الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الحكمة من تحريم الربا

1200 1979 anxiety photo1 | موسوعة الشرق الأوسط

ما هي الحكمة وراء تحريم الربا من قِبَل الله تعالى؟ لقد حَرَّم الله تعالى الربا، ووعد المتعاملين به بالعذاب، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ”، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُرَسِّخُ العديد من مبادئ الإسلام في حجة الوداع: “…وإنَّ رِبًا الجاهلية مَوضُوعٌ”، ونحن المسلمون إذا عرفنا الحكمة وراء ذلك، فإنَّ قلوبنا ستطمئن ونحرص على تنفيذ أوامر الله، فتابعونا على موسوعة.

جدول المحتويات

انواع الربا

نتعرف أولًا على أنواع الربا التي حرمها الإسلام:

ربا الفضل

وهي زيادة في تبادل مال بآخر من نفس النوع والنوعية

  • كأن شخصًا يقرض آخر ألف ريال ويشترط أن يردها بمبلغ ألف وخمسمائة ريال.
  • وهو محرم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تبيعوا الدينار بسعر الدينارين، ولا الدرهم بسعر الدرهمين”.

ربا النسيئة

وهو تأخير القبض في بيع كل جنسين اتفقا فيه على ربا الفضل:

  • كان أحدهم يدفع مبلغًا ماليًا لشخص ما لفترة محددة.
  • ثم يتم أخذ كمية محددة من المال منه في كل شهر، وتبقى حجم رأس المال كما هو.
  • عندما يحين الوقت، يتم استدعاؤه لدفع رأس المال، وإذا لم يتمكن من السداد، فإن الحق والأجل يزيدان.
  • المراد بـ التأجيل بالذاتن هو موطن الزيادة والمكسب للمرابي، وهو يشبه ربا الفضل، ولكن بشكل مختلف.
  • وقد حرم هذا النوع أيضًا، يقول أبو سعيد الخدري: (قال النبي صلى الله عليه وسلم لي أسامة بن زيد رضي الله عنهم: “الربا في النسيئة.

بيع العينة

يشير مصطلح المرابحة إلى بيع شيء من غيره بثمن مؤجل وتسليمه إلى المشتري، ثم شراءه من صاحبه بثمن أقل من الثمن الذي باعه به.

 

وهو محرم، فقد قال نبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت بالتجارة بالعينة، وأخذت أذناب البقر، ورضيت بالزرع، وتركت الجهاد؛ فإن الله سيسلط عليك ذلاً لا يزول حتى تعود إلى دينك.

تحريم الربا له حكمته الاجتماعية

من أهم الأسباب التي حرم الله تعالى الربا عن الناس هو تأثيره السلبي والخطير على المجتمع:)

  • إنه نوع من استغلال الاحتياجات النفسية ويستخدم كوسيلة لتدمير المجتمع.
  • بأنّه يُعطي المال قيمةً ماديّةً، ويخفّض من قيمته الروحيّة، لذلك يجعله هدفًا وليس وسيلةً.
  • وهذا يؤدي إلى تفاقم الطبقية في المجتمع، حيث ينقسم المجتمع إلى طبقة صغيرة من الأغنياء الذين يملكون كل شيء، وطبقة فقيرة لا تملك شيئًا وتكون مثقلة بالديون.
  • الربا يزيد النفس جشعًا ويجعلها غير راضية عن رزق الله وتوزيعه.
  • يدفع الربا النفس إلى الكسل والاعتماد في الحياة على الربا دون القيام بعمل يرضي الله تعالى.
  • الربا يؤدي إلى الإسراف عندما يقترض الناس دون حساب للعواقب.
  • الربا يؤدي إلى التوتر والقلق الاجتماعي بسبب كيفية سداد الدين والخوف من تراكم الفائدة.
  • الربا يؤدي إلى قسوة القلب، والمرابي يستغل أحوال الناس الصعبة بدلاً من مراعاتها وظروفها، مما يدل على دناءة وقلة مروءة.
  • يمنع الربا استجابة الدعاء، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا عن رجل يمد يديه إلى السماء وهو مطعم بما حرم الله وملبس بما حرم الله ويشرب ما حرم الله ويتغذى بما حرم الله، فكيف يتوقع أن يُستجاب لدعائه.
  • الربا هو وسيلة لتفكيك المجتمع، حيث إن مصلحة الطبقة المالية المرابحة تتفق مع الضرر الذي يتعرض له المدينون الذين يضطرون للاستدانة منهم  

الحكمة من تحريم الربا في القروض الاستهلاكية والقروض الإنتاجية

يرون الكثير من العلماء أن الفوائد التي نحصل عليها من القروض الاستهلاكية والإتاجية في هذه الأيام هي ربا محرم شرعا، ويقولون إن الحكمة وراء تحريمه هي:

  • أنه عصيان لله ورسوله.
  • أن فيه تجردًا من القيم الإنسانية.
  • يساهم في تفكيك نظام التكافل الذي ينص عليه الإسلام.
  • والأهم من ذلك، يؤدي ذلك إلى ارتفاع نفقات إنتاج المستلزمات الحياتية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، فالتاجر يستدين من المرابي، وعليه أن يسدد الفائدة، فيزيد ثمن السلعة ليتحمله في النهاية المستهلك.
  • عادةً ما تدخل في أمور لا تفيد المجتمع.
  • ويؤدي نظام الربا أيضًا إلى البطالة والأزمات الاقتصادية بحسب تصريحات علماء الاقتصاد.
  • يؤدي الاستعمار الفكري والاقتصادي وأحيانًا العسكري إلى الهيمنة على البلدان، كما حدث عندما سيطر المرابون اليهود على إنجلترا في عدة مرات وكانوا هم من يعلنون الحرب وينفذون السياسة كما لو كانوا حكام البلاد.

 

لذلك، علينا نحن أحباب النبي صلى الله عليه وسلم أن نتكاتف جميعًا لمواجهة هذا النظام الظالم، وأن يساهم كل شخص منا بقدر المستطاع، حتى لو كان بكلمة، وأن نتعاون ونساعد بعضنا البعض في الشدائد وقبل الأوقات السعيدة، وعندما نتعاون ونساعد المحتاجين منا، سنجد أن هذا النظام سيسقط بنفسه، لأن النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.

تابعونا على موسوعة، لتصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى