الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الاصل في حكم الطلاق وأنواعه

Add a heading192 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال من موسوعة، سنوضح لكم معنى الطلاق وحكمه، حيث يعني الطلاق في اللغة العربية التحرر من شيء ما أو إزالة القيد، أما كمصطلح فيشير إلى إنهاء عقد الزواج باتفاق الزوجين. وهو أمر مشروع وموجود في القرآن الكريم، ويسمح بالطلاق مرتين قبل أن يصبح الرجوع للزوجية غير ممكن، ولكنه ليس حلالاً في جميع الحالات. وسنقدم لكم في السطور التالية الحالات التي يحل فيها الطلاق.

الاصل في حكم الطلاق

أعلن العلماء والفقهاء أن حكم الطلاق يتوقف على الأسباب التي أدت إلى حدوثه، وقسموا حكم الطلاق إلى خمسة أنواع وهي:

الوجوب

يجب على الزوج أن يطلق زوجته في حالة حدوث أزمة كبيرة تؤدي إلى الإيلاء، وذلك بأن يحلف الزوج بعدم مس زوجته وهجرها. إذا مضت أكثر من 4 أشهر ولم تتحسن الأمور بينهما، فيجب على الزوج أن يطلق زوجته. وإذا رفض الزوج ذلك، يتخذ القضاء القرار بطلاق الزوجة.

الإنابة

يُصبح حكم الطلاق مُجيزًا في حالة عدم احترام الزوجة لحدود الله، أو إذا رغبت في خلع زوجها بسبب عدم تنفيذ حقوقها.

الإباحة

يصبح الطلاق مسموحًا إذا كان هناك سبب منطقي وجيد يتطلب ذلك، مثل سوء المعاملة من الزوج أو سوء أخلاقه.

الكراهة

يصبح الطلاق حكمه مكروهًا إذا لم تكن هناك عوامل كبيرة أدت إلى ذلك، أو أن يريد الزوج أو الزوجة الطلاق بسبب مشاكل صغيرة لا تستدعي ذلك.

التحريم

يصبح الطلاق حرامًا ويُعتبر “طلاق بدعي” إذا طلق الرجل زوجته بعد التطهر من الجماع أو خلال فترة الحيض في حالة المتزوجة.

أنواع الطلاق

يُعرّف الطلاق السني على أنه الطلاق الذي يتم الالتزام فيه بجميع شروط الإسلام:

الطلاق السني

  • لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته أثناء فترة الحيض، لكي لا يتم تمديد فترة العدة.
  • لا ينبغي للزوج أن يطلق زوجته عقب التطهر من الجماع، حيث أن العدة في هذه الحالة غير واضحة لها بسبب عدم إعلام الزوج عن الحمل بالأساس.
  • ينبغي أن يكون الطلاق مرة واحدة، مما يمنح فترة مهلة بين الزوجين إذا كانا يرغبان في الرجوع.

الطلاق البدعي

هذا هو المقابل العكسي لطلاق السنة النبوية الذي يتطلب من الزوج الالتزام بشروط وضوابط الإسلام المحددة في الطلاق، مثل:

  • أن يطلق زوجته في فترة الحيض.
  • أن يطلق زوجته وهي فترة النفاس.
  • أن يطلق زوجته بعد أن يتطهر من الجماع.
  • أن يُطلق زوجها عنها ثلاث مرات، سواءً كان ذلك دفعة واحدة أو بشكل منفصل.

الطلاق الرجعي

يعتبر الطلاق الرجعي هو الطلاق المشروع الذي يسمح للزوج بإعادة زوجته إليه، إما بعد الطلاق مرة واحدة أو في حالة الطلاق مرتين خلال فترة العدة.

الطلاق البائن

يُعدّ الطلاق نهاية لعقد الزواج، وينقسم إلى عدة أنواع، مثل:

طلاق بائن بينونة صغيرة

هو نوع من أنواع الطلاق المسموح للرجل لاستعادة زوجته بعد انتهاء فترة العدة للمطلقة، سواء كان الطلاق مرة واحدة أو مرتان، ولكن في هذه الحالة يتم صياغة عقد زواج جديد عكس الطلاق الرجعي الذي لا يتطلب عقد زواج جديد.

طلاق بائن بينونة كبيرة

في هذا النوع من الزواج، لا يسمح للزوج بالعودة إلى زوجته بعد الطلاق إذا كانت الطلاقة الثلاث، ولا يجوز للزوج العودة إلى زوجته مرة أخرى إلا إذا تزوجت الزوجة من رجل آخر وانفصلت عنه أو توفي زوجها الثاني، ويكون الزواج الثاني بعد انتهاء عدتها، ففي هذه الحالة يمكن للزوج الأول العودة إليها، وهذا الحكم وفقا لما ورد في قوله تعالى في سورة البقرة (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ۗ فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله ۗ).

الطلاق الصريح

الطلاق الصريح هو عندما ينطق الزوج بكلمة الطلاق أو أي كلمة مشتقة منها مثل “طالق”، ويشمل أيضًا الألفاظ التي تعني الطلاق وهي: السراح والفراق.

الطلاق الكنائي

يعني الطلاق الكنائي الطلاق الذي لا يتم بالصيغة الصريحة ولكن يوحي بالطلاق، وفي هذه الحالة يجب على الزوج توضيح معنى ما قاله إن كان قد قصد الطلاق أم لا، وذلك للحفاظ على حقوق الطرفين.

شروط الطلاق في الإسلام

  • يجب أن يكون عقد الزواج صحيحًا وشرعيًا ومسجلًا.
  • أن يكون الزوج عاقلاً، أي أنه لا يعاني من اضطراب عقلي، وفي حالة وقوع الطلاق أثناء حالة سكر، فقد كان هذا موضع خلاف بين العلماء، حيث أشار بعضهم إلى صحة وقوع الطلاق في هذه الحالة، وأشار آخرون إلى عدم صحته بسبب غياب العقل.
  • يشترط أن يكون الزوج بالغًا، ولا يمكن الطلاق من شخص قاصر لم يصل إلى سن الرشد بعد.
  • يتطلب حدوث الطلاق نية الزوجين والاتفاق بينهما.
  • يشترط تحديد الزوجة بوصفها أو بالنية أو بالإشارة.
  • يجب ذكر لفظ الطلاق بصراحة في عقد الطلاق، أو استخدام الألفاظ التي تعبر عن معناه، وإذا لم يتم ذكر لفظ الطلاق بصراحة، فيجب أن يكون هناك نية واضحة لإصدار الطلاق.

ملحوظة هامة: إذا كان الزوج مريضًا بمرض مزمن أو غير مزمن، فلا يحدث طلاق في هذه الحالة، وإذا كان مضطرًا للطلاق فلا يجوز الطلاق، وإذا نطق بلفظ الطلاق غير قصده، فإن الطلاق يحدث في هذه الحالة، وفي حالة سفه الزوج، فإن الطلاق يحدث وقد اختلف بعض الفقهاء في صحته، وأما في حالة غضبه، فإن الطلاق لا يحدث.

أنواع عدة الزوجة

فترة العدة هي الفترة التي يجب على الزوجة الالتزام بها وإكمالها بالكامل، حيث تعني أنها يجب أن تمتنع عن الزواج حتى نهاية الفترة، ولا يحل لها الزواج خلال تلك الفترة، وتنقسم العدة إلى ثلاثة أنواع:

عدة القروء

يشير بعض الفقهاء من المالكية والشافعية إلى أن المصطلح “القروء” يُطلق على المرأة الطاهرة من الحيض، أما الحنابلة والحفنة فقد أشاروا إلى أنه يدل على الحيض، وأوضح الفقهاء أن فترة العدة في هذه الحالة هي ثلاثة “قروء” أي ثلاث حيضات، كما ورد في قوله تعالى “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”، وذلك في الحالات التالية:

  • إذا كان زواج المرأة شرعياً وقد دخل عليها الزوج، فإذا لم يدخل بها في تلك الحالة يُسقط عنها العدة.
  • في حالة عقد الزوج على الزوجة ودخوله بها دون الإعلان عن ذلك لأهلهما.
  • إذا لم يكن الزواج صحيحًا وتم إنهاؤه بالطلاق القضائي بسبب خرق أحد شروطه.

عدة الأشهر

مدة العدة الشرعية هي 3 أشهر، وتخص الزوجة الصغيرة التي لم تحتاج إلى الحيض بعد، أو الزوجة الكبيرة في السن التي بلغت سن اليأس ولم تعد تحيض، أو النساء اللاتي لم يبلغن سن الحيض. وذلك وفقًا لقوله تعالى في سورة الطلاق (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم، فإن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن). وإذا توفي الزوج، يجب على الزوجة الالتزام بفترة العدة التي تصل إلى 4 أشهر و10 أيام، وفقًا لقوله تعالى في سورة الطلاق (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا).

عدة وضع الحمل

هي فترة العدة التي تخضع لها المرأة الحامل، وتنتهي بنهاية فترة الحمل، وفقًا لما ذكره الله تعالى في سورة الطلاق (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)، وذلك إذا كان زواجها صحيحًا أو فاسدًا.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى