من اسباب عودة الدولة الاسلامية الثانية
يتساءل الطلاب عن أسباب عودة الدولة الإسلامية الثانية. استمرت عائلة آل سعود في جهودها لاستعادة فكرتهم وإنشاء الدولة السعودية منذ سقوط الدولة الأولى، ونجحوا في ذلك بالفعل. كانت هناك أسباب لعودة الدولة السعودية الثانية، كما كانت هناك أسباب لسقوطها مجددًا، ولولا جميع هذه الحركات السياسية، لما رأينا المملكة العربية السعودية التي أصبحت قوة سياسية واقتصادية ودينية وعسكرية لا يمكن الاستهانة بها أبدًا.
يوضح لكم موقع الموسوعة في هذا المقال أسباب عودة الدولة الإسلامية الثانية وأسباب انهيارها، بالإضافة إلى بعض تفاصيل الحياة في تلك الدولة.
من اسباب عودة الدولة الاسلامية الثانية
تسببت جيوش محمد علي باشا، والي مصر في ذلك الوقت، في خراب عظيم في شبه الجزيرة العربية خلال معاركه لتدمير الدولة السعودية الأولى، ولكن رغم كل ما حاوله محمد علي، إلا أن أهالي البادية والمناطق الحضرية حافظوا على ولائهم لمؤسسي الدولة السعودية (آل سعود).
تمكنت عائلة آل سعود من إعادة تأسيس الدولة الإسلامية الثانية عام 1240 هجريًا/1824 ميلاديًا، وكان من بين الأسباب التي أدت إلى إحياء الدولة السعودية مرة أخرى ما يلي:
- تقوم الدولة الإسلامية الثانية على تنفيذ وتطبيق الحدود الدينية وإقامة العدل، ويعملون على تحقيق الاستقرار والوحدة في كل أرجاء الدولة، وهذا ما يجعلها تعود إلى المنطقة الرائدة.
- يتطلب تحقيق الاستقرار السياسي جهودًا مستمرة في شبه الجزيرة العربية.
- تقوم إقرار الحدود الدينية بإقامة العدل بين الناس.
- يتم تحصين شبه الجزيرة وبناء القلاع لحمايتها والحفاظ على أمنها.
- يهدف إلى القضاء على التحزب القبلي المسيطر في المنطقة وجمع جميع المواطنين تحت راية واحدة وهي الدولة السعودية.
- يتعين الحفاظ على تطبيق الشريعة الإسلامية وتنظيمها بمنظور السلفية، تماماً كما كان الحال في الدولة الأولى.
- تشمل تأكيد العلاقات السياسية والعرقية بين جميع شعوب شبه الجزيرة وتطبيق مبدأ الشورى.
- يُعطى مؤسس الدولة لقب الإمام عند تسليم مفاتيح الحكم له، وهذا اللقب يجمع بين القيادة السياسية والدينية.
عاصمة الدولة السعودية الثانية
- اختارت الإدارة السياسية السعودية في ذلك الوقت إمارة نجد كعاصمة للدولة الثانية.
- بعد تدمير مدينة الدرعية على يد إبراهيم باشا، نجل محمد علي والي مصر في ذلك الوقت، بقيت نجد هي العاصمة حتى انهيار الدولة الثانية.
تاريخ الدولة السعودية الثانية يسمى
- سميت الدولة في بدايتها دولة السعودية الثانية نسبة لعائلة مؤسسها “تركي بن عبدالله آل سعود”، الذي قرر أن تكون إمارة نجد هي العاصمة الأولى لدولته.
- بعد سقوط الحصن الأول على يد القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا، نجل محمد علي باشا ووالي مصر في ذلك الوقت.
أول أئمة الدولة السعودية الثانية
- كان حاكم دولة السعودية في ذلك الوقت يُطلق عليه لقب الإمام، وذلك لتعظيم دوره القيادي سياسيًا ودينيًا، ليصبح صاحب السلطة الفعلية.
- كان الهدف من بناء القلاع والثغور حماية الدولة سياسيًا والحفاظ على الدين عن طريق إشرافهم على تنفيذ الحدود والالتزام بالشريعة في جميع الأمور، وهذا ليس أمرًا جديدًا فقد كانت هذه الحالة موجودة أيضًا في عهد الخلفاء الراشدين.
- يُعد تركي بن عبد الله آل سعود أول إمام يظهر في المملكة العربية السعودية الثانية، إذ هو إمام ومؤسس الدولة، وشُهِد على عدالته وعقلانيته في التصرف، بالإضافة إلى شهرته بكتابته الشعر.
من الجوانب الحضارية للدولة السعودية الأولى، والثانية في مجال الإدارة، والحكم
ساهمت تجربة الدولة السعودية الأولى والثانية في تغييرات كبيرة في مجال الإدارة والحكم، خاصة بعد تأسيسهما على أساس الشريعة الإسلامية، وتطبيق القضاء والأحكام القانونية بناءً على القرآن الكريم والسنة النبوية. وفيما يلي نستعرض أهم الجوانب الحضارية للدولتين الأولى والثانية في مجال الحكم:
- ولاية العهد: ولي العهد هو الأمير الذي يُعهد له بالحكم بعد وفاة أو تنازل الحاكم الحالي، ويمكن أن يكون ولي العهد هو شقيق الحاكم أو نجله.
- حكم الأقاليم: يُعيَّن الحاكم المحلي من قبل الإمام ليكون أميرًا للإقليم وممثلًا للإمام، ويتحمل مسؤولية تجهيز الرجال للغزوات وفقًا لأوامر الإمام، ويصبح في بعض الأحيان قائدًا للمعارك.
- الشورى: في عصر الدولة الثانية، كان هناك نوعان من الشورى: الشورى الخاصة التي تتكون من مجموعة من القضاة والفقهاء الذين يجتمعون بأمر الإمام ويقدمون له رأيهم في القرارات الهامة مثل الحروب والتعيينات، والشورى العامة التي هي عقد اجتماعات عامة في بعض المناسبات لمناقشة ودراسة مشكلات الأمة.
سقوط الدولة السعودية الثانية
كما كانت هناك أسباب لبداية الدولة السعودية الثانية، كذلك كانت هناك أسباب لانتهائها، وفيما يلي نستعرض أهم هذه الأسباب:
- حاولت عائلة آل رشيد الإطاحة بآل سعود والسيطرة على السلطة في المنطقة، على الرغم من كونهم من أنصار الدولة الإسلامية الثانية
- أدى الهجوم على قبائل نجد إلى نزاعات مسلحة بين القبائل في المنطقة والدولة.
- يذكر بانهزام القائد عبد الله في أم العصافير ووفاة العديد من جنوده.
- اتفاق الصلح بين آل سعود وآل راشد الذي يتضمن خروج آل سعود من مدينة الرياض.
النظام المالي في الدولة السعودية الثانية
كانت الموارد المالية في المملكة العربية السعودية الثانية خاضعة للشريعة الإسلامية وتأتي من مصادر شرعية فقط، وفيما يلي سنذكر مصادر دخل الدولة الرئيسية:
- الزكاة: الزكاة هي الجزء المحدد من مال المسلم الخاص الذي يتم دفعه للدولة للمساهمة في دعم الفقراء وغيرهم من المهام الأخرى، وهي أحد الأركان الأساسية في الإسلام
- الغنائم: وهو المال الذي يتم جمعه من الأعداء بعد هزيمتهم وما يتركوه خلفهم عند الهروب.
- العشور: هي عبارة عن ضرائب مفروضة على التجارة والتي يتم فرضها على غير المسلمين الذين يرغبون في التجارة في بلاد المسلمين.
- الخراج: الخراج هو المبلغ الذي يتم تحصيله من المزارعين كضريبة، وأول من فرض الخراج في التاريخ كان الخليفة عمر بن الخطاب.
- التركة: وهي أموال ليس لها مالك، كالمال المتروك بعد وفاة شخص ليس له ورثة.
الصناعات في الدولة السعودية الثانية
لم تتجاوز الحرف والصناعات في المملكة العربية السعودية خلال العصر الثاني، الحرف اليدوية البسيطة مثل الحدادة والفخار، ولم يشهد هذا العصر ازدهارًا في الصناعات، وفيما يلي نستعرض أهم العوامل التي أثرت على الحرف والصناعات:
- اعتبارها عملًا لصالح الغير: رأى سكان شبه الجزيرة العربية أن الصناعات والحرف هي عمل لصالح الآخرين، فتوقفوا عنها، ولذلك عمل المشتغلون فيها من خارج المنطقة.
- تفضيل مهن أخر: أولاد شبه الجزيرة العربية يفضلون التجارة والزراعة ورعاية الحيوانات أكثر من الصناعات.
الزراعة في الدولة السعودية الثانية
على الرغم من أن الصحاري تغطي معظم المنطقة، إلا أن الزراعة كانت ذات أهمية كبيرة في الدولة السعودية الثانية، ولكن كانت تحدٍ صعب على الحكام، واعتمدت الزراعة في هذا العصر على مياه الأمطار ومياه الآبار، وفيما يلي أوضح الظروف التي تأثرت بها الزراعة في الدولة السعودية الثانية:
- عوامل طبيعية: تتسبب صغر المزرعة وارتفاع حرارة المناخ خلال معظم فترات العام
- عوامل بشرية: تعاني بعض أقاليم الدولة من توزيع وكثافة سكانية غير متساوية، وصعوبة نقل البضائع والمنتجات بينها، ويفضل المزارعون زراعة الغلال، وتعاني بعض الأقاليم من ضعف السلطة السياسية.
في هذا المقال عبر موقع موسوعة، سنتعرف على عدة أسباب لعودة الدولة الإسلامية الثانية وإنشاء المملكة العربية السعودية التي توسعت بطريقة أقل من الدولة الأولى، وسنتحدث عن أسباب انهيارها مثل الحروب الداخلية وتصارع بعض العائلات للسيطرة على السلطة، وصولًا إلى الصلح وخروج آل سعود، بالإضافة إلى تفاصيل حياة أبناء شبه الجزيرة العربية في هذا العصر.
المراجع