مناسك العمرة كاملة
العمرة هي زيارة المسلمين للكعبة المشرفة وأداء الشعائر المكملة للزيارة، وتختلف مناسك العمرة عن مناسك الحج في العديد من الجوانب، حيث لا يوجد وقت محدد لأداء العمرة ويمكن للمسلم أداءها في أي وقت من العام. وقد ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه أدى العمرة أربع مرات، وفي هذا الموضوع على موقع الموسوعة سنتناول مناسك العمرة بالتفصيل والترتيب الصحيح الذي يجب على كل مسلم اتباعه ليكون على طريق النبي الكريم في أداء العمرة.
مناسك العمرة كاملة
تتضمن مناسك العمرة أربعة أعمال رئيسية، ولا تحتوي على الكثير من المناسك مثل الحج. حيث تبدأ بالإحرام من الميقات المحدد لكل بلد، وتتضمن الطواف بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة وهما جبلان في مكة، ويعد الحلق أو التقصير من مناسك العمرة.
أولاً: النية والإحرام
تبدأ مناسك العمرة بالنية الصادقة والعزيمة على أدائها، وهذا هو الحال في جميع الطقوس والأعمال في الإسلام، ثم يحرم الشخص عند ميقات بلده، والإحرام يكون بالاغتسال والوضوء، ويجب على الرجل والمرأة التطهر بالغسل من الجنابة والحيض وغيرها من الموجبات، ويستحب بعد الاغتسال استعمال الطيب ودهن الجسم به، وارتداء الملابس المخصصة للإحرام والتي تختلف حسب النوع، فالرجال يرتدون الرداء والإزار، والنساء يرتدين ملابسهن العادية بشرط ألا تبرز فيها الجاهلية والتبرج، كما يجب عدم ارتداء النقاب أو القفازات لليدين.
ثانيًا: التلبية
يقوم المعتمر بعد ارتداء الإحرام وقوله “لبيك اللهم عمرة”، بالبدء في التلبية الشرعية التي يستحب فيها للرجال رفع الصوت وجهرهم بها، بينما يتلبى النساء بأصوات عالية دون جهر، وتتكون التلبية من “لبيكَ اللهمَّ لبيكَ، لبيكَ لا شريكَ لك لبيكَ، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والمُلْكُ، لا شريكَ لك”، ويستمر المعتمر في التلبية بهذا النحو حتى يصل إلى الحرم ويبدأ في أداء المناسك الأخرى، مثل الطواف حول الكعبة.
ثالثًا: الطواف بالبيت الحرام
عندما يدخل المعتمر البيت الحرام ، يفضل أن يدخله بقدمه اليمنى ويتجه إلى الحجر الأسود لبدء الطواف، حيث يبدأ وينتهي كل شوط من الطواف عند الحجر الأسود. وإذا تمكن المعتمر من تقبيل الحجر الأسود أو لمسه ، فهذا سنة عظيمة اتبعها الصحابة بعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وإذا لم يتمكن المعتمر من ذلك ، فلا ضرر في ذلك. ويبدأ المعتمر الطواف بجعل الكعبة على يساره، ويطوف سبعة أشواط كاملة، ويسمح للرجال بإظهار كتفهم الأيمن ، وهذا ما يُسمى بالاضطباع.
رابعًا: السعي بين الصفا والمروة
بمجرد الانتهاء من الطواف حول الكعبة، يبدأ المعتمر بمناسك أخرى وهي السعي، وذلك عن طريق السعي بين الصفا والمروة، حيث يوجد صفا ومروة، وهما جبلان مرتفعان في مكة. ومن الأدعية المستحبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بها: “يقال: `لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير`، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.” ويستحب تكرارها ثلاث مرات، بالإضافة إلى العديد من الأدعية الأخرى. ويستمر السعي لمدة سبعة أشواط كاملة.
خامسًا: الحلق والتقصير
يكمل المعتمرون مناسك العمرة بالحلق أو التقصير، حيث يحلق الرجال شعرهم بالكامل، وتقصر النساء شعرهن، وبذلك يكتمل شعيرة العمرة. ويفضل المعتمرون زيارة المدينة المنورة والصلاة في المسجد النبوي، ولكن ذلك ليس جزءاً من مناسك العمرة، بل هو زيارة لهذا المسجد الكريم الذي تعد الصلاة فيه مباركة وتعادل ألف صلاة في غيره، وكذلك زيارة قبر الرسول في المسجد، وزيارة البقيع الذي يدفن فيه معظم الصحابة.