الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي شروط الامامه وشروط المأموم في مختلف المذاهب

ما هي شروط الامامه | موسوعة الشرق الأوسط

سنتعرف في موسوعتنا على شروط الإمامة والتي تنقسم إلى قسمين. القسم الأول هو الإمامة الكبرى التي تشير إلى الخلافة في المسلمين وإرشادهم واهتمامهم بأمورهم وهدايتهم، أما القسم الثاني الذي سنتحدث عنه فهو الإمامة الصغرى التي تشير إلى الإمامة في الصلاة، حيث لا يجوز لأي شخص أن يؤم المسلمين في صلاتهم إلا إذا توفرت بعض الشروط. وفي موسوعتنا، سنوضح لكم هذه الشروط بشكل أكثر تفصيلًا.

اختلف الفقهاء الأجلاء حول بعض شروط الإنعام في حين توافقوا على البعض الآخر، وبشكل عام فإن الإنعام له فضل عظيم لما يقوم به الإنسان من تأديتها في حياته الدنيا والآخرة، ويدل على ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: “يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواءً، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً، فأقدمهم سلماً.

ما هي شروط الامامه

توجد العديد من الشروط التي يجب على كل مسلم معرفتها، سواء كان إمامًا أو مأمومًا، وتأتي هذه الشروط وفقًا لمذاهب الفقهاء والأئمة الأربعة (الشافعية والحنفية والحنابلة والمالكية)، وتشمل ما يلي:

شروط الإمامة عند الشافعية

تشترط الشافعية توافر عدة شروط لصحة الإمامة، تتعلق بالإمام والمأموم، ومن بينها:

  • الطهارة هي حالة لا يوجد فيها عائق يمنع صلاة الإمام، سواء كان هذا العائق بسبب وقوع حدث أو لأسباب أخرى، وعدم علم المقتدي بضرورة قضاء الإمام لصلاة مثل أن يكون غير طاهر.
  • سواءً كانت النية تتجه نحو القدوة أو الاقتداء، فإنها تهدف إلى الإمامة.
  • يجب ألا يكون الإمام أميًا ويجب أن يتمتع بخبرة في القراءة.
  • يجب على المقتدي أن يقتدي بالإمام من وراءه، ولا يجوز له السير قبل الإمام أو الوقوف بجانبه في الصلاة.
  • يتضمن المقتدي بأفعال الإمام ومتابعتها والحرص على التوافق معه في هذه الأفعال.
  • يجب أن يكون الاجتماع بين الإمام والمقتدين في نفس المسجد، ولا ينبغي فصلهما خارج المسجد، وإذا حدث ذلك، فلا يجب أن يكون هناك مسافة طويلة أو حاجز مغلق بينهما، ويجب تجنب تفوق الإمام على المقتدي والعكس، ويجب ألا يحصل فصل بين المسجد والمقتدين بشارع أو نهر.

شروط الإمامة عند الحنابلة

تتطلب وضع الحنابلة لصحة الإمامة في الصلاة العديد من الأمور والشروط الأهم والأبرز منها التالي:

  • أن يكون الإمام مسلماً.
  • الطهارة من الخبث والحدث.
  • القدرة على الوقوف والجلوس هو مؤشر على عدم الإمامة.
  • التزام الإمام بالعدالة والحرص على تطبيقها في القول والفعل، من خلال الامتناع عن الظلم
  • عن الفسق أو الابتداع بالدين.
  • لا يجوز لشخص مجنون أن يصبح إماماً، ولا يمكن للصبي أن يؤم المصلين في الصلاة، حتى لو كان متفوقًا في العلم، ولكن يمكن للصبي أن يؤم المصلين من سنه في صلاة الفرض أو النفل.
  • إجادة القراءة، وإجادة تلاوة القرآن الكريم.
  • في المذهب الإسلامي، لا يجوز للمرأة أو الخنثى أن يؤم الصلاة، ولكن يمكن ذلك فقط إذا كانوا يتمتعون بنفس صفات الإمام.
  • سلامة الإمام من الأعذار التي قد تمنعه من الصلاة مثل الإسهال وسلس البول وانفلات الريح وما شابه ذلك، وأما المرأة التي تؤم النساء في الصلاة فعليها أن تكون سالمة من الاستحاضة.
  • يجب على كل من الإمام والمأموم أن يتضمن صلاة بنية صحيحة قبل البدء فيها.
  • لا يجوز للمصلي أن يقتدي بمثيله من المصليين، فالاقتداء يجوز فقط بالإمام، ولكن إذا انتهى الإمام من صلاته فيجوز للمصلي أن يقتدي بالمسبوق له في الصلاة، باستثناء صلاة الجمعة.
  • يجب مساواة صلاة كل من الإمام والمقتدي، حيث لا يصح أن يؤدي المقتدي صلاة الظهر خلف الإمام الذي يؤدي صلاة العصر، فلا يجوز التفرقة بين الفروض التي يؤديها المقتدي والإمام، إلا في حالة صلاة القضاء خلف الأداء فإنها تصح.
  • يتمثل بحث المأموم في مراقبة أفعال الإمام دون سبقه في أي من الأفعال.
  • يجب متابعة الإمام في الصف خلال الصلاة، ولا يجوز التقدم عليه أو فصل المصلين عنه في حالة كانت الصلاة في مكان خارج المسجد، شريطة عدم وجود حائل يمنع المتابعة.
  • إذا كان المأموم واحدًا، يقف عن يمين الإمام، وإذا كانوا اثنين، يقف كل واحد منهما عن يمين الإمام وعن يساره، وتقف المرأة في الخلف. وقد ورد في السنة أن الإمام يقف في الصف من الوسط، ولا يتفوق على المصليين.

شروط الإمامة في الصلاة عند المالكية

حدد المالكية بعض الشروط التي يجب توفرها في الإمام والمأموم لصحة الصلاة، وهي:

شروط الإمام عند المالكية

  • يجب أن يكون الإمام مسلمًا، ولا يجوز الاقتداء بمن يدين بدين غير الإسلام.
  • يشترط في الإمام أن يكون بالغًا، حيث لا يجوز أن يكون طفلاً في الفرائض ولكن يمكن أن يكون في النوافل.
  • فالعقل لا يسمح بأن يكون الإمام مجنونا، ولكن إن كان يجن ثم افتقد الوعي، فتصح الصلاة في حال انتعاشه.
  • يتطلب الإمام الذكورة، ولا يجوز للرجال الاقتداء بالمرأة، في حين يمكن للنساء الاقتداء به، سواء كان الصلاة فريضة أو نافلة.
  • الطهارة من النجس والحدث.
  • عدم المأمومية يعني عدم صحة الاقتداء بالمأموم في صلاته.
  • مقدرة الإمام على أداء كل من الأركان الفعلية والقولية، بمعنى أن يكون مجيدًا لقول كل ما يتعلق بشروط صحة الصلاة.
  • معرفة شروط وأركان الصلاة التي يجب توفرها.
  • الإقامة والحرية هما شرطان من شروط الصلاة، ويجب الامتناع عن الابتداع في الدين.

شروط المأموم عند المالكية

  • يجب على المأموم الاستحضار والنية للقيام بالاقتداء بالإمام منذ بداية الصلاة، ولا يجوز الانتقال من الصلاة الفردية إلى الصلاة الجماعية أو العكس.
  • المساواة بين الإمام والمقتدي يعني عدم جواز للمصلي أن يقتدي بمن يصلي النافلة بدلاً من الفرض، بغض النظر عن ما إذا كانت الصلاة فرضًا أو قضاءً، ولكن يُسمح للمسافر بالقيام بالمقيم في الصلاة شريطة عدم قصرها.
  • يجب على المأموم متابعة الإمام في الصلاة دون تقدمه أو تأخره، وذلك كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمَامُكُمْ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ.
  • إن صلاة الجماعة خارج المسجد صحيحة حتى إذا تم فصل الإمام والمأموم بواسطة حائط أو نهر، ولكن يشترط لذلك أن يكون المأموم قادرًا على إدراك ما يقوم به الإمام ومستمعًا له بشكل جيد. ومن غير المسموح بذلك في صلاة الجمعة.

شروط الإمامة عند الحنفيّة

هناك العديد من الشروط التي وضعتها المذهب الحنفي لجعل صلاة الإمام والمأموم صحيحة، وتشمل:

  • الإسلام.
  • العقل والبلوغ، فلا يجوز صلاة الصبي المميز إلا بالنفل.
  • لا يجوز للخنثى أن يكون إمامًا، ولا يحق للرجال أن يؤدوا صلاة النساء كإمامين، ويكون إمامة النساء للنساء مكروهة.
  • أن يتقن القراءة، حتى لو كان على الأقل آية واحدة، وقيل ثلاث آيات على الأقل، وهذا يعني أنه لا يجوز أن يكون إماما لمن لا يستطيع الكلام أو الذي لا يعرف القراءة، وكذلك لا يجوز لمن يعاني من مشاكل في النطق أو احتباس حرف.
  • السلامة هي الوقاية من بعض الأمراض مثل سلس البول والرعاف وانفلات الريح التي تؤثر على بعض الأشخاص.
  • يجب توافر جميع شروط صحة الصلاة، ولا يجوز لمن فقد أحدها، مثل ستر العورة والطهارة.

شروط المأموم عند الحنفية

  • تشمل شروط الاقتداء بالإمام في صلاة الفريضة: النية والاتفاق مع الإمام في صلاة الفريضة نفسها، وإذا كان الإمام يصلي صلاة نافلة، فلا يجوز الاقتداء به في صلاة الفريضة، ولا يصح الاقتداء بالمسبوق في صلاته.
  • يتم الوقوف خلف الإمام، ويمكن الوقوف بجواره، وغير صحيح الوقوف أمامه.
  • يجب أن يكون الترتيب في الصفوف بحيث لا يوجد فوارق بين المصلين والمأمومين من حيث الجنس، ولا يجوز أن يكون هناك شارع أو نهر يفصل بين الأمام والمأموم، وفي حالة صلاة الجماعة خارج المسجد، فقد ورد عن السيدة عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل في حجرته، وكان جدار الحجرة قصيرًا، فرأى الناس شخص النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أشخاص من الناس يصلون بصلاته.

من شروط الإمام المتفق عليها بين الفقهاء

من خلال الشروط التي سُبق ذكرها للإمامة، وعلى الرغم من وجود الاختلاف بين الفقهاء في بعض الأمور والشروط، إلا أن هناك بعض الشروط التي توافقوا عليها جميعاً:

  • إسلام كلاً من الإمام والمأموم.
  • العقل والبلوغ.
  • الذكورة في الإمام.
  • الطهارة، وستر العورة.
  • استحضار النية، إجادة القراءة والقرآن.
  • تشمل السلامة من الأعذار مثل سلس البول وانفلات الريح وما شابه ذلك.
  • الوقوف خلف الإمام فلا يتقدمه المأموم.

وبهذا ننهي مقالتنا التي شرحنا فيها أهم ما ورد في الفقه حول شروط صلاة الإمام والمأمومين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد: “إذا أداء الناس صلاتهم لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلهم.

المراجع

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى