الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة | موسوعة الشرق الأوسط

أقسام التوحيد في سورة الفاتحة

سورة الفاتحة” هي إحدى أعظم سور القرآن الكريم، وهي سورة مكية نزلت في مكة المكرمة، وتتألف من 7 آيات، وتسمى “أم الكتاب” لأنها تحتوي على معاني التوحيد، حيث تشمل أنواع التوحيد الثلاثة: التوحيد الإلهي والربوبي وأسماء الله وصفاته، وذلك من خلال ذكر الأسماء الثلاثة لله (الله، الرب، الرحمن) في السورة)

توحيد الربوبية في سورة الفاتحة

  • يعني توحيد الربوبية إفراد الله عز وجل بأفعاله، فهو الخالق المدبر مالك المُلك المحيي المميت الضار النافع، وإفراده عز وجل بأسمائه وصفاته.
  • يعني المصطلح الربوبية إيمان العبد بأن الله تعالى هو خالقه ومربيه ورازقه، وأنه يدير شؤونه وهو المالك والمسيِّر لكل شيء، وهو الوحيد الذي يجيب دعاء المضطرين من عباده، فالأمر كله بيده وبيده الخير كله، دون وجود شريك أو نظير له.
  • والربوبية تعني أن مشيئة الله وقدرته هما السائدان، إذ أن الله هو الذي خلق السموات والأرض والأشجار والجبال والبحار والأنهار.
  • تثبت سورة الفاتحة توحيد الربوبية في الجزء العام الذي يتعلق بجميع الخلق، والجزء الخاص الذي يتعلق بأولياء الله تبارك وتعالى، وذلك بقوله تعالى: `رَبِّ الْعَالَمِينَ`، و`وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ`.
  • إن الله عز وجل هو رب جميع المخلوقات، وهو الذي يمنحها نعمه وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف فيها، وجميع المخلوقات التي خلقها في الكون تشير إلى وجود الله عز وجل وكماله في ذاته وصفاته.
  • بخلاف سورة الفاتحة، يتضمن بعض السور معنى توحيد ربوبية الله، على سبيل المثال، كما جاء في سورة يونس: قل لهم: من يرزقكم من السماء والأرض؟ من يمتلك السمع والأبصار؟ من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟ ومن يدير الأمور؟ فسيقولون: هو الله. فقل لهم: أفلا تتقون؟.
  • ويمكن القول بشكل عام أن ثمار توحيد الربوبية تتمثل في شعور المسلم بالطمأنينة والراحة النفسية عندما يؤمن بأن له ربًا عالمًا بحاله وقادرًا على تغييرها، وأنه يلجأ إليه في الأوقات الصعبة والمحن.
  • يؤمن بأن الله هو الرزاق الوحيد، ولذا فإنه يعتمد فقط عليه في الرزق، ولا يلجأ إلى البشر ولا يذل نفسه أمام أحد منهم.
  • من فوائد توحيد الربوبية أنه يجعل المؤمن يشعر بأنه لا يخاف إلا الله وحده، وهذا ينمي داخله الشجاعة ويزيد من يقينه بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له، لأن الله هو الضار والنافع الحقيقي.

توحيد الألوهية في سورة الفاتحة

  • تُعرف توحيد الألوهية أيضًا باسم توحيد العبادة، وهي قيام العباد بأفعال تؤدي إلى التوحيد بالله، حيث تكون هذه الأفعال خاصة بالله فقط، وتسمى هذه الأفعال بالعبادات.
  • تتضمن أفعال توحيد الألوهية الصلاة والصيام والزكاة والحج والدعاء والرجاء والرهبة والرغبة والاستغاثة والحلف والنذر والاستعانة والحمد، وغير ذلك.
  • في هذه الأفعال، يتم إفراد الله عز وجل بالعبادات في جميع أنواعها، سواء بالقول أو العمل، وسواء كانت ظاهرة أو باطنة، في السراء والضراء.
  • تعني التوحيد أنه لا يوجد إله سوى الله، ولا يجب عبادة أي شيء آخر سواه، ولا يجب على عباده دعوة أي شخص آخر إلا الله، سواء كان نبيًا أو صنمًا أو حجرًا أو شجرًا أو وليًا.
  • لذلك، يعد طلب الشفاء أو النصر أو الدعاء لأي شيء أو مخلوق آخر غير الله سبحانه وتعالى من الشرك والتعدي على توحيد الألوهية في كل ما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة.
  • وقد ذكرت سورة الفاتحة توحيد الألوهية في قول الله تعالى: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”.
  • ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: يعتبر الله هو الإله الذي يجب علينا عبادته، ولذلك يستخدم هذا الاسم في التعبد، ومن أمثلة ذلك: الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا إله إلا الله.
  • وهناك سور أخرى ذكرت معنى توحيد الألوهية، مثلما جاء في قول الله تعالى في سورة البينة: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”، وما جاء في قوله تعالى في سورة الذاريات: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.
  • يتضمن معنى توحيد الألوهية ركنين؛ الأول هو النفي، أي نفي وجود معبود سوى الله عز وجل لأنه الوحيد المستحق للعبادة، والثاني هو التأكيد، أي تأكيد أن الله وحده هو الذي يستحق العبادة، وهذا هو معنى “لا إله إلا الله.

توحيد الأسماء والصفات

  • يعني توحيد الأسماء والصفات إفراد الله عز وجل بأسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه، وصفاته التي وصف بها نفسه والمذكورة في القرآن الكريم.
  • ويتضمن توحيد الأسماء والصفات إثباتًا لأن الله وحده يمتلك جميع صفات الكمال التي ذكرت في كتابه الحكيم وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بطريقة تليق بجلاله وعظمته دون تحريف أو تفسير أو تحوير أو تصوير أو مقارنة.
  • يجب الإيمان بجميع أسماء وصفات الله الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، فهو الرحيم الرؤوف الحكيم، والإيمان بأنه واحد في ذاته وأسمائه وصفاته، وأنه ليس له شريك، فهو المخلص الوحيد الذي يخلق ويرزق ويرحم عباده ويتولاهم، وينجيهم برحمته من النار.
  • ذكرت سورة الفاتحة معنى توحيد الأسماء والصفات في قوله تعالى: “الرحمن الرحيم“.
  • تتجلى أهمية توحيد الأسماء والصفات في أنها جزء من باب الإيمان بالله عز وجل، والذي يُعد الهدف الأساسي لخلق الله تعالى لعباده، حيث لا يكتمل عبادة الله وحده وإنكار ما سواه إلا بمعرفة أسمائه وصفاته التي تنزيهه من كل نقص وخلل.
  • ينبغي لنا أن نتعلم جميع الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى، حيث أنها تمثل أعظم المعارف التي تعرف الخالق الذي وُصف بصفات الكمال، والمنزه عن كل نقص.
  • قام السلف ببناء علمهم على معرفة أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى وتطبيقها في العمل، لأن ذلك هو أساس معرفة العبد لخالقه، ومن ثم معرفته لعمله والعلاقة الرابطة بينه وبين الله عز وجل، ونظرًا لأن معرفة الله بحق يدل على شدة حب العبد له، فإن معرفة أسماءه وصفاته هي باب لمعرفة الله، والله ينصر وينجي كل من يعرفه بحقه.
  • ومن فوائد توحيد الأسماء والصفات، هو أن الله تعالى هو أصل العلوم الدينية، وعدم معرفة الله تجعل الإنسان ينسى نفسه، ويصبح بلا هدف وبقلب مشتت في دروب الحياة، وجاء في قول الله تعالى في سورة الحشر: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.

إياك نعبد وإياك نستعين دل على نوع من أنواع التوحيد هو توحيد

  • إياك نعبد وإياك نستعين يدل على نوع من التوحيد وهو توحيد الربوبية.

قوله تعالى مالك يوم الدين دل على نوع من أنواع التوحيد هو توحيد

  • يدل قوله تعالى “مالك يوم الدين” على نوع من أنواع التوحيد وهو توحيد الربوبية.

أسئلة شائعة

ما أنواع التوحيد الموجودة في سورة الفاتحة؟

تتضمن أنواع التوحيد المذكورة في سورة الفاتحة توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

3 في سورة الفاتحة ما يدل على توحيد الأسماء والصفات وهي قوله تعالى؟

جاء في سورة الفاتحة خمسة من أسماء الله الحسنى وهي: الله، الرب، الرحمن، الرحيم، الملك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى