الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز اعطاء الزكاة للخالة

shutterstock 179364680 | موسوعة الشرق الأوسط

هل يمكن أن يتم إعطاء الزكاة للخالة الفقيرة؟” سأجيب على هذا السؤال العزيز على قلبي من خلال هذه المقالة، لأن الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمس التي حثنا عليها الحبيب المصطفى، حيث قال: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إلٰه إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”، فإذا كان العبد الصالح يخرج الصدقات والزكاة في شهر رمضان الكريم، حيث تضاعف الأجور، ليحاسبه الله على الحسنات بعشرة أضعافها، ولأن شهر رمضان الكريم هو شهر تنزل فيه الرحمة على عباد الله، فلماذا لا يرحم العبد أقرب الناس إليه، مثل خاله أو خالته أو عمه أو عمته، ويخرج الزكاة لهم؟ فما هو حكم الشريعة بخصوص إخراج الزكاة للخالة بالتحديد؟ هذا ما سأتحدث عنه في هذه الموسوعة، فتابعونا”.).

جدول المحتويات

هل يجوز اعطاء الزكاة للخالة

يحرص كل مسلم على المسارعة إلى الخيرات في شهر رمضان الكريم حيث المغفرة والرحمة ويغلل الله تعالى الشياطين، ويُنزل الملائكة في السماء، حيث سلام الأرض يعمّ وتسكن النفوس الممتلئة بالضجة والحيرة والغضب، ويقنت العبد للمولى عز وجلّ راجيًا منه التوبة النصوحة والمغفرة والغفران وكتابة خير الأقدار له.

إن إخراج الزكاة من الأعمال المباركة التي تصلح أحوال المسلم وتطهر أمواله، وخاصةً عندما يتم إخراج تلك الأموال للأقارب، فقد قال الله تعالى في سورة التوبة الآية 60: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.” فإن زكاة المال تحمل بركة وطهارة وتزيد في الخيرات والنعم. وسنستعرض في النقاط التالية حكم الشرع في إعطاء الزكاة للخالة:

  • تم تقسيم قسم إخراج الزكاة للأقارب في مجمع البحوث الإسلامية إلى قسمين؛ القسم الأول يشمل الأقارب الذين يجب على المسلم تحمل نفقاتهم، ولذلك لا يتم إخراج الزكاة عليهم، بل يجب على المسلم تلبية حاجاتهم التي لا تجعلهم في حاجة إلى الزكاة، مثل الفقراء والمحتاجين والأبوين والأولاد والزوجة. ولم يجز الشرع إخراج الزكاة على هذه الفئة، بل يجب على المسلم كفايتهم تمامًا في المسائل المتعلقة بهم.
  • أفاد الفقهاء بجواز إخراج الزكاة للخالة، حيث اعتبرها البعض صلة رحم، وذلك لأن إخراج الزكاة أمرٌ أمر به رب العالمين، وقد جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام `الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة`.

هل يجوز إعطاء الزكاة للاقارب المحتاجين

  • أشار مركز الفتوى إلى أنه فيما يتعلق بالأقارب من الخالات والعمات والأعمام، يجوز إخراج الزكاة لهم ويأتوا في المرتبة الأولى من الأشخاص الذين يتلقون الزكاة، ولا يُشترط دعمهم المادي.
  • لفت الفقهاء إلى جواز إخراج الزكاة على الخالات والعمات والأعمام والخال والعم، ولكن على الجانب الآخر، لا يجب على المسلم دفع نفقاتهم، وكذلك لا يجب عليه دفع نفقة الجدة بناءً على أصولها، أما بالنسبة للعمات، فيجوز عليهم دفع الزكاة ولكن لا يجوز دفع نفقاتهن، وهذا ينطبق عليهن كما هو الحال مع الخالات.

نقدم في هذا المقال حكم الشرع بشأن جواز إعطاء الزكاة للخالة التي تنتمي إلى القسم الثاني من الأقارب، وفقًا للفقهاء. فالزكاة جائزة لها، ولكن ليس مفروضًا عليها النفقة. أما الأقارب الآخرون الذين ينتمون إلى القسم الأول والذين يشملون الأب والأم والأولاد والزوجة، فيجب علينا نفقة الإنفاق عليهم، وليس عليهم أن يتلقوا زكاة لأنهم ليسوا في حاجة إليها، ولذلك يجب تأمين متطلباتهم الأساسية. نسأل الله أن يتقبل منا جميعًا الأعمال الصالحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى