الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة

آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة | موسوعة الشرق الأوسط

لغة العربية لا توجد لغة أكثر شمولية واستيعابًا للمعاني منها، فهي تحتوي على ألفاظ تعبر عن كل المفاهيم والمعاني، وفيما يتعلق بالصداقة، فاللغة العربية تحمل الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث التي تدل على أهمية الصداقة ودورها في حياة الإنسان، فالصديق هو الشخص الذي يتمتع بالصدق والمحبة، والصحب هو الشخص الذي يرافقك لفترة زمنية محددة، وتوضح اللغة العربية الفرق بينهما. وستعرض هذا المقال على موسوعة الآيات القرآنية والأحاديث التي تتحدث عن الصداقة وأهميتها في حياة الإنسان.

جدول المحتويات

آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة

يقول الله تعالى في سورة الزخرف، الآية 67: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.” وقد ذكر محم بن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية أن الأصدقاء الذين يجتمعون في الدنيا على الآثام والمعاصي، سيصبحون في الآخرة أعداء، وسيبرئ كل شخص من صاحبه، إلا من جمعتهم صحبتهم على حب الله وطاعته.

  • أشار بن كثير رحمه الله وغفر له في تأييده لتفسير الطبري إلى أن كل صحبة تجمع على غير حب وطاعة الله فهي عداوة يوم القيامة.
  • تحوي الآية الكريمة على بعض المناظر والمعاني التربوية التي تؤكد على أن الصداقة القائمة على القيم التي حث عليها الإسلام، والتي نص عليها سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، من حب وإيثار على النفس والإخلاص والصدق وغيرها من سمات دين الإسلام.
  •   ومن تصاحبوا في الخير وعلى الخير، ويحبون في الدين ويحرصون على تأدية شعائره وغيرها، فيجتمعون يوم القيامة على ما ماتوا وتفرقوا عليه.
  • أما الاجتماع مع الأشخاص الذين يسعون وراء المفاسد والمعاصي والأغراض الدنيوية، والذين لم يؤدوا حق الله في عبادته وغيرها، فسوف يجتمعون في يوم القيامة على ما تفرقوا وماتوا عليه، وسيبرأ كل شخص من صاحبه، ولن ينفع الصداقة في هذا اليوم إلا الشخص نفسه.
  • تولي الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالعلاقات الإنسانية التي تقوم على أسس وضوابط ثابتة تخدم العقل والروح والقلب، وبناءً عليه، تم تحديد بعض الخصائص التي يجب تتوفر في الصديق، ويمكن اعتبارها الخصائص الأساسية للصديق في الإسلام، وتتمثل في ما يلي:
    • الارتباط بالعقيدة : يستند أساس الصداقة في الإسلام على العقيدة السليمة والخلق الحميد. فلا يمكن أن يحقق الصديقون الخير معًا إذا كان أحدهما عاصيًا ويدفع صديقه نحو السوء والفساد. بالعكس، سيكون هذا الصديق سببًا في ضياع صديقه وخسارته لدينه ودنياه. ولهذا، حذرنا نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من الصديق السيئ وأشار إلى أن الصديق السيئ يشبه حامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما يفوح بعبيره أو يتاجر به، ونافخ الكير إما يحرق ثيابك أو يفوح برائحة كريهة.
    • كما أشرنا سابقًا، فإن هناك أنواعًا من الأصدقاء في هذه الحياة، والذين قد يكونون أعداء لأصحابهم في الآخرة كما أشار إلينا القرآن الكريم.
    • الإعانة علي الطاعة: الصديق الصالح هو واحد من أفضل الأرزاق التي يمكن أن يمنحها الله للعبد، فالصديق الصالح هو من يساعد صاحبه على اتباع طريق الخير والصلاح، لذلك يجب علينا جميعًا أن نسعى لإيجاد صديق صالح يكون لنا عونًا في طاعة الله.
    • الصديق مرآة صاحبه: إذا كان صديق الشخص يدل على شيء، فذلك يدل على هوية هذا الشخص، لأن الأصدقاء يتصادقون فقط مع الأشخاص المشابهين لهم. وفي حالة كان الصديق صالحا ومقربا من الله، فسوف يتشابه الصديق معه ويهديه إلى نفس الطريق، بالإضافة إلى قيمة الصداقة العظيمة سواء في الدنيا أو في الآخرة. وفي الدنيا، قد سبق وأشرنا إليها، وفي الآخرة ستكون: :
    • أشار الله إلينا في قوله تعالى “ولا صديقٍ حميمٍ” في سورة الشعراء الآية رقم 101، فالصديق الحميم أو القريب هو الذي يساعد صاحبه على الوصول إلى الجنة، وليس العكس.

آيات قرآنية عن الصديق الصالح

كما ذكرنا سابقًا، الصديق الصالح هو واحد من أفضل أنواع الرزق التي يمكن أن يمنها الله على عباده، حيث يمثل أحد الطرق والسبل للوصول إلى الجنة، بالإضافة إلى أنه يعد واحدًا من أقوى وأفضل المعونات للالتزام بالخير وتجنب الشر والهلاك، ويوجد العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الصديق الصالح، ومن بينها الآية التالية:

  • في هذه الآية الكريمة، يخاطب الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحثه على الصبر والثبات مع أصحابه الذين يذكرون الله ويسبحونه ويحمدونه ويدعونه في صلواتهم، لأنهم يطمحون في الصلاح والخير في الآخرة دون الاهتمام بالأمور الدنيوية:
    • واحتمل نفسك مع الذين يدعون ربهم بالصلاة في الصبح والمساء، يطلبون وجهه. ولا تحدث نفسك عنهم، ترغب في زينة الحياة الدنيا.” سورة الكهف الآية رقم 28.
  • بالإضافة إلى قوله تعالى في سورة الفرقان الآية 24 عن مقام أصحاب الجنة الذين سارعوا إلى فعل الخيرات والحسنات، يوضح تعالى جزائهم في الآخرة بأنهم سيجتمعون سوياً.
    • ” أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا  “

حديث الرسول عن حسن اختيار الصديق

حدثنا حبيبنا المصطفي كثير عن حسن اختيار الصديق، فالصديق الصالح يجر صاحبه نحو الجنة، عكس صديق السوء، بالإضافة إلى كون الصديق مرآة صاحبة، يعكس دينه وخلقه وغير من صفاته، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن حسن اختيار الصديق الأتي:

  • إذا كان المرء على دين صاحبه فعليه أن ينظر من يخالله
  • بالإضافة إلى قول رسول الله عن الصاحب الصالح أنه هو من ينفع صاحبه ولا يضره، فإن الكثير من أصحابنا اليوم يتحلى بهذه الصفة :
    • خير الأصحاب عند الله هو الذي يكون خيرًا لصاحبه، وخير الجيران عند الله هو الذي يكون خيرًا لجاره
  • كما أشار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإنه ينبغي مصاحبة المؤمن التقي فقط، ولا يجوز لنا أن نتناول الطعام مع غير المتقين، فقد قال: “إنما يطعمكم التقوى :
    • ”  لا تُصاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، ولا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ

في النهاية ومع وصولنا للحظة الختام في مقالنا الذي دار تحت عنوان “آيات قرآنية وأحاديث عن الصداقة ” نكون قد أشرنا إلى الكثير من الآيات التي أشار الله لنا فيها هو وحبيبنا المصطفي إلى مخاطر وجود صاحب السوء، وعدم تواجد الصديق الصالح في حياتنا.

كما يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع علي معلومات أكثر من خلال المواضيع الأتية:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى