التوحيد الذي أقر به الكفار ما هو ؟

ما هو التوحيد الذي أقر به الكفار؟” نجيب على هذا السؤال الذي يتداوله العديد من الأشخاص مؤخرا لمعرفة ما اعترف به وما أنكره الكفار من جوانب التوحيد. يتمثل التوحيد في اعتقاد أن الله هو الإله الواحد الذي يحكم بالربوبية والألوهية ويتمتع بالصفات والأسماء. يشمل التوحيد أيضا الخضوع لله والذل والتضرع والإخلاص له في جميع جوانب الحياة والاعتراف بأنه الواحد الذي يمنع ويعطي. يعرف التوحيد عند ابن القيم بأنه ليس مجرد الاعتراف بأنه لا خالق سوى الله المولى عز وجل، بل يتضمن مجموعة من المعاني مثل التذلل عند باب الله والانقياد التام لطاعته والإخلاص له والسعي لنيل محبته ورضاه في كل أفعال المؤمن، سواء كانت منافع أو ممنوعات أو أعمال إحسان. لذا، دعونا نتعرف على نوع التوحيد الذي اعترف به الكفار من خلال هذا المقال الذي جمعته لكم الموسوعة، فتابعونا.

التوحيد الذي أقر به الكفار

يقوم العلماء بتقسيم التوحيد إلى عدة أقسام، منها الإلهية والأسماء والصفات، والربوبية، حيث تعني هذه الأقسام الاعتقاد بوحدة الله وأنه يحمل جميع الصفات التي وردت في الأسماء الحسنى والصفات.

توحيد الربوبية

• المشركون اعترفوا بـ “توحيد الربوبية”، وهذا يعني أن الكفار يؤمنون بأن الله تعالى هو الخالق الذي يفوق العبادة والقادر على خلق الإنسان والحيوان والطير، وخلق السماوات والأرض والجن، ويدل ذلك على معرفة الكفار بأن الله عز وجل موجود، كما ورد في القرآن الكريم في سورة العنكبوت الآية 61، “ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله، فأنى يؤفكون”، ولكنهم لم يعترفوا بأنواع التوحيد الأخرى التي هي شرط من شروط عبادة الله والإسلام، حيث لم يأتوا بتوحيد الإلهية، والذي يرمز إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، برفضهم قول “لا إله إلا الله محمدًا رسول الله”، والذي يدل على عبادة الله الصمد القيوم دون غيره.
• فالكفار يعترفون بأن الله هو المبدع لجميع المخلوقات والأرض والسماء ومالك كل شيء، ولكنهم لا يوحدونه ولا يعبدونه، لذلك يرى العلماء أن هذا النوع من التوحيد غير كافٍ لإدخال المشركين الجنة.

توحيد الألوهية

• فيما يتعلق بتوحيد الألوهية، فإنه يشير إلى النوع الذي يجعل المؤمن يتمسك بأوامر الله ويمتنع عن نواهيه، ويعبد الله الواحد الأحد ويتوكل عليه. ولكن الكفار لا يقرون بهذا النوع من التوحيد، وقد قال الله تعالى في سورة النحل الآية 36: “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ.

توحيد الأسماء والصفات

• التوحيد الكامل هو الإيمان بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى الإقرار بصفات الله تعالى، والتعرف على أسماء الله الحسنى وكماله. فالقرآن الكريم يدل على أن الله تعالى مُنزه عن كل شيء ولا يُشبهه شيء، وذلك كما جاء في سورة الشورى الآية 11: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

لماذا اقر مشركي العرب بتوحيد الربوبية

يرون العلماء أن توحيد الكفار بالربوبية، على الرغم من أنه كان موجودًا، لم يكن كاملاً، حيث كانوا لا يؤمنون بالبعث، وكانوا يهينون المرأة ويتخوفون من عارها، كما كانوا يتجنبون الفتيات حتى لا يتعرضوا للعار. كما لم يؤمنوا بقدرة الله على إحداث الأمطار وسقوطها، بل يرجعون ذلك إلى النوّات، ولذلك لم يكن توحيدهم كاملاً، كما أكد العالم ابن كثير والعالم محمد عبد الوهاب في كتابهما عن التوحيد.

أجبنا من خلال هذا المقال على التساؤل الذي طرح الكثيرون حول نوع التوحيد الذي أيقنه الكفار وذلك بالأدلة العلمية، بالإضافة إلى إيضاح وشرح أنواع التوحيد التي تغاضى عنها المشركين ، مما جعلهم يخرجون من رحمة الله، وهو القادر فوق عبادة وأرحم الراحمين، فيما يُمكنك عزيزي القارئ الاستزادة والاطلاع على تفاصيل أكثر حول التوحيد وأقسامه بحث عن التوحيد واحكامه عبر الموسوعة العربية الشاملة.