخاصة، بينما يجعل التعلُّق صاحبه يشعر بالرغبة المستمرة في قضاء الوقت مع الطرف الآخر.

الفرق بين الحب والتعلق احمد عمارة

من الفروق الأخرى بين الحب والتعلق ما يلي:

  • الغيرة هي شعور طبيعي في أي علاقة، ولكن إذا كانت المشاعر تتعلق بالحب، فإن غيرة المحب تصبح منطقية لأنه يثق في مشاعره ومشاعر حبيبه، أما غيرة المتعلق فهي غيرة مرضية مبالغ فيها، تنبع من فقدان الثقة في النفس والخوف من فقدان الشريك أو دخول شخص آخر في حياته، لذلك يسعى دائمًا للسيطرة عليها.
  • عندما يشعر الشخص بالحب، يقبل الطرف الآخر بكل مميزاته وعيوبه، ولا يسعى لتغييره ليصبح كما يريد، بينما المتعلق يركز على المميزات وينزعج من العيوب ويسعى لتغيير الطرف الآخر ليصبح كما يريد.
  • الشخص المحب يرغب في معرفة أدق التفاصيل عن شريكه، ما هي ذكرياته وطفولته، بينما الشخص المتعلق يكتفي بالعلاقة التي يجمعه بها ولا يسعى للتقرب أكثر أو معرفة المزيد عن ماضيه أو ما يسعده.
  • عندما يبتعد المحب عن محبوبه، يشعر بالحنين إليه وينتظر لرؤيته ليشعر بالارتياح، ولا يشغل هذا الحبيب كل طاقته. بينما التعلق يجعل الشخص يشعر بالوحدة والحزن عندما يبتعد الطرف الآخر.
  • يُشار إلى أن الشخص المحب يفكر دومًا في مستقبله مع شريكه، ويتخذ الإجراءات اللازمة لجعل هذا الحلم حقيقة، في حين أن المتعلق لا يمكنه التخطيط لمستقبله مع الشخص الآخر بسبب الشعور السطحي والعابر.
  • تتميز العلاقة الحب بالتوازن بين الطرفين، ولا يوجد طرف مسيطر على الآخر أو أضعف منه، وهذا يختلف عن العلاقة التعلّقية التي تجعل أحد الأطراف يسيطر على الآخر نتيجة خوفه من فقدانه، والخوف هو الشعور الأساسي في هذا النوع من العلاقات.

علاج التعلق الزائد بشخص

يُعد التعلق المرضي بالأشخاص من العلاقات غير الصحية والمُدمرة، حيث تؤثر بالسلب على الشخص، وللتغلب على مثل هذه العلاقات يتعين القيام بالخطوات التالية:

  • يجب أن يكون الاعتراف بأن تلك المشاعر غير صحية ومؤقتة هو الخطوة الأولى في العلاج، وأنها ستنتهي في النهاية، ويجب الاعتراف بالمرض كخطوة أولى في العلاج.
  • يجب على الشخص أن يدرك أنه يستطيع التخلص من مشاعر التعلق بالآخرين، واستعادة ثقته بنفسه، حتى يتمكن من مواجهة الصعاب والتحديات.
  • يتضمن التخلص من العلاقة السيئة الجلوس مع النفس، وإعادة ترتيب الأفكار، والتخلص من الأفكار السلبية وتبديلها بالإيجابية، والسعي للتقدم في الحياة بعد ذلك.
  • يتوجب على الأطراف المتورطين في علاقة سيئة إنهاؤها والتخلص من أي ذكريات جمعت بينهما، مثل الصور والهدايا.
  • لكي يتوقف الشخص عن التعلق بالطرف الآخر، يجب أن يتوقف عن متابعته على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذف جميع الأرقام والرسائل وأي شيء يذكِّره به.
  • يتم التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات جديدة لتعويد النفس على عدم الاعتماد على وجود شخص آخر.
  • عدم السماح بوجود وقت فراغ يدفع الشخص إلى التفكير في الطرف الآخر، لذلك يجب عليه الاشتغال بالعمل وممارسة هواية ما لا تترك له مجالًا للتفكير في ذلك الشخص.

وبهذا، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي شرحنا فيه الفرق بين الحب والتعلق في علم النفس، وكيفية علاج التعلق الزائد بشخص. تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى