الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من اسباب انتشار البدع والخرافات وطرق الوقاية منها

Add a heading627 | موسوعة الشرق الأوسط

موضوع انتشار البدع هو موضوع إسلامي هام للغاية يتطلب بحثاً واهتماماً كبيرين. فهو يتضمن أموراً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصحة إيمان المؤمن وتجنب الوقوع في المعصية والإثم. إذ ينتج انتشار البدع بين الناس عامةً وفي المجتمعات الإسلامية بشكل خاص آثاراً خطيرة على الدين الإسلامي والمسلمين. ولذلك، حذرت العديد من مصادر التشريع الإسلامي من خطورة البدع ومدى تأثيرها السلبي إذا انتشرت بين الناس. وسوف نتناول في موقع موسوعة موضوع البدع، أسباب انتشارها، مظاهر خطورتها، وكيفية مقاومتها والقضاء عليها.

جدول المحتويات

من اسباب انتشار البدع

قبل التطرق للحديث حول أسباب البدع لا بد أولاً من ذكر وإيضاح مفهومها وهو ما ورد في اللغة بأنه الأمر المحدث دون أن يكون هناك شبيه له أو نظير يسبقه في الظهور، ويوافقه المعنى ذاته في الاصطلاح حيث قال تعالى في سورة البقرة الآية 117 (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، حيث تشير الآية الكريمة إلى أن الله جل في علاه قد خلق السماوات والأرض ولم يسبقه في ذلك أحد، ولا يوجد لهما شبيه أو مثيل سابق.

في المفهوم الشرعي، يتم تعريف البدعة على أنها الأمور الجديدة في الدين الإسلامي الصحيح والتي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم، ولم ترد بالسنة النبوية والأحاديث الشريفة، ولا بإجماع الفقهاء والسلف الصالح وغيرهم من مصادر التشريع.

أسباب ظهور البدع في المسلمين

أما عن أسباب أنتشارها فإن من أبرز الأسباب تلك:

  • يعتمد الفرد على العقل المجرد في التفكير ولا يعتمد على الشبهات.
  • مجالسة أهل الأهواء.
  • اعتماد الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يستخدمها المبتدعون بدعهم ويستندون إليها غير مقبول.
  • التقليد لأهل الكفر والجاهلية وأهل الضلال يعتبر شرعًا محرمًا.
  • الجهل بأمور الدين الصحيحة.
  • التصوف أو الإنحياز لإحدى الطوائف أو المذاهب.
  • سوء الفهم لكتاب الله وسنة نبيه.
  • ترتيب العقل قبل النقل، ويعني ذلك إعطاء الأولوية للعقل على الأحكام والتشريعات التي جاءت في كتاب الله والسنة.
  • تنشأ في مجتمع يعاني من انتشار الابتداع والبدع.

حكم البدع وأنواعها

  • في الواقع، لا يوجد أنواع مختلفة للبدع، بل جميعها نوع واحد ولها الحكم الشرعي نفسه وهو التحريم، وبذلك لا يجوز تقسيم البدع إلى مكروه ومباح ومستحب وما إلى ذلك، بل هي جميعاً محرمة، وقد ذكر ذلك العديد من الأدلة والأحاديث في السنة النبوية المشرفة وبإجماع علماء الدين وفقهائه.
  • ورد عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة`. فلا فرق بين بدعة وأخرى، وهي مردودة على أصحابها.
  • وذكرت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، ونقل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه “إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلال.
  • ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنهم مني، فيقال لي: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي)).

طُرُق الوقاية من البدع

إن الأحاديث النبوية الشريفة التي تأتي بلغة الأمر القاطع والنهي الجزم والتحذير من شيء ما، فإن اتباع هذا الأمر بشكل خاطئ يشكل خطرًا كبيرًا على المسلم في دينه ودنياه وآخرته، وقد يؤدي إلى انتشار ما لم يحله الله وانتشار عبادات وأشياء لم ينزل الله بها من سلطان، مما يترتب عليه ضياع الأمم الإسلامية ووقوعها في فتن كبيرة تموج بالأمة، ولذلك يجب مقاومة انتشارها والعمل على منعها، ويمكن القيام بذلك من خلال اتباع الإرشادات التالية:

  • التمسك بالدين وفهم أحكامه حقًا من حقوق المعرفة.
  • يجب الاقتداء بالصالحين ورجال الدين الحقيقيين، وتجنب الاقتداء بالذين يدعون الدين وهم ضعاف الأنفس.
  • الابتعاد عن التآمر مع أصحاب السوق وأولئك الذين يعيشون بلا هدف.
  • يتمثل دور وسائل الإعلام ورجال الدين في توعية الناس بدينهم وبمدى خطورة اتباع البدع والإيمان بها.

وبذلك نكون قد تطرقنا إلى موضوع بالغ الأهمية وهو إجابة سؤال من أسباب انتشار البدع، والذي ما إن تم إدراك مدى خطورته وتجنب اتباعه والقيام به سوف تنصلح حياة المسلمين ويتبدل حالهم إلى خير، ولا شك أن في الأزمان الأخيرة قد انتشر الكثير من أنواع الضلالة والبدع، لذلك على المسلم الحق أن يكون واع لدينه، خائفا من الحساب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار”.).

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى