الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
معنى الإيمان بالله وأركانه
تعرفوا من خلال هذا المقال على معنى الإيمان بالله، فلم يخلق الله سبحانه وتعالى البشر عبثاً في هذه الحياة، وإنما خلقنا لكي نعبده وفقًا لما جاء في القرآن الكريم: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ“، ولذلك يجب علينا أن نعبد الله سبحانه ونؤمن به وفقًا لما شرع لنا، وفي هذا الموقع سنشرح معنى الإيمان بالله وأركانه، فتابعونا.
معنى الإيمان بالله
- الإيمان بالله يعني الإقرار بوجوده وعبادته وربوبيته، بالإضافة إلى الإيمان بجميع أسمائه وصفاته بما لا يترك مجالًا للشك في القلب، ويمكن تعريفه بأنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى بالقلب والإقرار به بالأفعال.
- يمثل الإيمان بالله جوهر العبادة، ولا يمكن للإنسان أن يكون صادقًا في عبادته إذا لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى بإيمان كامل.
- تتألف أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى من أربعة جوانب، سنتعرض لها بالتفصيل فيما يلي.
الإيمان بوجود الله
- يعتبر الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًا لإثبات الإيمان، حيث لا يمكننا رؤية الله بشكل واضح حتى نؤمن بوجوده، ولكن هناك العديد من الأدلة المنتشرة في كل مكان تدل على وجود خالق عظيم لهذا الكون.
- عند النظر إلى الكون، سنجد الكثير والكثير من آيات الله التي تؤكد لنا بشكل واضح وصريح أن هناك خالقًا عظيمًا لهذا الكون الضخم، ولا يمكن لهذا الكون العظيم أن ينشأ من تلقاء نفسه، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدليل الأكبر على وجود إلهٍ لهذا الكون هم البشر أنفسهم، حيث يمكنهم النظر إلى أنفسهم وإلى خلقهم العظيم واختلاف ألوانهم وأطوالهم وأصواتهم، وهذه الأشياء تدل بلا شك على وجود إله خلقنا لكي نعبده.
- كما سأل الله سبحانه وتعالى هذا السؤال ليجيب على شكوك الكثيرين حول وجود خالق للكون أم لا في قوله تعالى: `هل خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون؟` وبذلك نتركنا مع إجابة قاطعة تؤكد وجود الله سبحانه وتعالى.
- يُعتبر الإيمان بالله أمرًا فطريًا يولد عليه جميع البشر، ويأتي دليل ذلك في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : `مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ…`.
الإيمان بربوية الله
- الإيمان يعني الاعتقاد بأن الله هو الرب الوحيد لهذا الكون، وأنه ليس له شريك في الملك، ولا يوجد أحد يشاركه في الإنشاء والإدارة.
- الربوبية تعني أن الله هو المخلوق الوحيد وهو المسؤول الوحيد عن رزق عباده وتدبير كل شؤونهم، وذلك كما ذكر في قوله تعالى: `قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر`. فيقولون: الله. فقل: أفلا تتقون؟.
الإيمان بألوهية الله
- تعني الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو الإله الوحيد، وهذا جزء من شهادة الإسلام “أشهد أن لا إله إلا الله”، وبهذه الشهادة يقر المسلم بأن الله سبحانه وتعالى هو المعبود الوحيد. وقد جاء في القرآن الكريم “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
- فمن اتخذ مع الله إلها آخر فإن إيمانه باطل، كما جاء في قوله تعالى: “ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو العلي الكبير.
- من المهم على الإنسان ليصح إيمانه أن يؤمن بأن الخالق عز وجل هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، وأنه هو الخالق الوحيد لهذا الكون. وما يدعيه بعض الناس من وجود آلهة أخرى يعبدونها ويدعون أنها تمثل الله عز وجل، مثل عبادة الأصنام في السابق، فهي باطلة ولا تأتي من الخالق الحقيقي كما تم ذكره في قوله تعالى: “إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.
- تجمع جميع دعوات الرسل منذ أول نبي أُرسل للناس وحتى نبي الله محمد على دعوتهم لعبادة الله وحده، وترك كل ما دون ذلك من الأصنام والأوثان التي لا جدوى منها ولا ضرر، وذلك كما جاء في قوله تعالى: `وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ`.
الإيمان بأسماء الله وصفاته
- الإيمان بأي اسم أو صفة أقرها الله سبحانه وتعالى على نفسه، وجاءت في آيات القرآن الكريم أو في أقوال النبي في السنة النبوية الشريفة. وقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
- من خلال أسماء الله الحسنى، ندرك عظمة قدرته وواسع رحمته ولطفه بالعباد وتنزهه عن كل نقص، فهو الكامل وحده كما ورد في قوله تعالى: “وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم”، ويعد الإيمان بهذه الأسماء وما تحمله من معنى دون تحريف أو تمثيل أو تعطيل، واجبًا على كل مسلم حتى يكتمل إيمانه.