معلومات عن قوم عاد وثمود من القرآن والتاريخ
تتضمن القرآن الكريم والتاريخ معلومات عن قوم عاد وثمود، حيث أورد الله سبحانه وتعالى قصصهم في عدة مواضع ليجعل هلاكهم عبرة وعظة للأجيال اللاحقة. وقد أهلك الله هذين القومين بسبب عنادهم وكفرهم وعدم استجابتهم لأوامر الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم مثل صالح وهود عليهما السلام. وفي هذا المقال سنستعرض معلومات عن قوم عاد وثمود من القرآن الكريم والتاريخ.
معلومات عن قوم عاد وثمود من القرآن والتاريخ
قوم عاد
تعود تسمية قبيلة قود إلى مؤسسها بن عوص بن أرم بن سام، وكانت القبيلة تسكن منطقة الأحقاف في سلطنة عمان بالخليج العربي؛ ومن أبناء هذه القبيلة خرج النبي هود عليه السلام، الذي أرسله الله لهم ليكون سببًا في هدايتهم إلى الحق.
وتميز قوم عاد بقوة البنيان وامتلاك الكثير من الأموال، فجمعوا بين القوة والثراء، وقد وصف الله تعالى قوتهم في قوله في سورة الفجر (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)، حيث سيطروا على بلادهم سيطرة تامة مادياً وعسكرياً.
دعا سيدنا هود قومه إلى الإيمان بالله ووحدانيته وشكره على نعمه، وترك عبادة الأصنام والشرك بالله، ولم يخاف هود قومه وهو يناديهم بالدعوة، ولكن قومه اساءوا إليه واستهزأوا بدعوته، وظلوا مستمرين في كفرهم وضلالهم، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ).
وصف الله تعالى في هذه الآية قوم عاد وسخريتهم من دعوة نبيهم، حيث استكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا: `من أشد قوة منا؟` ولم يروا أن الله الذي خلقهم هو الأشد قوة منهم. وكان عقاب الله لهم شديدًا، فسخر الريح للانتقام منهم وسلطها عليهم لمدة 8 أيام، فحملتهم الرياح حملاً وألقتهم في البحر وطرحتهم أرضًا وكسرت عظامهم، واقتلعت حصونهم وبيوتهم، فلم يتبقى أحدًا منهم على قيد الحياة. ووصف الله عقابه لقوم عاد في قوله تعالى: `سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقيةٍ؟`.
قوم ثمود
إن أصول قوم ثمود هي نفس أصول قوم عاد، وهما قبيلتان سكنتا في شمال غرب المدينة في منطقة الحجر، وتشابهتا في تمتعهما بقوة بدنية وثراء مالي، فشيدتا القصور والبيوت في الجبال، وازدهرت بلادهما وامتلأت أراضيهما بالأنهار والمزارع الخضراء.
خرج النبي صالح عليه السلام من قوم ثمود، وكان معروفًا بحكمته وعقله، وكان يلجأ إليه أهل قومه لفصل نزاعاتهم ومشاكلهم. دعا صالح قومه لترك عبادة الأصنام والتوحيد والإيمان بالله وحده، وحذرهم من عدم الاستجابة لدعوته. ومع ذلك، استهزأ بهم وتكبروا على دعوته ورسالته.
وطالب قوم ثمود صالح بإظهار دليل على صدق دعوته من خلال معجزة. طلبوا إخراج ناقة ضخمة من صخرة معينة، وأن تكون حامل في الشهر العاشر وذات لون أحمر. فدعا صالح ربه أمام الناس لإخراج الناقة، وبالفعل خرجت الناقة بنفس المواصفات التي طلبوها. وشعر الناس بالرعب والذهول أمام هذا المشهد العظيم.
صفَّ وصالح الناقة بأنها ناقة الله، ودعا قومه لترك الناقة تأكل وتشرب بينهم، وحذرهم من غضب الله وعقابه إذا أذوا الناقة، ولكن لم يستجيب قومه لتحذيراته وقتلوا الناقة، فأنذرهم صالح بحلول العذاب عليهم خلال 3 أيام.
وخلال ذلك الوقت، خطط قتلة الناقة لقتل صالح أيضًا، ولكنه كان قد غادر إلى فلسطين، وعاقبهم الله بالعذاب، حيث تحولت وجوههم إلى اللون الأصفر في اليوم الأول، وإلى اللون الأحمر في اليوم الثاني، وإلى اللون الأسود في اليوم الثالث، ونزلت عليهم الصواعق والزلازل في قريتهم، حتى صاح جبريل عليه السلام بصوت عالٍ وأبادهم جميعًا، فلم يبق أحدٌ منهم.
وقد وصف الله تعالى أحداث قصة قوم ثمود في قوله في سورة الشمس (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا).