الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الزكاة هي الركن

iStock 499171509 | موسوعة الشرق الأوسط

الزكاة هي الركن

الزكاة هي الركن، يمكن التعرف على ذلك من خلال ما يلي:

  • الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام
  • فهي تعتبر من الفرائض الأساسية التي توجد في الدين الإسلامي الحنيف.
  • تعني الزكاة في اللغة البركة والطهرة والخير، ولكن المعنى الحقيقي للزكاة هو تلك الأموال التي يتم تحديدها من أموال الأغنياء لتنقية الأموال وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
  • اطلق عليها اسم الزكاة لأنها تساهم في زيادة ما يمتلكه الشخص من خلال البركة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا).
  • الزكاة هي فرض عين على كل مسلم قادر، ولها بعض الشروط والأحكام التي تم إثباتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • فرض الزكاة من قبل الله سبحانه وتعالى كان في بداية الإسلام، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ولكن لم يتم تحديد المال اللازم للزكاة ولا المقدار.
  • تتضمن شروط ومصارف الزكاة التي يمكن التعرف عليها من خلال الأسطر التالية.

شروط وجود الزكاة

تتضمن المعايير العديد من الشروط التي يجب توفرها في الشخص حتى يكون ملزمًا بدفع الزكاة، ويمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:

  • من الشروط الأساسية لإخراج الزكاة أن يكون الشخص مسلمًا، ولا يجب إخراج الزكاة عن غير المسلمين.
  • يجب أن يتمتع الإنسان بالحرية، ولذلك لا يجب على العبد المسلم دفع الزكاة إذا كان يتم سلب حريته، وهذا ما اتفق عليه العلماء والفقهاء ورجال الدين من جميع المذاهب.
  • يجب على الشخص الذي يتعين عليه دفع الزكاة أن يكون عاقلًا وليس مجنونًا، ويجب أن يتجاوز سن البلوغ لأن الأطفال ليس عليهم وجوب الزكاة.
  • يشترط في الاستثمار الناجح أن ينمو المال بشكل كبير أو على الأقل يكون قابلاً للنمو، وذلك من خلال الاستثمار في الذهب والفضة.
  • يختلف النصاب باختلاف المال، حيث يعتبر المسلم المال ملكًا تامًا له، ويمكنه التصرف فيه كما يشاء بمجرد بلوغ النصاب.
  • يعني حولان الحول مرور عامٍ قمري على ملكية هذا المال لصاحبه، ويختلف ذلك عن الزروع والثمار. ويعتقد الحنفية أن بلوغ النصاب يحدث في طرفي الحول، بينما يشترط المالكية أن يكون هذا الأمر ينطبق على غير المعادن. ومن جهتهم، يعتقد الحنابلة والشافعية أن بلوغ النصاب يحدث في جميع الأحوال.
  • يعتبر الخلو من الدين شرطًا أساسيًا للحنيفية في كل الأمور التي ليست من الحرث، وأيضًا شرطًا أساسيًا للحنابلة في جميع الأموال، بينما يرى أهل المذهب المالكي أنه يعد شرطًا واجبًا فقط في الأمور غير المتعلقة بالحرث والماشية والمعادن، وبالنسبة للشافعية فإنهم لا يشترطون هذا الشرط.
  • تشمل الزكاة الأساسية النفقة والثياب وغيرها من أنواع الزكاة الأساسية، والتي تهدف إلى إنقاذ الإنسان من الهلاك.

مصارف الزكاة

يجب توزيع الزكاة على فئات أخرى مذكورة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (إن الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وهذا يمكن توضيحه من خلال ما يلي:

الفقراء والمساكين

  • الفقراء هم الأشخاص الذين لا يمتلكون أية أموال ولا يملكون مصدرًا للرزق، ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الطعام والشراب والملبس والسكن، ولا يمتلكون المال الكافي.
  • المساكين هم الأشخاص الذين لا يستطيعون كسب المال وتلبية احتياجاتهم، ويجب الإشارة إلى أن الفقير هو الأكثر فقراً من المسكين، ولكنهم يتفقون على أنهم لا يمتلكون القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

المؤلفة قلوبهم

  • هم الذين يعطون ليظهروا حبهم للدين الإسلامي الحنيف، ويمكن أن يكونوا مسلمين أو غير مسلمين.
  • يتم مكافأة الغير المسلم على خيره، أو لتجنب شره وتشجيعه على اعتناق الإسلام، وفقًا لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم زكاة لأحد الكفار.
  • يروي أهل المذهب الشافعي أنه لا يمكن إعطاء الزكاة لغير المسلمين بسبب عدم تفردهم بالإيمان بالإسلام، ولأن الإسلام قوي، ويذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم الزكاة للكفار في بداية الدعوة الإسلامية لتشجيعهم على الإسلام.

في الرقاب

  • المكاتبون في الرقاب هم العبيد المسلمون الذين يعملون لدى أصحابهم ويوقعون على بعض الأقساط التي إذا قاموا بتسديدها يصبحون أحراراً، ولكن في العديد من الأحيان لا يستطيعون سداد ما وقعوا عليه.
  • على الرغم من قدرتهم على العمل وتحقيق الدخل، إلا أن الفقراء المعروفون باسم الرقيق يحتاجون للمساعدة، وتذهب الزكاة إليهم لعتق رقابهم وتحريرهم.

الغارمون

  • المديونون هم الأشخاص الذين عليهم ديون كثيرة، سواء كانت ديونًا عليهم أو على غيرهم، ولا يحق لهم الحصول على الزكاة إلا إذا كانوا فقراء.
  • في حالة استدانة شخص من غيره وعمل على إصلاح العلاقة، يتم إعطاؤه من الزكاة حتى لو كان هذا الشخص غنياً.

في سبيل الله

  • المجاهدون في سبيل الله والغزاة هم الذين لا يتلقون راتبًا ثابتًا من الدولة، فهم يعملون كمتطوعين في سبيل الله ويتلقون الزكاة لمساعدتهم على أداء المهام الموكلة إليهم، وينبغي إعطاؤهم الزكاة حتى لو كانوا أغنياء.

العاملون عليها

  • الجباة هم الذين يعملون على جمع الزكاة من الناس وتوزيعها على المستحقين، ويتم إرسالهم من قبل الدولة.
  • يجب أن يتمتع أولئك الذين يعملون في الزكاة بالعدالة والأمانة، وبمعرفة جميع أحكام الزكاة، ويجب أيضًا أن يكونوا هم الذين يجمعون الأموال ويحصلون على عدد الأنعام والرعاة.

ابن السبيل

  • يشير ابن السبيل إلى الشخص الذي يسافر من بلد إلى آخر، والذي يعاني من صعوبات في الحصول على النفقات بسبب القتل أو طول مدة السفر.
  • يتم تخصيص جزء من الزكاة لمن يحتاجه للعودة إلى بلده، حتى وإن كان غنيًا، ولكن من الشروط الأساسية لذلك أن يكون هذا الشخص مسلمًا وأنه غير قادر على العودة إلى بلده، وأن يكون الغرض من سفره ليس لمعصية.
  • أشترط أهل المذهب المالكي أنه لا يجوز أن يتلقى الشخص قرضًا حتى يتمكن من الرجوع إلى بلده في حال كان الشخص غنيًا.

فضل الزكاة ومكانتها في الإسلام

  • للزكاة فضل كبير في الإسلام، إذ إنها الركن الثالث من أركان الإسلام. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: `بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان`، وهذا يدل على أهميتها بين المسلمين، حيث كان النبي يبايع أصحابه لأدائها.
  • الاستقامة” هي صفة من صفات الأبرار الذين سيدخلون الجنة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “إن المتقين في جنات وعيون، آخذين ما آتاهم ربهم، إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا ينامون قليلا من الليل، وكانوا يستغفرون في الأسحار، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم.
  • كما أنها صفة من صفات المؤمنين الذين يستحقون رحمة الله سبحانه وتعالى: الذين آمنوا من الرجال والنساء بعضهم أولياء لبعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، فأولئك سيرحمون من قبل الله.
  • وكما وعد الله سبحانه وتعالى بأن ينميها لأصحابها حتى تصبح كبيرة جدا مثل الجبال، ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يتسبق بأحد في إحسانه، فإذا تصدق أحدكم بتمرة طيبة فإن الله يأخذها بيده وينميها كما ينمي أحدكم مربيه، أو قلوصه، حتى تصبح مثل الجبل).
  • الزكاة” و “الصلاة” مرتبطتان ببعضهما البعض في العديد من الآيات الكريمة، ويدل ذلك على أهميتهما وعظمتهما في الإسلام، حيث قال الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى