ماهي كبائر الذنوب
يُعرف الذنب لغويًا بأنه المعصية والآثم والجريمة، وهو كل ما يرتكب ويُحرم، ومن أسبابها الرئيسية هي الإقدام على تقليد الآخرين والقيام بأفعالهم المحرمة.
يمكن تعريف الذنب بأنه ما يحجب بين الإنسان والله تعالى، وهذا ما ذكره الجرجاني في كتابه التعريفات.
تنقسم الذنوب إلى قسمين؛ الكبائر والصغائر، وسنتحدث بالتحديد عن هذا الموضوع في مقالنا في موسوعة .
ماهي كبائر الذنوب
- كثيرًا ما يتساءل الكثيرون عن `ما هي الذنوب الكبائر؟` وهنا نشير إلى ذلك. الذنوب الكبائر هي تلك الأعمال غير المشروعة التي تؤدي إلى دخول الشخص الذي ارتكبها في النار، مثل الزنا وشرب الخمر وأكل مال اليتيم.
- يعتقد معظم الناس أن عدد الكبائر هو سبعة، ويرجع ذلك إلى شهرة حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول السبع الموبقات، ونص الحديث هو:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جتنبوا السبع الموبقات”، فقالوا: يا رسول الله، وما هن؟ فقال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
-
- السحر.
- الربا.
- الشرك بالله.
- قتل النفس.
- قذف المؤمنات.
- الهروب من المعارك.
- الاستيلاء على مال اليتيم.
- يعني الموبقات الكبائر المحرمات التي تؤدي إلى هلاك الإنسان وعذابه، ولكن في الحقيقة الكبائر لا تقتصر على هذه السبع فقط، وإنما خصهم الرسول صلى الله عليه وسلم لما فيها من خطورة وعظم الذنب.
- يجب أن تبدأ بالتوحيد والإيمان بالله، وهذا هو أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وهو عبادة الله وحده، وعدم جعل شريكاً له في الملك.
فقال رسول الله: `ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، الإشراك بالله، ثم قرأ: ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما وعقوق الوالدين، ثم قرأ: أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير`، وكان متكئا، ثم قعد وقال: ألا وقول الزور)
السحر
- لا يوجد لهذا الأمر أي استخدام سوى إيذاء الناس، سواء بالتفريق بين الأزواج أو غير ذلك من أشكال الإيذاء.
- وفي كتابه الكريم في سورة البقرة الآية 102 قال تعالى: `وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه`.
- يأتي بعد ذلك حظر قتل النفس إلا بالحق، أي أنه لا يحق لأي شخص سواء كان لديه سلطة أو لا، أن يسلب حياة شخص آخر إلا بالضوابط التي حددها الله ورسوله.
فقد قال الله تعالى في سورة النساء الآية 93: `ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وسخط الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما`.
أكل الربا
- أي أخذ زيادة في المال دون أي وجه حق، وعليه فقد لعن رسولنا الحبيب آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه
- إضافة إلى أكل مال اليتيم، فإن الإسلام كرم اليتيم وحفظ حقوقه، والإستيلاء على ماله بدون حق هو تعدي على أسس الإسلام.
فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء الآية 10 ”إن الذين يأكلون أموال الأيتام ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا“
فقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وتركوا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين.
- التولي يوم الزحف: وهو الفرار من المعركة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “غاية الاجتناب في يوم الزحف هو حماية الدين.
- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: ذكر المؤمنة بأي كلمة تسيء إليها هو آخر السبع الموبقات.
كبائر الذنوب في الإسلام
- هناك اختلاف بين العلماء في عدد الكبائر بحد ذاتها، فهناك من يقول إنها السبعة الموبقات، ويعارضه البعض ويقول إنها سبعمائة، ويقول البعض الآخر إنها ما اتفق عليه الشرائع في جرمانيتها.
- يشمل التعبير الأكثر شهرة الذي ذكره سعيد بن جبير والحسن البصري عبارة `كل ذنب ختمه الله تعالى بالنار أو الغضب أو اللعنة أو العذاب`.
جميع كبائر الذنوب
للكبائر أنواع عدة تختلف تقسيماتها وكمثال: الخاصة بالقلب وتنقسم لنوعين هما:
الكفر
- يمكن أن يكون بصيغة قول أو فعل أو شك، ومثال على ذلك :
- الاستهزاء بالرسل، الاستهزاء بآيات الله.
المعاصي دون الكفر
وهي المعاصي التي لا تؤدي للكفر مثل:
الكذب، الرياء، النفاق.
كبائر خاصة بالجوارح
تعتبر من الكبائر أو الذنوب الكبيرة التي لا تؤدي بصاحبها إلى مرحلة الكفر بالله، ويكون الإنسان مسلمًا مؤمنًا ولكن يخطئ في القصد الحقيقي من العمل الذي يقوم به، مثل:
تعلم العلم لغرض دنيوي
أولَى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بمكانة العلم والعلماء، لأنَّهُ يعتبر العلم سببًا جيدًا لمعرفة ديننا، والغرض من العلم والتعلُّم هو النفع والعمل به، وليس فقط الاحتفاظ به للنفس، ولذلك يجب على المتعلِّم جعل نيَّته خالصة لله بأن يتعلَّم ليعمل وينفع به، وليس فقط ليُقال عنه عالِمًا أو عارفًا.
-
- عن أبي هريرة أن رسول الله قال: في يوم القيامة ، يكون أول الناس الذي يحكم عليه رجل استشهد. يأتون به ويعرض عليه نعم الله عليه. يسأله الله: “ماذا فعلت في هذه النعم؟.” يجيب الرجل: “قاتلت في سبيلك حتى استشهدت.” يقول الله: “كذبت، بل قاتلت لكي يقال عنك جريء.” ثم يأمر بسحبه على وجهه حتى يلقى في النار.
- ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، ثم أتي به فأدرك فضله، فعرف النعمة وشكرها، قال: فماذا فعلت بها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن فيها، قال: كذبت، إنما تعلمت العلم لتكون مشهورا بأنك عالم، وقرأت القرآن لتكون مشهورا بأنك قارئ للكتاب، إنه كذب، ولكنك تعلمت العلم لتكون مشهورا بأنك عالم، وقرأت القرآن لتكون مشهورا بأنك قارئ للكتاب، إنه كذب، ثم أمر به فتم ضربه على وجهه حتى ألقي في النار.
الكذب على الله ورسوله
الكذب من علامات المنافقين، ووعد الله بالعقاب لمن يقول الكذب والافتراء على الله ورسوله، وذكر ذلك الله تعالى في سورة الزمر في الآية 60 “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ.
عدم وصل صلة الرحم
فرض الله علينا صلة الرحم كواجب شرعي مثل العبادة، وهي وسيلة للتقرب إليه والتواصل بين الأقارب وعدم قطع العلاقات بينهم. وقال تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم؟ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.
يختلف العلماء في عدد الكبائر، فعندما سئل بن عباس عن السبع الكبائر، قال إنها أكثر من سبعين كبيرة.
الكبائر عند مُحمَّد بن أحمد بن عُثمان الذهبي
شمس الدين الذهبي كان إمامًا محدثًا ومدرسًا متحركًا، وكان عالمًا بالتاريخ الإسلامي ومتخصصًا في قواعد الجرح والتعديل. قدم لنا كتابًا يسمى “الكبائر” الذي يذكر فيه سبعين من كبائر الذنوب بالشواهد، من بينها:
- ترك الصلاة.
- منع الزكاة.
- المقامرة.
- شرب الخمر.
- السرقة.
- الرشوة.
- أذية الجار.
- التطفيف في الميزان.
كيف تغفر كبائر الذنوب
تكفير الكبائر هو عملية التوبة من الذنوب والأخطاء التي ارتكبها الإنسان ضد الله ونفسه، وتشمل المكفرات عدة أفعال:
- صدق التوبة: يدل صدق الندم والنية في عدم الرجوع إلى الخطيئة مرة أخرى، والعزم على عدم الاقتراب منها مرة أخرى والتقرب إلى الله.
- التحرر من الذنب: عدم التوظيف الصحيح للأموال ليس المطلب الرئيسي للتكفير، وإنما يأتي التكفير كرد على مظالم الناس، فمثلاً إذا كان الذنب هو سرقة مال الأيتام أو أي مال بدون وجه حق، فعلى الجانب المذنب الإسراع في رد هذه الحقوق لأصحابها.
- أداء الصلاة : يجب على المؤمن الحفاظ على صلواته في أوقاتها، فقد قال الله تعالى عن الصلاة “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ.
- الاستغفار: إذا نظرنا إلى القرآن الكريم، سنجد أن الله تعالى قد بين لنا فضل الاستغفار في العديد من الأماكن، مثل قوله تعالى في سورة هود الآية 52: “يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، ينزل السماء عليكم مدرارا، ويزيدكم قوة إلى قوتكم، ولا تتولوا المجرمين
الذنوب و ماهي كبائر الذنوب تحدثنا عنها وعن كيفية تكفيرها، وتظل الكبيرة الكبري هي الشرك بالله، وقد ذكر النووي وأجمع العلماء علي أن المشرك يخلد في النار، فعلينا جميعا محاسبة أنفسنا قبل محاسبتنا، وعمل خير العمل لقاء هذا اليوم.
المراجع