الرد على يسار ما تشناك

يتساءل الكثير عن الرد على يسار ما تشناك ، وما الحكم الشرعي لهذه المقولة، وهذا ما سنجيب عنه بصورة تفصيلية في هذا المقال في موقع موسوعة، فهذه المقولة تتكرر كثيرًا للغاية في الخليج العربي، وقام علماء المسلمين بتوضيح المعنى منها، والطريقة الشرعية السليمة للرد عليها.

الرد على يسار ما تشناك

يحمل التيامن أو استخدام اليد اليمنى أهمية كبيرة في ديننا الإسلامي الحنيف، وتوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشجع على استخدام اليد اليمنى في كل ما يتعلق بالتكريم.

• يحرص المسلم على استخدام يده اليمنى في الأخذ والعطاء وفي العديد من الأمور اليومية الأخرى.
• ومع ذلك، إذا كانت اليد اليمنى غير قادرة على القيام بأي شيء بسبب أي سبب كان، فلا يوجد أي مشكلة في استخدام اليد اليسرى، حيث لا يريد الله تعالى أن يجعل الأمور صعبة على عباده، ولا يوجد أي مشكلة في استخدام اليد اليسرى في حالات الضرورة.
• في الخليج العربي، يستخدم المسلم يده اليسرى قائلا (يسار ما تشناك).
• تعتبر هذه الجملة غريبة قليلاً، وتعني أن الشخص استخدم يده اليسرى على الرغم من كرهه لذلك كثيرًا وشعوره بالاستياء.
• يستخدم هذا القول للتعبير عن حرص المسلم على الالتزام الكامل بتعاليم الدين الإسلامي واستخدام اليد اليمنى، ولكنه يضطر في بعض الأحيان إلى استخدام اليد اليسرى بسبب ظروف معينة.
• عادةً ما يكون الجواب على سؤال اليد المفضلة (يدك اليمنى أم اليسرى) بـ `يميني`، ولكن في حال كنت مضطرًا لاستخدام يدك اليسرى، فلا بأس بذلك.
• وعذرك الشرعي هو إضطرارك ورغبتك التامة في استخدام اليد اليمنى، ولولا الحاجة لم تفعل ذلك.
• وجود عذر شرعي قوي يجعل يدك اليسرى كيدك اليمنى.

الرد على يسارك يمينك

كما أوضحنا سابقًا، يتم الرد على يسار ما تشناك بجملة `يسارك يمينك`، وهذه الجملة مناسبة ولا بأس بها فقط إذا كان هناك عذر واضح وقهري يمنع استخدام اليد اليمنى.

• وهذا القول مجازي، فاليد اليسرى في الواقع لا تشبه اليد اليمنى.
• وصى رسول الله عز وجل بتفضيل اليد اليمنى في الأخذ والعطاء، ولذلك من غير المستحسن أبدًا استخدام المسلم لليد اليسرى في الأعمال الشريفة دون وجود عذر يبرر ذلك.
• ومع ذلك، لأن الله لا يريد أن يشق على عباده، ولأن ديننا الإسلامي هو دين الرحمة، فإن وجود عذر قوي يمكن استخدام اليد اليسرى في الطعام والشراب والأخذ والعطاء.
• يمكن الرد على مقولة يسار ما تشناك بالقول “حفظ الله يديك الاثنين”، وهو رد يحتوي على دعوة رحيمة للمسلم.
• أو يمكن استخدام عبارة `يمينك لا تفقدنا` لتعبير الشكر والامتنان لشخص ما، وذلك بالاستناد على تقليد إعطاء الأشياء باليد اليمنى.
• يمكن أن نقول أيضًا `شِمالُك يمِينُك وَعْجِفاكَ سَمِينُ`، أي أنت مليء بالخير والبركة والنعمة، حتى يكاد يدك اليسرى تكون مثل يدك اليمنى.
• تتسم هذه المقولات باللطف والمجاملة وحسن التصرف والرد، فالمسلم يتحلى بلين في حديثه وتعامله مع الآخرين.
• لا ينبغي تقديم أي حكم بأي شكل من الأشكال على أي شخص، وفي حال وجود المسلم لأخيه يستخدم يده اليسرى، يجب عليه الثقة تمامًا بوجود سبب وراء هذا التصرف.

حكم قول يسارك يمينك

يسأل العديد من المسلمين عن الرأي الشرعي ورأي فقهاء وعلماء المسلمين في قول “يسارك يمينك.

• يعتقد العلماء أن الرأي الشرعي للمسلمين يرتبط بطريقة مباشرة بنواياهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الأعمال بالنيات، ولكل شخص ما ينويه.

• يترتب الحكم الشرعي بشكل كبير على فنية المسلم.
• إذا صرح المسلم بنية استخدام يده اليسرى بدلاً من يده اليمنى بسبب ظروف خاصة أو لأسباب مجاملة لأخيه المسلم، فلا يوجد مانع شرعي في ذلك.
• يجوز شرعًا أن تكون جملة يسارك يمينك جملة، والله أعلى وأعلم.
• في حال قال المسلم هذه الجملة وكان ينوي بذلك العناد والكبر والتمرد على حكم شرعي ما، فإنه يرتكب إثمًا كبيرًا للغاية.
• في الغالب، لا يقصد المسلمون هذا الأمر، ويتم قول هذه العبارة بصدق ونية صافية، ولذلك فلا يوجد شبهة فيها بإذن الله تعالى.

أهمية التيامن في الإسلام

التيامن في الإسلام يعني البقاء دائمًا من أهل اليمين، وتفضيل استخدام اليد اليمنى في معظم المواقف، وخاصة في المواقف الشريفة.

في سورة الإنشقاق، قال الله تعالى: “فأما من أوتى كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (8) وينقلب إلى أهله مسرورا (9)

• اللهم اجعلنا دائمًا من أهل اليمين، الذين يحصلون على الفلاح والسعادة والنقاء والتقوى، ولا تجعلنا من أهل الشمال، الذين يضلون.
• تدل هذه الآية الكريمة على فضل التيامن، حيث ترمز اليمين إلى العدل والحق والطاعة.
• تقدم المسلم يده اليمنى في كل شيء اتباعًا لتعاليم الدين الإسلامي.
• اليمين هي تعبير عن الشرف والتكريم في الثقافة الإسلامية، وعليه يجب على المسلم الحرص على استخدام يده اليمنى كأولوية فيما يستطيع، ما لم يكن هناك عذر يمنع ذلك.
• يعتبر تقديم اليد اليسرى إهانة في بعض الثقافات.
• يشكل هذا الأمر جزءًا من شرعنا الحنيف، حيث يدخل الخلاء بالقدم اليسرى ويخلع الحذاء باليد اليسرى، ولكن بالمقابل يدخل المنزل بالقدم اليمنى.
• وهذا دلالة على تشريف اليمين دائمًا.
• إذا كان هناك عذر شرعي قهري يمنع المسلم من الوفاء بالتيامن، مثل وجود مرض ما، فلا بأس بعدم القيام به، فالله رؤوف بعباده وديننا دين اليسر.
• في حال كانت الطبيعة الوراثية للمسلم تميل إلى استخدام اليد اليسرى بدلاً من اليمنى، يجب عليه أن يسيطر على نفسه، رغبة في الحصول على الأجر وطاعة لله تعالى ورسوله.
• يكون ترويض النفس مشقةً، ولكن لها ثواب كبير بإذن الله.

التيامن في السنة النبوية الشريفة

عند دراسة سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، نجد أنه حث على التيامن في كثير من الأمور، ومن خلال اتباعنا لهذه التعاليم نحصل على ثواب اتباع سنته بإذن الله تعالى، فقد كان رسولنا الكريم يحرص دائمًا على التيامن في كل المواقف الكريمة.

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يبدأ باليمين في النعل والخطوات والطهور وفي جميع أموره.

من أمثلة التيامن في السنة النبوية الشريفة:

1. يتم الوضوء بغسل اليد والقدم اليمنى قبل اليسرى.
2. تقديم اليمين في التيمم.
3. في الصلاة، يضع المسلم يده اليمنى فوق يده اليسرى، وهذا من سنن النبي.
4. عند الانتهاء من الصلاة، يقوم المسلم بالتسليم باتجاه اليمين في البداية.
5. يجب على الإمام أثناء الصلاة أن يحرص على وضع المأموم عن يمينه.
6. ارتداء الملابس باليمين.
7. يتم دخول الأماكن بالقدم اليمنى والخروج منها بالقدم اليسرى.
8. يأخذ المسلم الحجر الأسود بيده اليمنى خلال الحج.
9. تفضيل السير على اليمين.
10. الأكل والشرب دائمًا باليد اليمنى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عندما يأكل أحدكم، فليأكل بيده اليمنى، وعندما يشرب فليشرب بيده اليمنى، فإن الشيطان يأكل ويشرب بيده اليسرى.

وهكذا نكن قد أوضحنا الرد على يسار ما تشناك بصورة شرعية، بالرجوع إلى الأدلة الشرعية، كما أوضحنا أهم الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الأمر.