الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أرأيت الذي يكذب بالدين تفسير

أرأيت الذي يكذب بالدين تفسير | موسوعة الشرق الأوسط

أرأيت الذي يكذب بالدين تفسير

  • قال الله عز وجل في سورة الماعون: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)”.
  • تلك الآيات الكريمة التي وجهها الله سبحانه وتعالى كانت موجهة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
  • في هذا القرآن الكريم، نرى تعجباً من الحال التي وصل إليها المشركون، إذ لم يصدّقوا الدين وما جاء به، ولم يحققوا حقوق الأيتام ولم يتصدّقوا على غيرهم بالمال الذي أعطاهم الله، كما تركوا الصلاة وامتنعوا عن دفع الزكاة.
  • تعبر تلك الآيات الكريمة عن التعجب من حال المشركين وتجاوزهم لأقصى درجات الجهل والكفر والجحود بالله عز وجل.
  • وفي تلك السورة، حث الله تعالى عباده على إكرام الأيتام والحفاظ على الصلوات وإخلاصهم في جميع أعمالهم، وعدم امتناعهم عن إعطاء القليل من ممتلكاتهم وأموالهم.

ما معنى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ

  • يقول الله تعالى في بداية سورة الماعون: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ“.
  • في هذه الآية، يوجه الله تعالى حديثه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يسأله عمن يكفر بالدين وما جاء به من ثواب وعقاب، ولا يتبع أوامر الله ولا يتجنب نواهيه.
  • ومما جاء في تفسير تلك الآية: حدثني محمد بن سعد، قال: أخبرني أبي، قال: أخبرني عمي، قال: أخبرني أبي، عن جده، عن ابن عباس، في قوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) قال: الشخص الذي يكذب بحكم الله عز وجل.
  • يتساءل الله سبحانه وتعالى في هذه الآية بغرض التعجب من حال الذين كفروا بكل ما جاء بالدين، والمقصود بتكذيب الدين هو نفي ما أقره الدين بوجود يوم الحساب ووجود جزاء وحساب في الدار الآخرة.
  • ذلك ما جعل المشركين غير مستعدين لمقابلة خالقهم عز وجل، فتجاهلوا الآخرة وأصبحت الدنيا هدفهم وشغل همهم، ولذا كانوا حريصين جدًا على الحياة الدنيا، مما جعل قلوبهم قاسية.
  • من التفسيرات الأخرى لهذه الآية أنه يتم الحذف في الكلام، والمقصود منها: هل المصيبة هي ما يفترض أن يكون أم هو مخطئ.

تفسير سورة الماعون

  • وفي الآية الثانية: قال الله تعالى في سورة الفجر: `فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ`، وذلك بمعنى أن من صفات المشركين هي دفعهم لليتيم عن حقه بشكل قوي، وظلمهم وقهرهم؛ لأنهم لم يخشوا عقاب الله، ولأن قلوبهم امتلأت بالقسوة والجفاء.
  • لقد تشابه هذا المعنى مع ما جاء في سورة النساء، حيث كانوا لا يعطون النساء والأطفال الصغار حقهم من الميراث.
  • في آية ولا يحض على طعام المسكين، يتم إكمال وصف المشركين بأنهم يبخلون بالمال ويكذبون بالجزاء في الآخرة، لذلك لا يأمرون أنفسهم أو أفراد عائلاتهم بتقديم الطعام للمحتاجين.
  • في الآية المذكورة، يُحذر الله سبحانه وتعالى المصلين ويتوعدهم بالعذاب والهلاك إذا لم يؤدوا صلاتهم، ولكن هؤلاء المصلين يكونون غافلين عن أداء الصلاة ويتركون أركانها ووقتها، وبذلك يعصون الله في أمرٍ مهم فرضه عليهم، والذي سيُسألون عنه يوم القيامة، وهم لا يخشون عقاب الله بترك صلاتهم.
  • قال سعد بن أبي وقاص في تفسير تلك الآية: قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في قوله: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” – قال – : (الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، تهاونا بها).
  • فسّر ابن عباس هذه الآية بأن المنافقين هم أولئك الذين يتركون الصلاة سرًا، ويصلونها علانية، وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى.
  • والذين يراءون، أي الذين يقومون بالأفعال لأجل رياء الناس، فالمصلين منهم لا يصلون بغرض العبادة، وإنما يصلون حتى يقول الناس عنهم أنهم يصلون.
  • يشير مصطلح (الماعون) في قولهم: {ويمنعون الماعون} إلى المستلزمات والأدوات التي يتبادلها الأفراد مثل القدر والفأس والدلو.
  • فقد قال الزجاج : يعني المبر وأبو عبيد في الجاهلية كل ما فيه منفعة، سواء كانت قليلة أو كثيرة، بما في ذلك الفؤوس والدلاء والأواني وكل ما يحمل منفعة.
  • وأخرجَ ابنُ أبي حاتمٍ وابنُ مردويهِ عن قرَّةَ بنِ دعموصَ النميريِّ أنَّهم وفدوا إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم، فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما تعهَّدَ إلينا؟ قال: لا تمنعوا الماعون، قالوا: وما الماعون؟ قال: في الحجرِ والحديدةِ وفي الماءِ، قالوا: فأيُّ الحديدةِ؟ قال: قدوركم النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنون بهِ، قالوا: وما الحجرُ؟ قال: قدوركم الحجارة.
  • تم تفسير كلمة `الماعون` على أنها تشير إلى الزكاة، أي أنهم يمتنعون عن دفع ما هو مستحق من زكاة.
  • صرح قطرب بأن الماعون يعني القليل من الشيء، ولذلك يُطلق على الزكاة والصدقات اسم الماعون لأنها تشكل جزءًا قليلاً من شيء كبير.
  • لا يجوز منع كل تلك الأشياء، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “قلت يا رسول الله، ما هو الشيء الذي لا يجوز منعه؟” فأجاب: الماء والنار والملح. قلت: يا رسول الله، فهذا الماء، فماذا عن النار والملح؟ فأجاب: “يا عائشة، من أعطى نارا، فكأنما تصدق بجميع ما طبخ بها، ومن أعطى ملحا، فكأنما تصدق بجميع ما طيب به ذلك الملح، ومن سقى شربة من الماء في مكان يوجد فيه الماء، فكأنما أعتق ستين نفسا، ومن سقى شربة من الماء في مكان لا يوجد فيه الماء، فكأنما أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا، فكأنما أحيا الناس جميعا.

صفات الكافرين في سورة الماعون

أبرزت سورة الماعون مجموعة من الصفات الذميمة في الكافرين وهي:

  • سيتم تكذيبهم في يوم الدين وسيواجهون العقاب أو الثواب على أفعالهم في الحياة الدنيا.
  • القسوة في التعامل خاصة مع اليتامى.
  • عدم البذخ في المال وعدم تحث النفس والأهل على إطعام المساكين.
  • إهمال الصلوات وتركها حتى يفوت وقتها وتضييعها.
  • نفاقهم يتجلى في أفعالهم، فالأفعال التي يقومون بها لا تهدف إلا لإظهارهم أمام الناس.
  • يمتنعون عن إعادة المستلزمات الغير مضرة التي تم إعارتها.
  • لأنهم لا يحسنون العبادة لله سبحانه وتعالى ولا لخلقه.

سبب نزول أرأيت الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ

أما عن أسباب نزول سورة الماعون فهي كالتالي:

  • هناك اختلاف فيما بين العلماء حول سبب نزول آية “أرأيت الذي يكذب بالدين”، فقد ذكر مقاتل والكلبي أن الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي، وذكر ابن جريج أن أبا سفيان بن حرب كان يذبح جزورين كل أسبوع، وعندما سأله يتيمًا، قام بتهديده بالعصا، وعلى إثر ذلك نزلت الآية.
  • أما آية `ولا يحض على طعام المسكين` فقد نُزِلَتْ لأن المنافقين كانوا يبررون بخلهم على الفقراء والمساكين.
  • نزلت آيتان في سورة الواقعة تحذر المنافقين الذين يتركون صلاتهم ويتجاهلونها بسبب عقاب تركها، وكانوا يتركون وقت أدائها يخرج.
  • نزلت آية `وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ` لأن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر أن الكفار كانوا يرفضون مساعدة المسلمين وطلباتهم للاستعارة منهم أدوات مثل القدر والدلو والفأس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى